لقد اعجبتني هذه القصيدة للشاعرة الفذة نازك الملائكة واحببت ان اقدمها لكم فهي رائعة حقا وتعابيرها تصيب صميماً يكتم

انا من اكون
انا من اكون
انا سرة القلق العميق الاسودا
انا صمته المتمردا
قنعت كنهي بالسكون
ولففت قلبي بالظنون
وبقيت ساهمة هنا
ارنو وتسألني القرون انا من اكون؟
والريح تسأل من انا
انا روحها الحيران انكرني الزمان
انا مثلها في لامكان
نبقى نسير ولا انتهاء
نبقى نظل ولا بقاء
فإذا بلغنا المنحنى
خلناه خاتمة الشقاء
فإذا فضاء
والدهر يسأل من انا
انا مثله اطوي عصور
لاعود امنحها النشور
انا اخلق الماضي البعيد
من فتنة الامل الرغيد
واعود ادفنه انا
لاصوغ لي امساً جديد
غده جليد
والذات تسأل من انا
انا مثلها حيرى احدق في ظلام
لاشيئ يمنحني السلام
ابقى اسائل والجواب
سيظل يحجبه سراب
فإذا وصلت اليه ذاب
وخبا وغاب