النتائج 1 إلى 9 من 9

الموضوع: محمد عبد الحي القامة والعودة الي سنار

     
  1. #1
    عضو ذهبي
    Array الصورة الرمزية عاطف عولي
    تاريخ التسجيل
    May 2009
    الدولة
    مدني مارنجان حلة حسن محطة الصهريج جوار نادي حلة حسن
    المشاركات
    5,744

    محمد عبد الحي القامة والعودة الي سنار

    الأخوة الأعزاء

    حاولت ان أجمع عن هذه القامة المنسية من هنا وهناك علنا نستطيع تجميع بعض ما كتب عنه وبأقلامنا وبحثنا جميعآ هيا نفرد لهذه القامة مساحة.



    د. محمد عبد الحي: إليوت (لا يسرق) شعر أحد.. !

    العدد رقم: 5297 2008-03-18


    خالد أحمد بابكر
    Khalidkamtoor185@hotmail.com
    في الحوار الذي أجرته مجلة "الرافد" الخليجية في عددها رقم (47)، يوليو 2001م، مع الشاعر والباحث المدقِّق المرحوم د. محمد عبد الحي محمود ü، سأله المحرر عن رأيه في سلسلة من المقالات كان نشرها الأديب العالِم عبد الله الطيب المجذوب رحمه الله في مجلة الدوحة القطرية، عن الشاعر الإنجليزي (ت. س إليوت)، ووصفه بأنه سارق حَذِق من الشعر العربي القديم.
    وجاء عند عبد الحي، أنَّ اختلافه مع البروفيسور عبد الله الطيب حول هذه المسألة، هو اختلاف أكاديمي في بعض الجوانب، واتفاق على بعضها. وأنه كتب أربع مقالات عن (إليوت)، أولها حملت عنوان "إليوت والقارئ العربي": تناولت الناحية التاريخية الأدبية، واستطاع عبرها أن يُقيِّم تلك الفترة. ويذكر عبد الحي أنَّ الأديب الكبير والناقد السوداني معاوية نور كتب في الثلاثينيات في مجلة "الرسالة" المصرية عن الشعر الرومانتيكي العربي من وجهة نظر (إليوت) والشعر الإنجليزي الحديث، وقال بأنَّ علي محمود طه وإبراهيم ناجي رومانتيكيان تغيب فيهما التجربة الحيّة.. وأنَّ دقة القطع الشعري ـ كما عند معاوية نور ـ وإحكام النسيج الفني وحيوية الوعي ومعاناة عواصف الفكر المعاصر وتجنب الشعريات ضمن أساس الشعر الجديد. ومن كُتُب معاوية نور استقى عبد الحي ـ كمثال (ليفز) واتجاهات الشعر الحديث الذي صدر عام 1932م، وكتاب هربرت ريد "مراحل الشعر الإنجليزي"، وضرب مثالاً للشعر بـ (د. هـ لورانس) و(هيول) و(ت. س إليوت) و(عزرا باوند).
    في المقالة الثانية تحدث عن المستشرق الإنجليزي (آرثر أربري)، وهي مقالة بالعربية نشرتها مجلة "أدب وفن" المصرية، وكذا جرى نشرها في مجلة "الكاتب" على عهد رئيس تحريرها طه حسين. جاءت المقالة الثالثة بعنوان "أنشودة المطر: شيللي وإليوت والتراث العربي"، التي أبان فيها نقطتين هما: مفهوم المطر وتأثر السيّاب بـ (شيللي) أكثر من تأثره بــ (ت. س إليوت).. ومفهوم المطر والاستسقاء كما يشير، يمتد إلى عصر سحيق في بابل وسومر والديانات العربية القديمة.. والشعر الجاهلي كَتَب عن المطر كتابات مستفيضة كلها ذات نغمة دينية كما عند امرئ القيس ولبيد، وامتدت مفاهيم المطر حتى العصر الحاضر. فبدر شاكر السيّاب استحضر ربما في ذهنٍ غير واعٍ أو لا وعيه مفاهيم المطر وآرائه الاجتماعية والسياسية في قصيدته "أنشودة المطر". هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى، المؤثرات الأدبية.. فقصيدة الشاعر الرومانتيكي (شيللي) عن (أنشودة الرياح الغربية) قد أثّرت تأثيراً عميقاً بالشعراء العرب في الفترة