تعالوا احفروا مقبرة أحزانكم ... واحملوها أنعاش أمواتكم ... ففي كف كل طفل دمعة ... وصرخة زمن آتى ... ونعش شيخ هرم ... ودروب وحشة مظلمة ... اقتربوا أكثر أدخلوا قاع الأحزان والبسوها تابوت أفراحكم فما عاد للعمر بقية ... أترون هذا الضوء المنبثق من خلف تلكم المدينة ... أتعون ماهو ... انه صوت رحيلهم عنها ... حتى الأقلام هجرتها وهاجرت وارتحلت تبحث فى عمق الدواخل عن نعش آخر تحمله تدفنه .... تحفر له فى عمق الصدق الراحل ... هيا أرحلوا ... واحملاني فى نعش آتى ... فأراني وقد أزلتك من تفاصيل حياتي ونحتك على كف كل طفل مدينة ... مدينة أخرى تحلم أن تزينها الطرقات ... والأشجار.. وتنير كل دروبها خطوات الصدق إن كانت فى لحظات فرح أو أحزان .. فيا مدينتي لا يحزنك رحيلهم ... ولا يبكيك فراقهم ... هم أناس راحلون وغيرهم آتون ... هم باقون فى كل الطرقات .. والساحات ... هم باقون فى الأزقة والانحدارات ... هم باقون رغم هذه الضجيج والارتحال ... هم آتون يا مدينتي وان رحلوا .... هم آتون برغم عتمة الطريق وظلام الأمسيات ... سيأتونك مدينتي ويحملون نعشك بين أكفف كل طفل ويحفرون فى دواخلنا مقبرتك ثم يرتحلون ... هم لا يعون بأن كل شهقة طفل .... مدينة أخرى تكونت فى دواخل أمشاج طفلاً قادم طفلا ً آخر ينادى ....
تعالوا احفروا مقبرة أحزانكم ...
واحملوها أنعاش أمواتكم ...
ففي كف كل طفل دمعة . ...
سوباوى
هذه الكلمات إستنسختها من قصيده لك أعجبتى لحد المبالغة والإندهاش ( غابة النعناع ) وقد تكون ردا ً لما ولج بخواطرى
المفضلات