ساعة مغص كانت بالأمس في تلفزيون السودان ...
لمن شاهد برنامج ساعة شباب بتلفزيون السودان أمس أقول له كيف أصبحت عساك
متعافي وبخير .. ولمن لم يشاهدها أقول له سلمت عيونك ..
محور النقاش :
عن أسلوب وسلوك الشباب في احتفالات رأس السنة من رش بالماء وقذف بالبيض
والطماطم .. وهم يدركون تماماً أن بالحي من يتضورون أطفاله جوعاً
لأنهم لا يملكون ثمن وجبة مع هذا الظرف الصعيب الذي تمر به البلد .. وهم يعلمون
تماماً أن بدارفور أطفال هم أحوج لهذا الذي يقذفونه في غمرة غيبوبتهم هذه .. وهم
يعلمون أن هناك أطفال حرموا من الذهاب للمدارس ورياض الأطفال بسبب الحال المعسر
.. وهم يعلمون تماماً أن رأس السنة بالنسبة لنا كشعب سوداني يعني الكثير ليس مجرد
سنة جديدة وكفى .. يعني لنا تاريخ بأكمله يعني لنا علم يرفرف في سماء الوطن معلناً
تحررنا .. يعني لنا رجال قاتلوا وأرتوت الأرض من دمائهم ليس بمفهوم أن يهيؤ لنا
وطناً لنتعامل مع ذاكرته في هذا اليوم بما فعلت يداهم ..
ولا أجحف في حق بعض ضيوف البرنامج الذين كانوا إيجابيين وكانت رؤاهم جيدة
وأدانوا ما حدث بالرغم من أن ما قدموه من اقتراحات كان باهتاً وغير موضوعياً ..
وقد رفع ضغطي أحد الشباب المستضافون للحوار .. يا الله .. يدافع عن ما حدث ويتحدث
عن الاستلاب وثقافة الغرب و .. و... وما شابه من مفردات "يلا زي عاوز أقوم أقول في
الحتة"
يا أخي ليس لديك ما تقوله فكل قولك عبارة عن "حشف وسوء كيل" و"طرمزة"
أبعد ما تكون أنت يا عزيزي عن الوعي وأبعد ما تكون من أن يتسع فكرك لاستيعاب
ثقافات أخرى وصياغتها بما يتماشى وواقعك .. إذ كان هذا منظروك للثقافة والحريات .
أنا لا أحجر على حرية أحد في طريقة احتفاله وترويحه عن نفسه ولكن حدودك .. حدود
حريات الآخرين .. ولكن حدودك مراعاة مآسي الآخرين .. أنا لم أقل لا يحتفل أحد ..
ولكن أن يحدث الشباب بالنعمة بهذا الأسلوب فهذا ليس من التهذيب بشيء .. أن يقذفوا
بالبيض والطماطم وهناك أطفال لا يسد رمقهم سوى زيفة الشتاء فهذا ما لا أقبله ..
برغم الجراح التي أصابتنا من تالا البلد إلا أنه كان بداخلنا عشم في أن بالوطن شباب
يدركون أبعاد الجراح المثخن بها الوطن ..
عذراً .. يا وطن .. كنت أمني نفسي بساعة شباب .. وبشباب ملئ بثقافة حدودها السماء
وشباب ملئ بوعي يمكنه من معرفة أزمات المرحلة .. شباب يعرف معنى أن العام الجديد
تفوح منه رائحة دماء لرجال احتموا بدفئ الأرض من تقلبات هذا الزمن السخيف ..
شباب يمتلك أدوات المعرفة وتوظيفها في سبلها السليمة .. شباب يفصل بين أفراحه
والتعبير عن قضاياه .. ويدرك كيف يوصل رسالته عبر هذه المناسبة بوعي أرفع من أن
يدافع عن تعبير سلوكياته البغيضة من قذف بيض وطماطم ورش مياه ..
__ حزنت لأسلوب الاحتفال .. وحزنت جداً عندما دافع بعض الشباب أمس عن ما حدث__
سوباوي،،،
المفضلات