الرومانتيكية الأولى بين (1900-1950م)، ولها عدة ترجمات، وقد درس السيّاب فيما درس كتاب الشعر "الذخيرة الأدبية"، وقصيدة (شيللي) كانت في هذا الكتاب. ويذهب عبد الحي إلى أنَّ هذا التأثير كان مجرد تأثير للتراث العربي من أول تاريخ الشعر وهو مفهوم المطر والاستسقاء. كانت قصيدة (شيللي) ـ فلنقل هذا ـ مجرد ريح هبّت على رماد دفن تحته جمر تراث الشعر العربي، ثم هناك شيء يعمله من قرأ قصيدة (شيللي) وتبحّر في قصيدة إليوت "الأرض الخراب". فمن يدرس هذا يرى المعنى والمبنى مختلفين اختلافاً عميقاً بين الشعر الرومانتيكي والشعر الجديد، وقصيدة السيّاب قصيدة رومانتيكية.
    أما ما ورد عند البروفيسور عبد الله الطيب، يقول عبد الحي إذا استخلصنا ما قاله في مقالاته، نجد أنها ذات ثلاث شُعب: الأول استفادته من شعر لبيد في المُعلّقة، فالقصيدتان ـ لبيد وإليوت ـ تعمدان على المطر. وأقول هذا بحث عبقري لكنه يقف دون دليل ثابت، فكون المستشرق (جونس) كان أستاذاً لـ (إليوت) أمر يحتاج إلى بحث. فمن المعروف أنَّ (إليوت) قد انتهى من (هارفارد) وجاء إلى (السوربون) ثم (أكسفورد) وكتب الرسالة الفلسفية البحثية عن (برادلي)، وبعد أن سلمها لم يأبه إلى الامتحان النهائي، بل ذهب إلى لندن وعمل في بنك (ليود) وكتب مقالات في الأدب الإنجليزي وقصائده، وذلك منذ عام 1915م. ثم إنه نظم قصيدته"الأرض الخراب" وأشار فيها إشارة واضحة للأنثروبولوجي (فريزر) صاحب كتاب "الغصن الذهبي" وفيها ما فيها عن كل الديانات في الشرق الأوسط، ولا يغيب عنا أنّ كل هذه الديانات ربطت (المطر) كمفهوم أساسي، وفي الجزء الخامس من قصيدته كان معتمداً مفهوم المطر بنزوله وعدم نزوله في الديانة الهندية القديمة (السنسكريتية) وفيها مفهوم المطر بل والطبيعة الهندية. ثم أشار إشارة واضحة إلى أنّ كتاب جيسي وستون "من الطقس إلى الرومانس" وفيها الأرض الخراب ودورة الخصب والجدب يرزحان تحت ركام من الرموز المسيحية المتصلة بأسطورة "الكأس المقدسة". ولا يغيب عنا كذلك أن (جيفري تشوسر) قد كتب قصيدة طويلة هي "حكاية كنتربري" في مقدمتها عن المطر، مطر الربيع أي مطر ربيعي في أول أبريل، وقال فيها "عندما يكون رذاذ شهر الربيع العذب قد تساقط واحترق جافُّ شهر مارس، وأجثته من جذوره، يكون قد أروى كل شريان بسائل يتميز بأنه سبب حياة الزهور...". ويبدو أن البروفيسور عبد الله الطيب قد لاحظ فعلاً هذه المشابهة بين لبيد و(تشوسر) كما لاحظتها وهذا أمر غريب. يقول لبيد:
    عفت الديـار محلها فمقامها
    بمنىً تأبّد غولهـا فرجامها
    ومدافع الريّان عرّى رسمها
    دمنا تجـرم بعـد أنيسـها
    ولكن أن ينزل المطر في الربيع أمر عادي في كل بقاع العالم. كل هذا يجعل من شعر لبيد كتأثر في شعر (إليوت). وهنا (جيمس فريزر) بمطره وديانته، و(جيسي وستون) بمسيحيتها ومطرها العقيم في أرضها الخراب.
    هذه نقطة، والنقطة الثانية أن (ت. س إليوت) يعرف تقريباً ثماني من اللغات الأجنبية (سواء عن معرفة عميقة أو عن قراءة أو تحليل أكاديمي).. ثم في أسلوبه في"الأرض الخراب" في التركيب الدرامي الذي يعتمد مستويات لغوية مختلفة ـ عامية وفصيحة وأجنبية ـ لخلق نوع من التوتر الذهني العاطفي بما تحمله تلك المستويات من تضاد وتطابق أو تناظر. والنقطة الأخيرة، هي نقطة غير مهمة أنّ إليوت (لا يسرق) شعر أحد، بل أسلوبه ومفاهيمه بالتراث الأوربي ـ كما يفسر هو ويوضح هذا ـ يعتمد هذا الأمر.
