النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: جراح الغربة..

     
  1. #1
    عضو فعال
    Array الصورة الرمزية shaggy999
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    الدولة
    ود مدني حي ناصر
    المشاركات
    328

    جراح الغربة..

    جراحٌ تلو جراح ، وسيوف تقطِّع أمتي ورماح، وليلٌ دامسٌ رباه هل سيأتي من بعدُ صباح، قد كنتُ أزعمُ أني في ساح الحياة سعيد، كنتُ أزعم أن لا شوكٌ يُدمي قدمي ولن يُكبِّلني يوماً حديد، عفواً أمتي إن صحوتُ يوماً ورأيتُ جسماً دامياً يملأه الصديد.

    جراحٌ تتلوها جراح، وسماءٌ تلبدها الرياح، وسلاسل أوثقت فينا كل عزمٍ يبتغي لشمِّ المعالي اجتياح، فلم يعد يجدي العويل ولا النياح، ولم يعد لنا إلا البكاء أو الصياح.

    جراح الغربة تنزف من بقاياها دماً وهي تصرخ ألماً فوق أجسادٍ أرواحها من الأخلاق عن قيمها تعرّت، وعن آدميتها تخلّت، وبمهانتها تجلّت، وعن عزتها تولّت، ولجلادها هابت وأجلّت، وعن شريعتها ونهجها ضلّت، وفي دياجير جهلها ظلّت، وفي محراب الفاسدين صلّت، وعلى سفينتها كم من العابثين أقلّت، وعن شق طريقها بين الأمم كم تعبت وملّت.

    آهٍ من غربتي في زمن الملاهي والفتن، وآهٍ من حسرتي في زمن المآسي والمحن، تصاغرت الذنوب في أعين الخلق فانحرفوا عن منهج الخالق، لبسوا ثوباً غير ثوبهم باسم التحرر والفكر المستنير وهم والله في غيٍّ مرير، أخذوا من علوم الدنيا الحظ الوافر، وركنوا ما في مافي الكتاب والسنة من علمٍ زاخر، وقعوا على الوحل والطين زاعمين فيهما الحرير واليقطين، لهفي على أمة قيدتها ثقافاتٍ غير ثقافتها فتاهت في بحر متلاطم لبعدها عن قائدها وربّان سفينتها، في أعناقنا إرثٌ تاريخي مليء بالغبار يحتاج لمن أراد أن يسبر أغواره أن يشمّر عن ساعده لينفض عنه ذلك التراب، وبين أيدينا نتاج حقبة من الزمن لن يذكر التاريخ أسوأ منها ولا أسود منها. ليس هذا هو الوضع الطبيعي لنا أبداً، وليست هذه أمة محمدٍ والذي خلق الورى، ليست هذه أمة التوحيد والذي أحيا البرى، هناك شيء قد حصل، وهناك ما من شكٍّ بعض الخلل.

    جروح الغربة تئنُّ من شخصية هُمِّشت واضمحلّت في عالم الانفتاح والتمدن بحجة الرقي والانخراط في المجتمعات الأخرى بُغية التعايش السلمي مع الآخرين، وتناسوا أن في ديننا من المبادئ ما لا يمكن معها أن ينصهر في أي ثقافات أخرى مهما كانت، ومهما توغلت وتنوعت وتفرعت اتجاهات تلك الثقافات بين ظهرانينا لأي سببٍ كان، ومهما بلغت تلك الثقافات من رقي زائف فإن ذلك لا يعني التسليم لها والأخذ بها كأحد المسلمات التي يتطلبها العصر.

    جروح الغربة يعصرها الأسى عندما تشاهد شباب وشابات حباهم الله نعمة أن يكونوا من أمة محمد صلى الله عليه وسلم، ثم بعد ذلك تذهب هذه المكرمة الربانية في لحظات عبث شيطانية، مغيبة عن واقعها وعن تاريخها فتراهم شبابٌ قد ترك الأدب والثقافة واتجه إلى المراقص والحانات، شباب علقوا السلاسل والأساور فلم يُعد يُعرف الذكر من العاهر، شباب سهروا الليالي وذرفوا الدموع وأضربوا عن الطعام ليس من أجل الإسلام ولكن من أجل الحب ولوعة الشوق والهيام، تركوا جانباً العلم والدين، وتاهوا بين منعطفات السنين، وأضاعوا الشيشان والأفغان وبغداد وفلسطين، يقضي وقته متنزهاً على أرصفة الشوارع، يلاحق بعينيه الفتاة والأخرى، وعندما يقع في الحبائل يقضي الليل ساهراً باكياً على حب غادر، أو عشق قاهر، يتقلب على الفراش تكسوه الحرقة والكبد، ليس على أقصى أسيراً في القيود، ولا على طفلٍ قتلوه الجنود، ولا على بيتٍ أحرقوه اليهود، ولا على شعبٍ نُفي وقُتِّل وحُرِّق وأهين وشُرِّد وعُذِّب واستباحوا منه الأعراض والحدود.. لا .. أبداً فأولئك ليسوا بالنسبة له إلا خبراً يتناقله الناس وتلوكه الألسن يسمع طرفاً من حديثٍ عابر عن شيء اسمه أقصى ينادي به وبفلسطين وحطين، ويشدو بالفاروق وصلاح الدين، ثم يسوقه الحنين إلى ظلال الزيزفون وماجدولين، تراه يتخبط في حياته، لاهو في المساجد ساجد، ولا هو عن التسكع في الشوارع وارع، تقلبه نفسه حسب شهواتها، فقد السيطرة عليها، فساقته حيث شاءت.

