عندما تزوجها كانت شابة صغيرة.. تجمعت فيها كل الصفات.. جميلة فائقة الجمال فتانة.. هادئة الطبع ورقيقة الكلام.. متعلمة وتتمع بروح شفافة وثقافة عالية.. مطيعة دائما تؤدي واجباتها الزوجية كاملة دون تقصير تجاه زوجها وهي في رضاء تام. تحب زوجها تقدره وتحترمه.. ولاتتردد في التضحية من أجله. لكنها كانت دائما تشعر بالألم والحزن العميق والعطف تجاه زوجها كلما نظرت إليه.. لأنها كانت تعلم جيدا بأن زوجها يحب الأطفال ويتمنى دائما بأن تهديه إبنا يافعا أو إبنة وديعة تملء أركان البيت حيوية ونشاط وحركة دؤوبة وسعادة مستمرة.
ولأن مشيئة الله جعلتها أن تكون عقيم وغير قادرة على الإنجاب لكي تسعد زوجها.. لذلك فضلت أن تضحي بمستقبل حياتها الزوجية من أجل مستقبل زوجها.
في ذات يوم من الأيام تجرأت وتقدمت الى زوجها وطلبت منه أن يتزوج بواحدة أخرى تستطيع أن تنجب له الأطفال.. وأنها حينما إتخذت هذا القرار كانت مقتنعة تماما وراضية كل الرضا بما أقدمت عليه.. لأنها تحبه.. ومن أجل الحب كل شيء يهون.
لم تدري ما يخبئه لها المستقبل من مخاطر ومفاجأت.. تظاهر الزوج في البداية بأنه غير موافق إطلاقا على فكرتها وطلبها الجريء.. وأنه مازال يحبها.. وليست لديه الرغبة في الزواج بواحدة أخرى.. حاولت معه مرارا حتى إستطاعت في النهاية أن تقنعه وتجعله يرضخ لطلبها.
لم تمر أيام حتى تزوج بأخرى أصغر منها سنا، ولكنها لم تكن في مستوى جمالها ورقتها ورشاقتها وتعليمها وثقافتها. عندما أنجبت له الزوجة الثانية أول طفلة حلوة وأمورة.. عرف حلاوة الأطفال وطعم السعادة. أحب الزوجة الثانية حبا شديدا.. وبدأ يهتم بها إهتماما خاصا.. أكثر من إهتمامه بزوجته الأولى التي ضحت من أجله.
بمرور الأيام لاحظت الزوجة الأولى بأن زوجها بدأ يقلل من حبه لها.. وعدم المبالاة والميول ناحيتها أو التحدث إليها فيما يتعلق بحياتهم الزوجية.. وشعرت أنها تعيش بينهم كالغريبة أو القادمة من كوكب آخر. أخيرا أخذ زوجها يتناساها ويهملها ولا يعطيها أي إهتمام نهائيا.. ولأنه إنسان أناني ولا يحفظ الجميل.. لذلك قام بمفاجأتها وطلقها.. نعم طلقها دون أن يفكر في كلماتها وتضحيتها من أجله.
المفضلات