    من المقالات التي نشرتها مجلة (الدوحة 1982م) مقالة للبروفيسور عبد الله الطيب المجذوب جاءت تحت عنوان "الفتنة بإليوت خطر على الأدب العربي"، و فيها يأخذ على الشاعر الإنجليزي (إليوت) في قصيدته"الأرض الخراب" أنه أضْرب فيها عن ذكر العرب وما يمت إليهم بصلة، ونوّه بأنَّ القصيدة احتوت على اقتباسات من شعراء إنجليز فيها ذكر واضح للعرب.
    وكان الشاعر الإنجليزي (والتر دي لامير) قد أشار إلى ذكر العرب في مطلع إحدى قصائده (جزيرة العرب) بقوله:
    Far are the shades of Arabia
    Where princes ride at noon
    بعيدةٌ هي ظلالُ جزيرة العرب
    حيثُ يركبُ الأمراء في الظهيرة
    يذهب عبد الله الطيب إلى أنَّ (إليوت) ضمّن قصيدته شيئاً من شعر (دي لامير) هذا وتعمد إغفال الإشارة إليه في الهوامش، في قوله:
    Where fishermen lounge at noon,
    where the walls of Magnus Martyr hold
    Inexplicable splendour of lonian
    white and gold,
    حيث يستريح صائدو السمك عند الظهيرة
    حيث جدران كنيسة الشهيد ماغنس
    تتجلى منها روعة لا تفسر
    من بياض أيونيا وذهبها
    هنا وفي هذه المقاطع بالتحديد يرى البروفيسور عبد الله الطيب أن (إليوت):" استبدل عبارة (دي لامير) ـ (ظلال جزيرة العرب) بعبارته هو (جدران كنيسة الشهيد ماغنس). واستبدل لفظ (الأمراء) بقوله (صائدو السمك)، وقول (دي لا مير) ـ يركب ـ بقوله هو (يستريح) واحتفظ بلفظ نصف النهار ـ وهو وحده كافٍ في النميمة بالمحاكاة ". ثم يقول كذلك: " حذف (إليوت) اللفظ الدال على العرب وهو جزيرة العرب واستبدله بكنيسة (ماغنس الشهيد) وجعل الجدران في مكان الظلال التي في عبارة (والتر دي لامير). ولا يُخفى أنَّ الجدران وثيقة الصلة بالظلال". انتهى
    فاصلة
    لـ (أبي الطيب المتنبئ):
    أفي كل يومٍ تحت ضـبني شويعر
    ضـعيف يقاويني قصـير يطاول
    لساني بنطقي صـامت عنه عادل
    وقلبي بصمتي ضاحك منه هازل
    وأتعـب من ناداك من لا تجيـبه
    وأغيظ من عاداك من لا تشـاكل
    يقول الأستاذ عبد المنعم عجب الفيا: شاكل يشاكل شكلة، ترد في كلام أهل السودان بمعنى اشتجر يتشاجر مشاجرة واشتجاراً، وقد وردت عند المتنبئ في الأبيات أعلاه بهذا المعنى. لكنّ شُرّاح ديوان المتنبئ فات عليهم إدراك المعنى (السوداني( الذي قصده الشاعر من لفظ (تشاكل) واضطرهم ذلك إلى التصرف في مقصد الشاعر مسايرة لدلالة اللفظ عندهم.
    فأبو البقاء العكبري وعبد الرحمن البرقوقي ـ وهما من شُرّاح ديوان المتنبئ ـ قد أخذا لفظ (تشاكل) بمعنى تماثل وتساوى، من المشاكلة وهي الموافقة والتطابق. ولا يستقيم المعنى إلا إذا قلت في شرح البيت: أتعب منادٍ لك من ناداك ولم ترد عليه، وأغيظ أعدائك من عاداك (شاكلك) ولم تعاديه (تشاكله) أي تخاصمه وتشتجر معه..
    ويرى أنَّ (تشاكل) بالمعنى (السوداني) من أشكل الأمر، إذا التبس، فهو مشكل ومشكلة، ولكنّا نحن نُسقط الميم فتصير: شكلة. وهذا كثير في كلامنا. مسبحة تتحول عندنا إلى سبحة، وهكذا لا نأبه لميم مفعلة نسقطها.
    ü الحوار اجراه الاستاذ محمد عوض أمان