    جروح الغربة تتأوه في حرقة وألم عندما ترى في بناتنا اليوم من تشد العباءة على خصرها وتدعي أنها عباءة، وتكشف الصدر من تحت العباءة وتدعي أنها عباءة، تكشف عن ساقيها من تحت العباءة وتدعي أنها عباءة، ولا أدري بعد بروز الشعر والوجه والصدر والخصر والساق أين هي العباءة، نسيت بنات المسلمات وجرت وراء الموضة والصرخات، صرخات أخواتها في القدس تأتي من تمزيق الثياب، وهتك الأعراض، وبقر البطون، وقطع الأثداء، وصرخات من يحسبن أنهن بناتنا، صرخات الموضة والقصات، بونٌ شاسع، وفرق كما بين السماء والأرض، إن كان لها من عمل جبار تعمله، فهي تخرج في مسيرة صاخبة، ولكن خروج الإمعة، لم تجد مكاناً تمضي إليه، فخرجت متسلية، وهي ضاحكة فاغرة، فتراها تردد الشعارات متبرجة، سافرة، ما الفرق بينها وبين من لا هوية لها ولا دين، وما الذي يميزها عن فتاة الهوى والعبث، هل يا ترى ستقول بأنها في علاقاتها رغم ظاهرها أفضل من ملتزمة منقبة، لا والله، ليس الأمر كذلك؛ فلو كان الدين يقاس بما في القلوب وصلاحها فقط لما أتى الإسلام بصلاة ولا صوم ولا زكاة ولا حج ولا حجاب واعتبر الأخلاق أهم من كل ذلك، ولكن الإسلام كُلُّ لا يتجزأ، لا يمكن أن يستقيم فعلٌ بلا قول، ولا يمكن أن يستقيم قولٌ بلا عمل.

    جروح الغربة تصرخ بألم فيما يُشاهد أيضاً، ويُرى في التلفاز مما يستوجب معه التوبة والندم، فأن ترى العرايا في بلاد النصارى والغربيين، في الشوارع والمقاهي غادين رائحين، فذلك مما ألفه العقل، ولكن أن ترى ذلك في بلاد المسلمين فعندها يكون الأمر جد هجين، ومستغرب له ومستنكر جداً، ولا تصدقه العين، والعري نوعان، عري الأجساد من لباسها وظهور لحومها ومفاتنها، وعري الفكر والإحساس، والأخير هو امتداد للأول، فعندما تبتذل النفس إلى مستوى من الحضيض يخرجها عن الدين بحجة الموضة والموديرن، ويُنسى أصول الشريعة فهي الطامة المريعة، في البدء كان الحجاب شعار كل فتاة في أي زمان ومكان، التزاماً ينبع من عقيدة كانت جذورها راسخة مهما تغير في الزمان مما يطغى على الحياة الاجتماعية من تغير واختلاف نتيجة السياسة وما تجره على الشعوب والبلدان، فالعقيدة واحدة، والدين واحد، والجذور واحدة، وكان رأس ذلك كله الأخلاق، ومرت السنون والقرون وأتى في آخر الزمان من يدعين المناداة بحقوق الممتهنات من النساء كما يسمينهن جاء من يدعين التنوير والمعرفة بسرائر الأمور من أمثال هدى شعراوي وروز اليوسف ومثيلاتهن ممن قدن المسيرات ولعن الحجاب ورمينهن على التراب.

    لربما أن ما نعيشه الآن من واقع أمر يدعو إلى الاشمئزاز والشعور بالضعف والهوان وعدم الرضا أبداً عمَّا نحن فيه، ولولا أننا ننتمي إلى أعظم دين، وإلى أعظم نبي وهو الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم لأصابنا من اليأس والعجز والخور والتلاشي والتقوقع والانتهاء ما يصيب أي حضارة كنتيجة طبيعية لهذا التسلسل الذي نمر به، بيد أن في ديننا من المبشرات ما يحفظ لنا عزيمتنا ويبدد الظلام الدامس الذي نراه أمامنا فنحن أمة لا نعرف ما تعنيه كلمة المستقبل القاتم، أو النزع الأخير، أو السقوط الأبدي، مصداقاً لقول الله عزوجل: [كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر] إن ما نمر به الآن ليس وليد اليوم وليس جديداً على هذه الأمة المباركة، فإن الابتلاء فيها وارد؛ كيف لا وقد ابتلي سيد الخلق وأوذي وطُرِد وشُرِّد وحوصر، ولكنه بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم دانت له مشارق الأرض ومغاربها؛ وأتمّ الله عليه نوره ونصره الذي وعد، فما جزاء الصبر إلا النصر والظفر.



