تستوطن بداخل ذاكرتي تلك الصورة التي اجزم احيانا انها واحدة من مجموعة صور بذاكرتي لا اتمنى تلاشيها ابدا
لاازل اتذكر لحظة الفوز والانتصار واتذكر ابتسامة ( نهى ) صديقتي المقربة
كانت لحظات لن انساها ماحييت فقد اثبت لنفسي يومها اني استطيع تحقيق ما اريد بقليل من الصبر وكثير من الاصرار والارادة
في التصفية الاولى : فزت انا بالمركز الاول على طالبات مدرستي وكانت صديقتي نهى في المركز الثاني تليها زميلتنا من ذات الصف
كانت تلك التصفية الداخلية على مستوى مدرستنا لالعاب القوى وكنت انا امثل المركز الاول في ( سباق الجري

)
تم تحديد موعد للتصفية على مستوى المدارس المشاركة في السباق , جهزنا انفسنا واتجهنا لميدان السباق المخصص والمغلق بطريقة تضمن شرعية الالعاب الرياضية النسائية عندنا
كانت لحظات لاتوصف .. رهبة من حضور نسائي لا يوصف .. وخوف من فشل .. وامال عريضة بفوز ساحق على عدد كبير من الطالبات من مختلف المدارس والمراحل الدراسية
شعرت برغبة في الانسحاب من اول تصفية شاهدت فيها فتاة من مدرسة اخرى مصابة بانهيار لانها خسرت السباق الاول الذي وزعنا فيه لمجموعات حسب القرعة , وكل مجموعة تحوي ستة طالبات والفائزة بالمركز الاول ترشح للنهائي
كنت اشعر بتلك الرغبة في الانسحاب كلما شاهدت فتاة تزيد سرعتها عن قريناتها بكثير مما اتخيل
شعرت بانقباض في معدتي لما حان موعد تنافس مجموعتي على المركز الاول للصعود للنهائي
كنت اتمنى فوز صديقتي نهى على مجموعتها لاضمن وجودها في النهائي ان فشلت انا , ولكنها خسرت السباق وضاعت تلك الفرصة البديلة
وقفت في خط البداية وانا ارغب في الانسحاب اكثر فاكثر ( فانا اكره الفشل ) .سحبت كمية من الهواء لرئتاي وقلت في نفسي ( يلا يازولة , لو فيها خير بتفوزي .. واعتبريها تجربة )
انطلقنا مع صفارة البداية التي اعلنت عن موعد منافسة حقيقية , شعرت باسف حين لاحظت انطلاق فتاة بجواري كانت ترغب بشدة في الفوز , ازداد اصراري وزدت سرعتي لاجد نفسي معلنة كفائزة بالمركز الاول على مجموعتي
كانت لحظات تعبر عن نفسها , ولاتوصف ابدا
بعد تنافس المجموعة الاخيرة اعلن عن وقت استراحة ليبدا بعدها السباق النهائي بين ستة طالبات هن الفائزات بالمراكز الاولى على مجموعات النصف نهائي
جلسنا وصاحبتي نهى نتخيل لحظات السباق القادم وكيف سيكون , فقالت لي : اتمنى تفوزي على الاقل مانطلع من هنا بدون ميدالية."
فاخبرتها ان رغبتي ليست من اجل الميدالية بل لانني وعدت ( مصطفى و ابراهيم ) بالفوز "
حاولت نهى استرجاع ماقلت فقالت لي في دهشة :
"قصدك اخواني انا مصطفى وابراهيم ؟"
فاجبتها نعم .. فقد كانا يعنيان لي الكثير طفلان صغيران تتراوح اعمارهما بين الستة والسبعة اعوام - ولحكمة لايعلمها الا الله ( ولدا باعاقات جسدية حالت بينهما وبين ان يكونا طفلين عاديين ) فقد كانا بذكاء يفوق الخيال وعزيمة واصرار جعلتهما محط الانظار دائما
سالت من عين صديقتي دمعة حارقة واخبرتني بانها اصبحت الان ترغب في فوزي اكثر من قبل
اعلنت صافرة الحكم موعد السباق الكبير
لحظات .. جعلتني اشك في قدرتي على الفوز .. رهبة اكبر بحضور وزيرة الرياضة وبعض الشخصيات المميزة ..
وقفت في خط البداية وفي قلبي آية الكرسي احسست بحواسي الخمس ترددها لانطلق مع صافرة الانطلاق التي اعلنت فوزي بالمركز الاول
... ولكن ..
اعلنت الحكم عن اهمية اعادة السباق لتاخر احدى ساعات التوقيت في حساب الوقت
يا ااالله
اصبت بانهيار .. وجلست ابكي ليس لان السباق سيعاد بل لاني خشيت خسارتي بسبب اصابتي ( بشد عضلي حااااااااد) جلست بسببه ارضا وكنت اصرخ من الالم
ركضت ممرضة الاسعاف نحوي وقامت برش مرخي عضلات على موضع الشد العضلي وقالت لي :
" يلا يا اختي شدي حيلك , كلها خمس دقايق وتبقى زي الفل "
لكن ياحاجة فل الساعة كم ؟.. حاسة اني ما حا اقدر امشي تاني
غضبت مدربتي كثيرا واعلنت احتجاجها واخبرت الوزيرة اننا سننسحب ان اعيد السباق , فهي تعلم انها ستخسر السباق ان لم اتعافى من اصابتي
حاولت الوزيرة معالجة الامر باعلان السباق في يوم اخر , ولكن احتجت بقية المدربات بحجة ان الامتحانات على الابواب وانه لاداعي لدخولي السباق
عندها احسست بالدماء تغلي في راسي ونهضت في غضب ودون ان اشعر اخبرت احدى المعلمات باني سافوز لان ثقتي بالله اكبر من ثقتي في احد
حاولت مدربتي اقناعي بضرورة الانسحاب فرفضت رغم احساسي بان ما اصابني اكثر من مجرد شد عضلي
اعيد السباق , وفي خط البداية وقفت والدموع تغطي عيناي نادتني صديقتي _ نهى _ من بعيد قائلة :
" يلا ... عشان خاطر مصطفى وابراهيم "
كانت لكلمتها بداخلي اثر المولد بداخل عقلي الذي حث عضلات جسدي جميعها على حشد قوى هاااائلة جعلتني افوز بالمركز الاول للمرة الثانية 


دون ان اشعر انتهى السباق لارى الفتيات المشجعات من مدرستي يركضن نحوي معانقات ومهنئات ودموع الفرح تغطي وجوه الجميع
وفي منصة التتويج كنت اقف حافية القدمين وعلى اطراف اصابع قدمي من شدة الالم
شفتوا فيلم طرزان ؟؟
اها انا اطلقت صرخة قريبة لصرخة طرزان ولكن قلت فيها :
" يااااااااا الله, شكرااااااا ياااااااارب "
اها المهم ياجماعة .. اختكم متسابقة سابقة وكدا , اما حاليا فمشوار الجيران بالعربية وكدا 


غايتو يالتل : الليلة عملتي فيني عملية , ياخي انتي خليتي( الشرايط)بتاعت الذكريات تتطاقش في مكتبة افكاري 
مشكورة ياغالية
والله اعلم ما اجيك راجعة
المفضلات