    أخبار مرتبطة:
    المؤثرات الحياتية والثقافية التي شكلت شعر محمد عبد الحي -بقلم: علي مؤمن
    حــــول مفهــــــــوم «العودة» في شعر محمد عبدالحي -راشد مصطفي بخيت

    لا تقرأ وترحل ساهم برد أو موضوع وتذكر جهد غيرك في كتابة المواضيع ومساعدة الأخرين

    [IMG]
  2.  
  3. #2
    عضو ذهبي
    Array الصورة الرمزية عاطف عولي
    تاريخ التسجيل
    May 2009
    الدولة
    مدني مارنجان حلة حسن محطة الصهريج جوار نادي حلة حسن
    المشاركات
    5,744

    نينوى

    -1-
    و لماذاأنتَ في قاع السفينة؟
    لهب أزرقُ في البحرِ و شمس في سماواتِ المدينهْ

    -2-
    من صحارى الماء عبرَ العتمهْ
    أصلعَ الرأسِ وعريان ضعيفا
    هزّةّ, و هجاً عنيفا
    في الرؤى المصتدِمة.

    -3-
    لاتخفْ! إنها الأرضُ. فلاتنسَ الجذورْ
    لاتخفْ! عبثاً تهربُ من هذا النشور.

    -4-
    سترى
    وجهكَ المحروقَ في الرعب القديمْ
    يتلوّى ويغيبْ
    عبر أمواج السديمْ.

    -5-
    ثمّ من بين اللهيبْ
    سترى
    وجهك الجوهرَ يصفو
    ثم يطفو
    حاملاً في صحوهِ وجهَ المدينهْ.
    آه ياضحكِ الشمس الخرافي على خوفِ الجماهير الحزينهْ!

    السمندل يغني-ألأعمال الشعرية الكاملة


    السمندل

    حمل السمندل تاجه، وأمام مملكة النهار غنى،

    ففتحت المدينة بهجة ابراجها، وتلالأت فى صوته الذهبي

    أعلام الغبار:

    "من ذلك الراقص فوق المجزره

    يقلق أمن المقبره

    اقاتل أجير

    أم هارب قد جاء يستجير؟"


    "أنا السمندل

    يعرفنى الحاضر والغابر والمستقبل

    مغنيا مستهترا بين مغانى العالم المندثره

    وزهرة دامية فى بطن أنثي فى الدجى منتظره

    أولد تحت شملة الظلام

    أفح كالثعبان بين عرق الشهوة والأحلام

    وفى ظهيرة الكلام

    اشرف مثل الصقر فى وحشته العالية المستبشره

    يختار فى حكمته بين خطى الفرائس المنحدره

    وكم عبرت والدروع الحمر حولى والخيول المغلمه

    أسوار "ممفيس" و"طروادة" و"الأندلس" المهدمه

    ثم انثنيت هاربا

    فى زى شحاذ ضرير آمن فى خرق الثياب

    ينام فى مزبلة السوق مع الكلاب

    اسكر فى "الكرخ" وفى "دارين"

    أو يملأ جوفى لهب السراب"



    " وحين تدخل فى حلمك الأخير يا سمندل

    ماذا تراك سوف تفعل؟"


    " أمتد بين الطين والنجمه

    بين السيف والكلمه،

    والزهرة والزهار

    خيطا خفيفا من خيوط النار"


    وضع السمندل تاجه وقميصه النارى يسطع فى الغبار

    ومشي ،

    خفيفا واثقا،

    ملكا على بلد النهار،

    مرحا يدور مع الفصول ،

    ويستدير مع الثمار

    ويسيل فى عرق تحدر من جباه الكادحين

    فى منجم الروح الأخير يحفرون وينبشون

    عن جوهر النار الغريب ،

    ويجمعون وينقشون

    ألواحه الخضراء فى حرص بأشكال البشائر..




