شهر اغسطس شهر احزان الاغنية السودانية


شهر أغسطس هو شهر الأحزان بالنسبة لمسيرة الأغنية السودانية، والقائمة طويلة ستذهل كثيرين:


- في أغسطس 1968

توفي الفنان عثمان ألمو صاحب أغنية طجنة العشاق" وغيرها من الأغنيات التي حاولت الإفادة في وقت مبكر من موسيقى الجاز وتياراتها في الولايات المتحدة وافريقيا.

- في 21 أغسطس 1969

انتقل الى رحمة الله الفنان إبراهيم الكاشف الذي اشتهر بلقب "أبو الفن". وهو من العبقريات السودانية التي لم تحظ بدرس شامل وتحليل واف، على الرغم من المجهود الكبير الذي قام به طلبة معهد الموسيقى والمسرح وأساتذته، وعلى الرغم من تكريس حكومة الرئيس السابق جعفر نميري لإحدى دورات مهرجان الثقافة لذكراه وإبداعاته. بكل أسف مات الكاشف ولم يحتفظ التلفزيون السوداني بأي أغنية مصورة له. ولحسن الحظ أن هناك شريطاً تم تسجيله من قبل وحدة أفلام السودان (الإنتاج السينمائي لاحقاً) لإحدى أغنياته في حفلة شارك فيها.

- في 23 أغسطس 1976

توفي الفنان حسن سليمان الذي اشتهر بلقب الهاوي، وكان مديراً للحسابات بديوان وزارة الإعلام، وهو صحاب أعمال غنائية لا يزال السودانيون يتغنون بها، حسبك منها قصيدة أبي القاسم الشابي "صلوات في هيكل الحب" (عذبة أنت كالطفولة كالأحلام)، والأغنية العذبة "ما شقيتك"، وهو ملحن أغنية المطرب الراحل حسن عطية "محبوبي لاقاني".

- في 24 أغسطس 1976

توفي الشاعر سيد عبد المحسن عبد العزيز، وهو من شعراء مرحلة "حقيبة الفن" الفحول، وأدرك فترة الانتقال الى مرحلة الغناء المعاصر التي تتميز بالاعتماد على الآلات الموسيقية، فكان أحد فرسان التجديد، خصوصاً مع صديقه الفنان إبراهيم الكاشف. كما كان أحد رواد المسرح السوداني، وللممثل وأستاذ الدراما في جامعة الأحفاد للبنات محمد شريف علي دراسة جيدة عن مسرح سيد عبد العزيز.

- في 31 أغسطس 1976

توفي عازف الكمان الموهوب رابح حسن الذي كان أحد عناصر الفرقة الموسيقية السودانية التي قام على أكتافها العصر الذهبي للأغنية، خصوصاً من خلال تسجيل الأغنيات العديدة العظيمة التي تزخر بها المكتبة الصوتية للإذاعة السودانية، وساهمت ولا تزال تساهم في خلق الوجدان الجماعي للأمة.

- في أول أغسطس 1980

توفي المطرب عوض الجاك الذي كان يمثل في ود مدني وبعد انتقاله الى أم درمان امتداداً لمدرسة "حقيبة الفن" بشكلها المعهود. وكانت له "قفشات" لا تنسى، خصوصاً حين قام بأداء أغنية "ضنين الوعد" بالرق والطبلة بعدما أغضبه انتقاء المطرب عبد الكريم الكابلي لأغنية الشاعر صالح عبد السيد (أبو صلاح) "وصف الخُنتيلة جمال تاجوج المافي مثيله" ليؤديها بمصاحبة الفرقة الموسيقية.

- في 4 أغسطس 1984

سكت البلبل الصداح عبد العزيز محمد داود بعدما ظل يصدح بعذب الغناء منذ التحاقة بالإذاعة السودانية العام 1948. وترك غيابه فراغاً لا يزال شاغراً، فقد كان صوته فريداً، وأداؤه متميزاً. وزاده تفرداً التحامه برفيق عمره الموسيقار برعي محمد دفع الله منذ لقائهما الأول في منزل آل كروم في حي الموردة العام 1943. بالمناسبة هذا العام سيكون ذلك اللقاء الذي ترك بصمة لن تنمحي على مر العصور قد مضى عليه 60 عاماً.

(والشيء ـ كما قيل ـ بالشيء يُذكر، فهي مناسبة للتذكير بأن العام 2004 صادف الذكرى الـ 60 للقاء الأول في عام 1944 بين المطرب الكبير عثمان الشفيع والشاعر محمد عوض الكريم القرشي في مدينة الأبيض بدعوة من الأخير. وهي مسيرة تعاون تعرفون أنها أنجبت أحد أعظم الثنائيات في الغناء السوداني.

- في 4 أغسطس 1986

توفي المطرب ميرغني المأمون رفيق درب المطرب أحمد حسن جمعة، وقد كونا معاً أحد أشهر الثنائيات "الحقيبية" التي واصلت مسيرة هذه المرحلة الفنية التاريخية حتى بعدما كتبت السيادة للأغنية المعاصرة التي تعتمد على الآلات الموسيقية. وقد تأثر ميرغني بشقيقه المطرب الراحل عبد العزيز المامون الذي ذاع صيته إبان سنوات العشرين والثلاثين من القرن العشرين، غير أنه لم يعن كثير شيء بتسجيل أغنياته، وتوفي دون أن يترك تسجيلاً يخلد صوته مع الكوكبة الخالدة من رواد الغناء عضرذاك، أمثال محمد أحمد سرور وعبد الكريم كرومة والأمين برهان وغيرهم.

(منقول)

اللهم ارحمهم رحمة واسعة واغفر لهم ولكافة المسلمين