هل نحن فعلا شعب بطيء الإيقاع ؟؟؟؟
وهل هذا البطء المميت تسبب لنا في الكثير من الكوارث وأضاع منا الكثير من الفرص الذهبية في حياتنا، هل هذا البطء جين وراثي لعين مولود مع الشخصية السودانية وما أن يخرج المواطن السوداني من بطن أمه حتى يكتب عند الله بطيئا ، هل تتفقون معي في ذلك وانه مرض خطير ويجب أن نعترف به ونتنادى ونجلس ونتفاكر في كيفية التخلص منه قبل أن يُقعد هذه الأمة عن ركب الحضارة والتقدم أكثر من ذلك، لماذا حياتنا السودانية (تمشي) الهوينى في كافة مناحيها الخاصة والعامة والرسمية ؟، ولماذا لا تحركنا المحن ولا تغيرنا الخطوب ولا تبدلنا الكوارث والابتلاءات ؟،ولماذا لا توجد في قواميس الحياة السودانية كلمات مثل Urgent و Emergency هذه الكلمات التي تقابلنا في كل مكان خارج السودان فلماذا لم نستوردها ونحن من جبنا العالم من شرقه إلى غربه بمناسبة وبدون مناسبة ، كم بددنا من الأموال والعملات الصعبة في الأسفار والرحلات لعواصم العالم المتقدم دون أن تحرك فينا عاداتهم في الانجاز والسرعة ساكناً، لم يتبق لسكان العالم من كثر سرعتهم وحرصهم وجديتهم إلا أن يكتبوا مثل هذه الكلمات وغيرها حتى في دورات المياه أكرمكم الله ونحن ربما لا نجدها مكتوبة حتى على بعض غرف العناية المركزة بالمستشفيات ، هل هذا كسلاً أم بطئا أم لا مبالاة ، نحن بلد تكره الكتابة والتنظيم واللافتات، عاصمتنا تجوبها من شرقها إلى غربها ومن قصر الشباب والأطفال حتى أواخر الثورات لا تقابلك لافتة إرشادية واحدة توضح لك حي الشهداء من حي( ود نوباوي) ولا تعرف نفسك أين تقع في الخريطة وهل تسلك شارع ( الثورة بالنص ) أم شارع( أمبدة السبيل ) أما في ( منطقة الكلاكلة ) فلا تعرف انك وصلت أو اقتربت من الوصول إلا بعد مشاهدة الزحمة بسوق ( اللفة ) ذلك التجمع التجاري العشوائي ، أما التفريق بين حي الوحدة وحي( صنقعت ) فهذا أمرمطلوب منك معرفته بفطرتك الذاتية ، فهل الكتابة صعبة لهذه الدرجة وكيف يستدل الضيوف والغرباء على العناوين أم أننا نحن خلقنا هكذا وسنعيش هكذا ونموت هكذا، هنا بدول الخليج مثلا المواطنين مشهورين بالسرعة الزائدة ربما أكثر من اللازم فتسمع يوميا وفي كل مكان كلمات تحث على السرعة والانجاز مثل( عاجل ، عجّل ، ها الحين ) في العمل خارج السودان تصلنا مستندات وايميلات ( مروسة) بكلمة URGENT عدة مرات خلال اليوم الواحد بينما لم تمر علّي هذه الكلمة طيلة فترة حياتي العملية بالسودان، كل شيء لدينا يأخذ وقته الطبيعي والغير طبيعي حتى يتقادم وينسى ويضيع في الأضابير،السنا نحن من تأصل ثقاتنا للبطء وعدم الاستعجال في كل شيء ، السنا نحن أصحاب الأمثال التي تقول ( السايقة واصلة ) و( درب السلامة للحول قريب ) ولا ننسى أنه يوجد بقاموس الأسماء لدينا اسم (مهلة )، وحتى في أغانينا نمجد البطء ( ماشة بي مهلة وقالواالليلة شايلة أهلها ) يعني ذاهبة إلى أهلها ببطء مميت ، ما الجميل في البطء الذي دعا هذا الشاعر السوداني لتخليده شعرا .
المفضلات