    السمندل ملك النهار
    حديقة الورد الأخيره


    ...وتخرج الإبن بمرتبة الشرف من جامعة الخرطوم...وتمت الفرحه بتعيينه معيدا فى الجامعه...وابتعث مباشرة الى ليدز لنيل درجة الماجستير...وهناك كان القدر المفرح
    حيث التقي شريكة حياته عائشه موسي والتى كانت مبتعثه بدورها ضمن أوائل المعلمات المبتعثات
    من المركز البرطانى اثقافى ...تزوج بعائشه فى الخرطوم وعادا الى المملكه المتحده حيث كانت الانجازات تتري...فالوضاح...والماجستير...ثم العوده الى ربوع الوطن ..
    حيث كانت شهرته قد طبقت الافاق فى مجالس الأدب والفلسفه....خاصة بعد أن انتشر ديوان العوده الى سنار ...فى وقت كان جدل الهويه السودانيه فى اوجه ...
    تعمقت فى تلك الفتره صلاته بأدباء آخرين بنفس الهم ...ممن عرفوا بمدرسة الغابه والصحراء...ولهذه التفصيله مساحة أخرى نخوضها لاحقا........
    كان محمد فى بداية السبعينات قد بدا فعليا فى تأملاته ونقده وبحثه فى مجالات الأدب المقارن...
    وتوج ذلك الاهتمام بنيله درجة الدكتوراة من جامعة أكسفورد..فى الأدب المقارن...بأطروحة ما زالت تدرس
    فى الجامعة الى يومنا هذا....
    ...ورجع مرة أخرى الى السودان حاملا وسام الدكتوراة ورافضا مغادرة وطنه الا لينهل من المعرفه....
    حيث تقلد بعدها منصب رئيس شعبة اللغه الانجليزيه والترجمه ...ثم مديرا عاما لمصلحة الثقافه فى 1976..حيث كان مؤسسا لفرقة الفنون الشعبيه ومسرح الطفال......يعمل بارق ووبنشاط محموم فى اتجاه حلم بتحويل الساحه الثقافيه فى السودان الى شعلة من الحراك والتواصل مع الجذور وابراز التنوع والتعدد العرقي الثقافي للسودان......
    وكان وقتها أب لوضاح وشيراز......ولعشرات من طلاب الآداب...تجدهم فى مكتب وقرب باب الخروج...وفى اماسيه مع الأسره..واينما كان...!!

    .........
    سهرن تبنى نصف تمثال من الرخام

    تطهر النظام

    من درن الفوضي، تصفي لغة الكلام
    تلملم العظام

    من طرف الغابة والصحراء

    من طرق نائية ،

    بطرق قريبه،

    وطرق مجهولة الأسماء

    يجمعها-فى ظلمة الشعر- لهيب القلب والأحلام

    لعلها فى لحظة فريده

    تلتم ، تحيا هيكلا جديدا

    ينمو عليه جسد القصيده.



