لا ادري من اين استنبط سواقي التاكسي مهمة تسلية او تونيس الزبون بالاضافة لتوصيلة لمشواره . تجد سواق التاكسي وخاصة اذا كان المشوار طويل اولا يبدا يفتح في مواضيع حتى يعرف ميولك اولا وقد يشاركهم في هذا الدور الحلاقين . اذكر لنا عم كان اذا ذهب للحلاق اولا قبل ان يجلس يقدم روشته ثابتة ( اسمع انا لا بدخل كورة ولا بحب السياسة ولا متابع مسلسل بس تحلق لي وانت ساكت)
اما بتاع التاكسي بمجرد ماذكرت له مشوارك وعرف ان المشوار طويل مثلا راكب من الزمالك وتقول له مارنجان او بركات .اول ماتجلس على الكرسي يبدا يفتح ليك المواضيع كانه بيستعرض لك كتلوج او طبق اليوم ( عندك فكره امس الهلال عمل كيف مع موية موزمبيق) لو قلت ليه ياخي ما فاز عليهم خمسة صفر .. يا ويلك معناها انت موجتك رياضية حتنهري بتاريخ الكره السودانية ( المتنيل على عينه اصلا او كما يقول المصريون ) حتى تصل مارنجان. اما اذا قلت ماعندي فكره يغير الموجه ويحول على المسلسل اليومي ( انت امس احمد اتزوج اخلاص ولا اخوها ابا ) مانفعت يقلب سياسة ( باقيلك الامريكان ديل ممكن يطلعوا من العراق دي باخوي واخوك؟؟؟) وهكذا الى ان تشبك موجتك مع احد محطاته ......ولي عدة مواقف مع هذه المهمة والتي اعتقد ان رسالتي ان اقول لسائقي التكاسي دوركم توصيل الزبائن فقط لا تفريغ همومهم وهم ما ناقصين .
اذكر يوم وانا داخل الى الخرطوم من مدينة كسلا وصادف ان ذلك اليوم سيلاعب الاهلي المصري الهلال السوداني . وفي السوق الشعبي لمحت تاكسي معلق علم الهلال وذهبت ناحيته . وفكرت اكسبه ( او اتملقه بالاصح) خاصة انه مشواري طويل من السوق الشعبي لشمبات وبادرت تعرف يا بن العم انا اخترتك ليه؟؟؟ رد علي بلا بطبيعة الحال .. اجبت انا عشان انت معلق علم الهلال .
وهنا اخد نفس طويييل ولحقه بياااااااااااسلااااااااام . وعينك ماتشوف الا النور .كما قال عادل امام .
ياخي انا ما اخو نجم الدين ( ربما قال بدر الدين لا ادري) ...(وانا كرونجي بس على خفيف لدرجة اني ماحصل دخلت استاد في الخرطوم في حياتي ). لكن جاريته ...... ما معقول نجم الدين ذاتو . واصل هو دا ما العصر الذهبي للهلال ،(كأن الهلال فيه لعب في كاس العالم للاندية ) رديت محفذا له :
: كيف دما زمن ناس جكسا وقاقرين .
لا لا لا ناس نجم الدين ديل الجيل الجا بعدهم .
المهم هذا المشوار الطويل تلقيت فيه نبذه تاريخية جغرافية تشريحية عن هلال السودان .ورغما عن ذلك عندما جئنا وقت الحساب الرجل تنكر تماما لهذه العلاقه الهلالية واصر الا يخصم لي ولا حتى ثمن البرية التي تلقيتها طيلة هذا المشوار والتي جعلتني ارى كل الدنيا لونها ازرق وراسي ينتح بالصداع من السفر ومن المشوار ومن الهلال ايضا . والى مواقف اخرى
المفضلات