    منقـــــــــــــــــــــــــــــــــــول بقلم الكاتب::عبدالفتاح الشهاري




    مشــــــــــــــــــــ يا مدني ـــــــــــــــــــــــــــتاق





    لما تبقي وحيده ساااااارحا

    ناجي عينيك واساليها عن

    حبايب عند قرايب عن عيون


    مشششششششششششتاقه ليها !!


    wadm3rooooof




    homyhomy10@hotmail.com
  2.  
  3. #2
    عضو فضي
    Array الصورة الرمزية salwa
    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    الدولة
    بحري
    المشاركات
    1,593

    شاااااااااااااااجي999

    والله الغربة ما نوجزه فيها في كلمتين

    تاخذ منا كل ما هم جميل في زمن نحتاج فيه لكل جميل من ااهلنا واحباءنا وبلدنا الغالي

    وضريبتها غالية ....ندفعها من كثير منا ...ومن كلنا

    شكرررررررررررا .....حركت فينا شوق وحنين

    الكبر لله ودوم ابن ادم صغير مهما تعلى مصيره يرجع لاصله

    من طينة ربي خلقنا كيف نتغير ياما الخطايا تزود طيننا بله


    ام احمد
  4.  
  5. #3
    عضو مميز
    Array الصورة الرمزية زهرة الشمس
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    الدولة
    على امتداد المليون ميل مربع
    المشاركات
    557

    في الغربة
    تفتقد اللذات معانيها
    وتموت جميع الأشياء
    وتـُـرى رقما
    من بين الأرقام البلهاء
    لا هند تعرف من أنت ؟
    أو سـُـعدى تدرى ما أنت ؟
    مجهول مجهول
    مهما كنت
    مجهول مثل الأسماء النكرات
    لا شيء تحس بشاشته
    أو فجرا ترقب عودته
    وتروح وتغدو
    وجها ممسوح القسمات
    وإذا ما مـُتَ
    فلا أحد يأسى
    أو يدرى
    أن فلانا مات.......!!!

    (انما الاعمال بالنيات ولكل امرىء ما نوى)
    (ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم)
  6.  
  7. #4
    عضو فضي
    Array الصورة الرمزية بورتبيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    الدولة
    بورتبيل
    المشاركات
    1,897

    في الغربة .... تتكالب المحن ... ويطوقك الغباء.... في الغربة تزداد الجراح نزيفاً
    في الغربة ... يصبح الانسان مجرد الة تنمحى كل المعالم في الوجوه... الغربة كئيبة ... قاتلة ومريرة... يا لهذه الغربة التي تصرعني كل صباح ... وتمزقني كل مساء .... ام في النهارات ... فانها تقتلني ... وتعذبني ....
    انها الغربة .... رباه ارحنا منها ... واصلح حالنا فيها ... وانت انت الكريم ... والمستعان
    شكراً شقي .. لهذا الموضوع الذي كانه كتب عني انا بالذات.
    وسوف اعود وان امارس التنقل بين هذه الكلمات ... وكلمات اخرى ... بقلم اخرين يجتمعون معك في الروعة وفي الحب وفي التفرد.
    مع خالص الود - اخوك بورتبيل -

    التعديل الأخير تم بواسطة بورتبيل ; 23-02-2007 الساعة 09:51 AM
    واركز للبجيبها الريح تقيف انت ويشيلها الريح
    وابقي العاتي والدرب الوراك مسدود
    و شيل شيلتك بقيت للنص لاحلماً بجيب البر ولا حَدُوُدُ
  8.  
  9. #5
    عضو فعال
    Array الصورة الرمزية shaggy999
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    الدولة
    ود مدني حي ناصر
    المشاركات
    328

    ســــــــــــــــــلوى

    زهــــــرة الشمس

    برتــــــــــــــــبيل

    لكم جزير الشكر

    على المرور الاكتر

    من رائع


    دوامة ادور فيها

    والرؤى تدور

    شوارع مقفرة

    تصعقني ببردها

    وظلمها وليلها الغريب

    ابحث فيها عن أخ يشد لي أزري

    ابحث عن حبيب


    ولي عوده


    تسلمو جميعن





    لما تبقي وحيده ساااااارحا

    ناجي عينيك واساليها عن

    حبايب عند قرايب عن عيون


    مشششششششششششتاقه ليها !!


    wadm3rooooof




    homyhomy10@hotmail.com
  10.  
  11. #6
    عضو فعال
    Array الصورة الرمزية أبنوس
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    الدولة
    الخرطوم
    المشاركات
    241

    ,والله وجعت مصرنى خليك من قلبى
    بس والله أبلغ كلام سمعتوا عن الحاله النحن عيشنا
    وتسلم يا خوى

    أبنوســـــــــة

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
by boussaid