    ...بدأت معركة والدى مع المرض منذ الثمانينات(وفى رواية السبعينات...ولكنه كان يكابر ويكابد المرض بالحركه الدائمه)....حيث اتضح ضعفا فى احد صمامات القلب..
    وبدا الجسد يخون ذلك العقل الجبار باولى الجلطات الدماغيه والتى سافر بعدها الى
    المملكه المتحده باجازه سبتيه لاتمام علاجه.....وهناك...كان الخبر...بجانب تاثر الحركه
    فقد اصابت الجلطه مراكز الكلام وبعض من الذاكره....
    وهنا...كانت عائشه وارادتها الفولاذيه...أن لا مناص غير العلاج...والتعافي...فنحن والسودان فى انتظارك!!...ولحقنا بهم...وضاح..شيراز..معتز...
    وبدأ فى تعلم الكتابه بيده اليسري...والمعالجه الفيزيائيه للحركه...
    وعلاج النطق من الصفر...
    فاثبت اصرارا لا مثيل له...وجلدا على دائه لا يضاهي..........
    وبالفعل رجع الى السودان والى الجامعه
    بنصف جسد و لكن عقل يكتظ بعشرات القصائد ...
    ونشاط لا يوحى بمرضه البته!..وولدت حينها حديقة الورد الأخيره
    .....وريل...الطفلة الأخيره.........فى بداية الثمانينات.....
    ...وتواصلت المعركه ...فداء الفالج يشد...ووالدي يجذب....
    إلى أن أصيب بالجلطه الثالثه فى
    1987....والتى اقعدته تماما عن الحركه...وبقيت له يده اليسري فقط....
    وعقله المتقد...ولسانه الذي
    لا يكل ولا يمل...فخالف وادهش كل التوقعات السالبه حينما رجع الى قاعة محاضراته وطلابه وبحوثه...
    بكرسيه المدولب الشهير..
    واذكر نهمه البالغ للقراءة والبحث فى تلك الفترة وكأنه كان يسابق الزمن...
    ويحاول كسب رهان ما..فلم بتباطأ يوما فى ذهابه الى محاضرة السابعه والنصف ...
    ولم يمر يوم الا وأراه متسمرا دون شكوى لساعات وساعات بكرسيه المدولب فى الحديقة الخلفيه لبيت الجامعه ببري...يقرأ بتركيز ثابت لا يتشتت...ثم يداعبنا ويناوش الجميع فى شاي المغرب ...ويواصل فى الصالون غرفته المفضله...على منضدته الخاصه جدا...
    يكتب...
    ويشطب...
    ويسافر بعيدا فى عوالم لا يراها الا هو...
    وينفصل عن ضجيج البيت الصغير ...وريل المتمسكه بعجلات الكرسي...
    وشيراز ومعتز يشاغبون بعضهم حوله...وعائشه تحوم كملاك....
    ينفصل حتى أنى أذكر كم كنا نستغرب ان ينظر اليك ولكن من خلالك...
    ويكتب...يكتب...ويسابق فارس الزمن الخرافى!!


    حمل العود المرنا(بضم الميم وكسر الراء وشد النون)
    وامتطى مهرا جموحا وتغنى
    بين غابات النخيل:
    غبت عنا
    لم تعد ، عادت عصافير الأصيل
    غبت عنا
    ايها الطفل الجميل.


    وعلى الرمل ارتمي
    بلبل غنى صبيات الحمى
    ذات يوم بالغرام.
    هل تري يجدي الكلام.

    لا تقرأ وترحل ساهم برد أو موضوع وتذكر جهد غيرك في كتابة المواضيع ومساعدة الأخرين

    [IMG]
  4.  
  5. #3
    عضو ذهبي
    Array الصورة الرمزية عاطف عولي
    تاريخ التسجيل
    May 2009
    الدولة
    مدني مارنجان حلة حسن محطة الصهريج جوار نادي حلة حسن
    المشاركات
    5,744

    ..وفى 1989 كان فى قمة عطائه الفكرى...مثقل بالهم الثقافي وجدل الهويه....
    وبكم هائل من البحوث الطلابيه العليا...وبالكتب التى كان من المفترض ان يراجعها أو
    يكتب مقدماتها..
    ...كان عدوه القديم والذي حوله بارادته الى صديقه اللدود...المرض...
    كان قد استحوذ على ذاك الجسد ...فدخل الى مستشفى سوبا......
    ترافقه عائشه الصبوره الجلده...مرافقا دائما...وحضورا لا يغيب عن جانبه...تحاول ان تصد المحتوم....خرج من المستشفي لقضاء آخر الأعياد بيننا...
    فكنا فى قمة الفرح...بعودة ابي وكرسيه الى قلوبنا ...
    وكنا بجهالة الطفوله وفرح الحياة خالين الذهن عما ينتظرنا فى الغد القريب من فجيعه!!..........
    ........ويا ليتني علمت أن ذاك كان آخر الأعياد...لربما جلست اليه أكثر...
    وتركت"الملاهى" والأصدقاء...

