الكلب ابن الكلب !!!!
--------------------------------------------------------------------------------
الكلب ابن الكلب ابن ست وستين كلب !!!!
عذراً فأنا لا أشتم أحداً وإنما فقط أتحدث عن الكلب الذي يعتبر من أصدق وأقرب الحيوانات المستأنسة إلى الإنسان ، وهو في قربه هذا يؤدي عدة وظائف من أبرزها توفير الحماية لمالكه ولممتلكاته ، كما يمتاز الكلب بمواصفات أخلاقية عظيمة جداً تجعلني أقف حائراً أمام استخدام اسمه للشتم والقذف فهو يعتبر مثالاً رائعاً للوفاء فلم ولن نسمع عن كلب غدر بصاحبه بينما يحدث ذلك يومياً من بني البشر ومع أقرب الناس إليهم ، وهو صادقٌ في تعبيراته وفي مشاعره وهذه قد نفتقدها أيضاً في كثير من تعاملاتنا مع بعضنا البعض ، ويتميز الكلب ابن الكلب بأنه لا يحقد ولا يحمل في قلبه ضغينة على أحد بينما نحن لم يدمرنا أكثر من ذلك ، ويستحيل أن نجد كلب منافق يظهر خلاف ما يبطن كي يصل لهدف ما ، وهذا نجاح لا يضاهيه نجاح عند الكثير ممن يؤمنون بأن ( الغاية تبرر الوسيلة ) ، ويتوج الكلب ابن ست وستين كلب هذه الأخلاق الرائعة بما يظهره من تذلل لصاحبه وخفضه لجناح الذل ( أعني خفضه لذيله تذللاً لصاحبه ) وعدم رفعه لصوته أمامه ، أما نحن فلم يطلب منا ذلك إلا مع والدينا وكثيرُ منا لم ينجح في ذلك ، وبعد ذلك يعتبر أحدنا أن أعظم شتيمة توجه أليه أن يوصف بأنه كلب .
ألا تشعرون معي أن هذا الوصف من المفترض أن يغضب الكلب أكثر من بني البشر ،وإنني وأنا أسترسل في وصف هذه الأخلاق العظيمة للكلاب قد يتمنى أحدنا أن يكون كل من حوله كلاب حتى لا يقضي جل حياته دفاعاً عن نفسه ضد أخيه الإنسان .
لقد جال بخاطري كل ذلك وأنا أرى كلب مرمي على قارعة الطريق وقد زهقت روحه وحوله بعض الصبية الأنذال يؤذونه بعصي بأيديهم وهو لا يقوى على الذود عن نفسه ، أخذت أفكر وقتها كيف أن هذا الكلب قد ظلم حياً وها هو يظلم ميتاً ، فكيف لهذا المخلوق الجميل صاحب الأخلاق العالية ،أن يشتم باسمه كل صاحب رزية أو فعل سوء ، فها نحن نصف الغادر بأنه كلب فهل الكلب يغدر؟ وننعت الخائن بأنه كلب فهل الكلب يخون ؟ وننعت السارق بأنه كلب فهل الكلب يسرق ؟ وأعتقد أننا لا نختلف حول وصفنا للمنافق بأنه كلب فهل الكلب ينافق ؟
لماذا ولماذا نرى ــ أرباب السوابق وعديمي الضمير ــ بأنهم كلاب ، أليس في ذلك منتهى الظلم للكلب ، فلو كان أحدهم بالفعل كلباً لما أقدم على أي من هذه الجرائم .
لقد خلق الله سبحانه وتعالى هذه المخلوقات كي نتعلم منها أساسيات الحياة لا أن نلصق بها جرائمنا وأخلاقياتنا الفاسدة ، ولم يكن الكلب أو أي حيوان أخر سبباً في تخلينا عن فطرتنا السوية التي فطرنا الله عليها ، بل ذلك من عند أنفسنا ، فليتنا قبل أن نشتم بعضنا البعض باسم هذا الحيوان أو ذاك أن نتعلم منها تلك المعاني الجميلة ، فذلك الطائر يعلمنا حقيقة التوكل على الله وليس التواكل ، وذلك الخيل يعلمنا أن الشجاعة في الإقدام وعدم الرهبة من صليل السيوف ، وتلك السلحفاة تعلمنا أن السير على الطريق الصحيح يحقق الهدف وإن طال الزمن ، وها هو النمل يعلمنا أن العمل الجماعي يحقق الأهداف بأيسر طريقة وفي أقل زمن ، وذلك النحل يعلمنا كيف لنا أن ننظم شؤوننا الإدارية والسياسية ، ونحن نترك كل ذلك محاولين إظهار أفضليتنا على جميع الحيوانات بما فيها الكلب بينما الحقيقة أننا نفضل الحيوانات ولكن فقط عندما نتمسك بشرعنا فنعبد ربنا ونحكم عقلنا وإذا تنازلنا عن أي من هذه فسيتفوق علينا الحيوان بفطرته التي فطرها الله سبحانه وتعالى عليها وإلى أن نعي وندرك حقيقة رسالتنا الخالدة ... أرجو أن تسامحونا
المفضلات