أهلنا الحبان في مدني والجزيرة والسودان .. رمضان كريم .. عليكم ...
بينما يتكلم النور محمد يوسف عن تسجيل أول ملاحظاتنا عن دخول الطفل للمدرسة لأول مرة .. دعوني أحكي لكم أول تجربة ... للطفل ... وهي الفطام .. تابعوا معي
عاجزة هي ... عن فهم ما حدث .. لم هذا التجاهل؟ وبأي حق ينقطع عنها ملاذها الآمن .. ودعتها ولغتها الوحيدة .. التي تتقنها جيدا؟؟؟
حاولت مرة اخرى لم تيأس .... ابتسمت في وجه أمها .. لمستها في حنان .. وقبلتها قبلة طوووويلة .. ولكن دون جدوى ... صد .. وتجاهل .. أتت والدها تبكي ... ماما ماما .. وأشارت بأصبعها لإمها في حيره ... وإزدات هذه الحيرة ... مع ضحكهم .. تعلم وتوقن وتؤكد بشده .. حبهم لها .. وعدم توانيهم في تلبية كل طلباتها .. لماذا الآن ... قامت أمها مسرعة .. ذهبت للمطبخ .. ونادتها .. يا مشمش .. يا مشمش .. جرت في فرحة بالغه وهي تضحك .. ربما حانت اللحظة المناسبة .. ما هذا حليب؟؟؟؟ ومن يريد حليباً ... بكت في حرقة .. حملها والدها وحضنها بقوة .. ربما يقنع والدتها .. فتظفر .. بما تريده حقيقة وليس الحليب .. تنظر إليه في تردد .. وهو يدخل يده في جيبه .. يخرج قطعة .. حلوى .. ترميها في غضب ظاهر .. وتجري مسرعة .. وتعلن الخصام ... ويمضي اليوم الأول .. والحال على حاله ... والثاني .. والثالث ... وتنسى .. قضيتها المرفوعة لثلاثة ايام ... وترضخ للواقع وتسلم به .. نعم انها تدخل مرحلة جديدة .. لحياة مليئة بالبذل والعطاء .. نعم انها أول تجربة .. وهنالك بالتاكيد .. تجارب اخرى .. مفرحة ومبكية .. عليها أن تتعلم منذ الآن أن ليس كل ما يتنمناه المرء يدركه .. أنها الحياه .. والمراحل .. وهاهي سعيدة الآن فقط بالحليب .. وبالشكولاته ... مزيدا من المراحل ... ومزيدا من الاصرار ..
(وربي ما تحرم بيت من الأطفال)
المفضلات