    ......وغادر والدى بابتسامته الساخره المعهوده...(فكم كان يفضح الزمن)..
    وجسد يلتهمه ألم خفي..وهزال واضح....غادر للمرة الاخيره...
    تاركا حديقتنا الصغيره جافة وشاحبه على غير العاده...وشجرة الجوافه (التى عقرت فجأة)...
    ليعود الي ذاك البيت وقد فارقت روحه ذلك الجسد الذي ضاق بها...!!
    ..توفى محمد عبد الحى فى قمة عطائه الفكرى وعبقريته الشاعريه وهو فى سن الخامسه والأربعين....
    فى 23 من أغسطس 1989.........تاركا خلفه غرثا فكريا وأدبيا ضخما....
    وتاركا محبيه يكابدون ألم الفراق.....
    وتاركا...عائشه كالنخلة الوحيده التى طالما كتب عنها....
    تقف لتصد الرياح عن اطفال تجمعوا حولها فى هلع...
    تاركا...وضاح...شيراز...معتز وريل...




    ......الموت........

    الموت:
    (سهم منطلق فى الزمن الآتى
    منطلق ، منطلق ، منطلق ،
    لا يصل)


    الموت:
    (ساقية تغرف ماء البحر
    لتسقي عشب البحر)
    الموت:
    (عين كحلاء الرمش
    مزججة الحاجب
    لا تبصر غير الدهر)



    الموت:
    ألف تعدو فى الصحراء
    عبر الباء وعبر التاء
    (لا تصل النون ، لا تصل الهاء ، ولا تصل الياء)


    لابنة شيراز....
    لك ولأخوتك والأحباب (والمتفرجين) حولك...
    لكم جميعا التحية والتقدير علي هذه الوقفة المخلصة والرؤى العميقة الهادئة المتأنية
    في ذكرى رجل يستحق أن نبحث أوراقه بعد مضي عقدين من الزمان ...
    كان هو قد قدر نصفها لنستوعب رسالته...
    نبشت أوراق كثيرة لأساهم في هذا البوست الثر ...
    لكن أظن إن حالي الآن لا يسمح بهذا القدر من التركيز...
    ,أرجو أن تصححي الدكتورة نجاة (لها التحية) إن ما يشغلنا الآن أبعد ما يكون عن قولها:
    (في مقام إبنة تبكي والدها العظيم) ... لم يأت وقت البكاء بعد يا شيراز: متفق عليه.

    رحمة الله علي محمد وعلي والديه ومن ولدا ووالديهم إلي يوم الدين.

    ورد مايلزم التعليق :

    د. نجاة: كُتبت ثلاث رسائل ماجستير عن محمد عبد الحي – الشاعر في جامعة الملك سعود فقط ؛*
    ولا أستبعد أن تكون هناك رسائل أخري. وهناك رسالة في قسم الترجمة جامعة الخرطوم.
    وباحث يحضر الآن لدرجة الدكتوراة حول شعر محمد عبد الحي.
    وأعلم إن هناك عدة دراسات أجريت حول سنار من أقدمها دراسة الأخت الدكتورة فاطمة شداد
    رحمها الله بجانب عدد من الدراسات في بعض الجامعات في المغرب العربي.
    وأخري بإشراف الدكتورة سلمى خضراء الجيوسي.
    أما كتابه في الأدب المقارن فهو يدرس ضمن المنهج الدراسي في أكثر من جامعة أمريكية...
    وما خفي أعظم.
    أعتذر عن عدم التثبيت المرجعي لهذه النقاط وهذا شأنكم كباحثين ولا يخفي عليك خطورة تعليقك
    كمتخصصة في سيرة عبد الحي تستخدم أطروحتك الآن كمرجع هام في هذا الشأن.

    *معتصم ود الجمام...أحيي غيرتك علي محمد عبد الحي كرمز أدبي..
    ولكن لا أحد يستطيع أن (يلوك تراثه أو يخر مجه)... بدون انفعال يا معتصم لك التحية.

    *خالد العبيد... أشكرك علي الصورة وأشكر الأبناء والأخوة من التشكيليين والأصدقاء الذين زانوا سماء الرياض بألوانهم وكلماتهم في تلك الأمسية فكان احتفالاً حقيقياً بالذكرى وبالأسرة لكم جميعاً التقدير وستظهر بعض تلك الصور في طبعات الدواوين إذا أراد الله.

