لاشك أنه ما من قلب إلا بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبه كيف شاء كما قال تعالى :[ ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة ونذرهم في طغيانهم يعمهون ] وكما ان اكثر دعاء الرسول صلى الله علية وسلم [ يامقلب القلوب ثبت قلبي على دينك ] وهو من هو ..!! فكيف بنا نحن المساكين المتقلبين في المعاصي والذنوب ولئن كان رسول الله صلوات الله وسلامه علية هذا اكثر دعائه فهل كان كذلك أكثر دعائنا ..؟؟
أن الله تعالى سن سنناً ويسر أسباباً من عمل بها نفعته بإذن الله ومشيئته .. صحيح أن لا أحد يملك قلبه فيجعله ضالاً أو مهدياً . ولكن الهدايه التي يتمناها المرء لقلبه ويحتج بها على من دعاه الى خير ليست حلماً جميلا يتغشاه في نومه ثم يصبح مهدياً ولا أقراصاً كاقراص الدواء يشربها أسبوعاً كل صباح ليدرك الهدايه بها ولا نحوهما ذلك بأن القلوب أوعية تتشرب ماتملأ به فتتاثر به ويفيض عنها
فمثلا من استمع الى عشر خطب جميلة وقوية مؤثرة صحا قلبه على أنوار الوعظ فأتعظ وأشرقت عليه شموس الحقائق فصفا واطمأن وتعلق بها وبمثلها فأصبحت شغلاً له وهماً ولا يزال كذلك يستزيد من المواعظ والآيات البينات والحقائق الساطعات حتى تملأ قلبه فتملكه فيزداد ما بقلبه من الصفاء واللين ولزوم خوف الله ومراقبته حتى لا يبقى فيه لغير الحق مكان ثم يكون ابغض شيء إليه ما يصرفه عن هذا الحق أو يفسد قلبه عليه ويعرف أن تلك الصوارف والأهواء تشكل خطراً حقيقياً على قلبه وأنها أخطر عليه من الأمراض المعدية على بدنه ..
هل عرفت ماذا تملك من قلبك ؟؟
منقول
رد مع اقتباس
المفضلات