عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال : قال رسول الله ... صلي الله عليه وسلم : ( مثل المُؤمنِ الذي يقرأ القرآن مثل الأتُرجة : ريحها طيبٌ وطعمها طيبٌ . ومثلُ المؤمنِ الذي لا يقرأ القرآن كمثلِ التمرةِ : لا ريحَ لها وطعمها حُلوٌ . ومثلُ المنافقِ الذي يقرأ القرآن كمثل الرّيحانة : ريحها طيب وطعمها مُرّ . ومثلُ المنافقِ الذي لا يقرأ القرآن كمثلِ الحنظلةِ ليس لها ريحٌ وطعمها مُرّ ) . رواه البخاري ومسلم .

الأتُرجة : واحدة الأترج ويقال فيها : ترنجة , وترنج , وهو مايسمى في بلاد الشام ( الكبّاد ) , فاكهة من الحمضيات ذات رائحة طيبة , وقشرة الكبير منه يبلغ سمكها نحو عقدة الأنملة ويصنع من قشره أجود أنواع المربّي , ولبّه شديد الحموضة كثير الفائدة .
وذكر بعض اليمنيين أن في اليمن فاكهة تسمى ألأترج طعمها حلو ورائحتها طيبة . وقد تكون هي المعنية والله أعلم .

الرّيحانة : هي الطاقة الواحدة من الريحان , والريحان يطلق على كل نبت طيب الرّيح من أنواع المشموم .

الحنظلة : واحدة الحنظل , وهو ثمر معروف شديد المرارة لشجر يسمّى العلقم .

مما يستفاد من الحديث :
1. فضل قارئ القرآن على غيره .
2. الحث على قراءة القرآن , لما للقراءة من أثر في الفكر والنفس والعمل .
3. قراءة القرآن وحدها من غير استكمال شرط الإيمان لا تضفي حلاوة على مرارة قلب المنافق بسبب نفاقه وإن زينت ظاهره بأريجها .
4. الأسلوب التربوي النبوي في تقريب الحقائق الفكرية بأمثلة مُحسة مستقاة من بيئة المخاطبين , وقد سبق صلوات الله عليه في تطبيق هذا المبدأ التربوي علماء التربية , كما هو شأنه في كل المبادئ والأصول التربوية المثلى , كيف لا ؟ وقد تخرج من مدرسته عظماء الدنيا وقادة التاريخ الأمثلون . فنشروا الحق والعدل والهدى والعلم في الأمم والشعوب .


وفقنا الله واياكم والامة الأسلامية الى مافيه خير وصلاح وها قد اقترب شهر العبادة والغفران فاكثروا من قراءة القرءان
تحياتي