سلام أهلي ... ما أحلى أن ترتاح بمنزلك بعد طول عناء ووطء حنين ... أسعدني كثيرا أن أهتدي لهذا الموقع الممتلئ بالحنين .. أرسلت طلبي بالإنضمام للسادة إدارة الموقع .. وطفقت أسرح بالخاطر تخيلت بأني أقبع في آخر مقعد بآخر رحلة تغادر السوق الشعبي الخرطوم ميممة صوب مدني ... موسيقى حالمة تدغدغ الوجدان .. محمد الأمين يعترف بتسآل الروح المشتهية ود مدني ... القرى تتداعى في ناظريك ... مطب المسيد التي الشقلة النوبة الغابة كلكول التكينة التكلة الحلاوين الطالباب ام دقرسي فداسي الفادني ... ثم مقابر تتناثر هنا وهناك .. لافتات تقسم الرحلة لأربعة مراحل ...
المسيد
الكاملين
الحصاحيصا
ثم ... أنخ تعبك ونوقك ووجعك وأملأ رئتيك ما استطعت هواء نقيا فانت بمدني
.. الله يا دار أبي وأمي .. وونستنا إذا ما أنقطع المد الكهربائي عن دارنا فحل السمر وصدح الوتر وغاب الأثر ... ودون سحاب جاد المطر
هي رحلة الذات للذات ... هي رحلة العشق والاستذابة في خلايا الذات ...
مضيف الرحلة يبدأ بتوزيع الأكواب البلاستيكية والحلوى ثم العصير والبسكويت المحشي .. وما درى أن القلب كذا محشو بالوجد الملح ... والعشق الخرافي والهمس المريح وحلم مجنون بالتمدد على طول الشاطئ الأزرق ..ووعد بأن أصافح الجميع من كبري فلاته حتى نقطة البوليس... كمبو الجير السوق الجامع حي الأفندية القدام والورا المدارس البوستة بيوت الشبكة السكة حديد السرايات الجعليين ... إييه يا بركات ... يا وجيدة ... يا مترعة الشجن حنينة السلام جميلة الخاطر ... لك الحضور أينما كيفما وقتما طوينا صفحة الحاضر وأبنا ثمة الماضي ....
الرحلة تطول ما بين الخرطوم والمسيد ... وأنا لا أحس بصدق المشاهد وحقيق الرؤى إلا عندما أرى الشاحنات ترقد على جانبي الأسفلت لدى محطة المسيد ورائحة الشواء المستفذ ... ودخان هنا وهناك يصعد من مداخن المسيد .... كنا ذات رحلة في سني الجامعة نحتسي لدى إحدى السيدات ذات يوم عصير الحنين لمدني أنا ورفقاء الدراسة فقالت ... "تمشوا مدني شبعانين عشان تستمتعوا بوكتكم في حاجات تانية"كأنها علمت ما يحتشد لدى الخاطر فباحت بما لم تجد به القريحة .... والرحلة بين المسيد والكاملين تحفز فيك جوامح الشوق إذ تمر بمعدل أسرع من الذي سبقه ... وكذا قرى أم دقرسي وما يلحقها من قرى ترقد كأثداء الأمهات ترضعك الحنين وتخبئ فيك سلامها لمدني الحنينة وقبة السني ومنحنى النيل عند أم سويقه وأنصحكم أحبتي أن تتجنبوا السفر بذات الحنين في رمضان إذا ما دنا الإفطار فإنك لا محال ستنزل لدى هاتيك القرى مرغما لتفطر بكرم حاتمي وشهامة ما رأيت لها مثيلا ...
محمد الأمين يصيح دار أبوي وكل من بالباص يتمايل ويرحل لتفاصيله الخاصة ...
... برجع
المفضلات