لعل اعلي قيم الانسانية هي أن يسخر الانسان جل مايملك من الوقت والجهد لاسعاد
الاخرين وقد يكون ذلك بكلمة صادقة تخرج من القلب أو مواساة مكلوم أو ادخال بهجة
لقلب طفلاً فقد والدة او كلاهما .
هكذا كان مجتمعنا يضج بالجميل من الافعال وكان التكافل بيننا نعيشة في كل دقائق
حياتنا ولعل أصدق دليل علي ذلك أننا الشعب الوحيد الذي أستن سنة (النفير) في كل
أوجة حياتنا فالبنفرة كانت تبني البيوت الفقيره وتعاد المتهالكه وبه يحصد الزرع
ويحفظ الضرع كل ذلك إنفاذاً لآمرة تعالي (وانفروا خفافاً وثقالاً )صدق الله العظيم
وبهذا الفهم المتقدم كانت إغاثة الملهوف وإعانة قاصد السبيل وايؤاة وكفكفت دموع
الثكالي كان ذلك مجتمعنا الذي نفخر به ونفاخر وذلك الذي أكسبنا تميزاً وتفرداً بين
شعوب العالم.
أما الأن فالمجتمع السوداني يعيش صورة مختلفة تبعد كل البعد عن تلك الصورة الزاهية
فقد بات الفرد منا أنانياً يعيش لنفسة بل انك معظم الشباب الأن عديمي المسئولية
تجاه مجتمعهم وكذلك وطنهم ويعد ذلك مؤشراً للأنهيار الأخلاقي وينذر بسقوط عظيم
مالم نتدارك الأمر الأن .
فعاداتنا وقيمنا الفاضلة واخلاقنا الجميلة التي توارثناها جيلاً إثر جيل تبدو الان في مهب
الريح أنانية ظاهرة تحكم تعاملنا استهتاراً واضح في التعامل مع الموروث من القيم
تواضع في الفهم وأنغماس في الدوّنية نسأل الله العافية.
ونحن نؤد صادقين أن ندق ناقوس الخطر في زمناً بات يعيش علي الخرب من الاشياء
وينبذ الجميل
المفضلات