    *** الوديعة:
    أودعها محمد عبد الحي بنفسه في دار الوثائق.
    أوصى عدم فتحها قبل عشر سنوات من وفاته.
    ذهبت أنا ووضاح لدار الوثائق للإطمئنان علي وجودها .. وقد كان..
    عُدت لدار الوثائق بعد تمام العشر سنوات؛ وفتحتها بوجود مدير دار الوثائق واضطلعت عليها
    وكتبت علي ظاهر الظرف إن الأسرة تسمح للباحثين الإضطلاع عليها وعدم استلافها...
    ثم عدت الآن بعد انتقال دار الوثائق الي مقرها الجديد واستعرتها لبضعة ساعات داخل الدار
    وأعدتها كما وجدتها... وقد وجدت تعاون من المسئول الذي كان هو من استلم الظرف شخصياً من محمد...
    وليس هنا المجال لوصف المحتويات فهذا شأن من يريد البحث.
    أهدي شيراز وزوارها هذه الورقة الخاصة إحتفاءً معهم بالذكرى العطرة:
    لم يكن الشعر فقط "سنار":
    (1)
    سقط البرد علينا من ثنيات السماء
    أيها الغائب عنا قد تشهتك الدماء
    معطف الثلج إلي غسالة بالكهرباء
    جورب الصوف أمام النار في ليل الشتاء
    وشراب ساخن في مغص البطن الخواء
    غير أن القلب في الشارع كالطفل اليتيم
    دون شال وحذاء تحت أمطار الشتاء
    (2)
    شالك الأخضر ضاعا
    وتعرًى غُصن السروة في الريح ارتياعا
    واحتمى العصفور في السقف وحيداً
    طار عنه السرب بالأمس وخلاه وحيداً
    غير حلم شعً كالجمرة في ليل الشتاء
    غير حلم شعً كالجمرة في ليل الشتاء

    (3)
    زمني عصفورة تضرب في الصحو وعبر المطر
    عن يمين الشمس أحياناً ؛ وحيناً
    عن شمال القمر.

    (أعتقد أحسن تغيًر للنثر) –

    نام الخليٌ وأنت تطوي الليل بعد الليل سهدا
    وغفا الحبيب مع الحبيب وأنت مثل السيف فردا
    متوهجاً تحت الظلام تفوق نجم الليل وقدا


    - وما علي الغريب في البلد البعيد من حرج -
    ولا تُقرأ "فردا" علي الفتح إلا بتأويل "تغفو"محذوفة، أوبمطًها إلي تفوًق –
    وهذا من أسرار اللغة- التوحُد يا عائشة ينتج لغة سرية – خاصة جداً ،
    وهي متعبة ينفتح في مركزها الصمت دائماً-
    قرأت الكلام الردئ المشوش الذي كتبه أحدهم عن سنار، وقد اختلط عليه الأمر جداً –
    أولاً لم أكتب قصيدتي في انجلترا حنيناً للعودة إلي السودان – لو أردت.....................................
    سنار قصيدة دينية لا علاقة لها بما يقلق عقله.
    وهي عن" عودة الروح إلي ربها راضية مرضية ". ولكن....
    جاء السحور.....لكم التحية مرة أخري
    عائشة مؤسي السعيد]



    اضواء على الشاعر محمد عبد الحي

    اوردنا في الحلقة الاولى اهم الملامح التي تطرق لها الاستاذ علي مؤمن في مقاربته عن الشاعر
    الكبير والاكاديمي المرموق الدكتور محمد عبد الحي بمناسبة الذكرى السابعة عشرة لرحيله،
    جدير بالذكر ان المقاربة اعدت لمركز عد حسين الثقافي وذلك في محاولة من اسرة المركز
    لايفاء الراحل الكبير بعض ما يستحقه من اجلال وتقدير.
    * ادباء الجزيرة:
    تفتح الوعي المبكر والتوق المتعاظم للمعرفة، والاهتمام الفائق بالثقافة والفنون وبحركة
    الابداع في عمومها، كانا ضمن العوامل التي جعلت محمد عبد الحي وثلة من مجايليه يسهمون
    في بناء وتأسيس تنظيم (ثقافي /ابداعي) اهلي يهتم بحركة الثقافة والمنتج الابداعي، ومن ثم
    ينتج للمثقفين وعموم المبدعين فرصة للتحاور وتبادل الاراء ووجهات النظر فيما يتعلق
    بابداعاتهم اضافة لانسحاب ذات الشأن على المطروح بالمنابر والدوريات الثقافية بالصحف السيارة،
    ومن هذا المنظور وعلى هذه الخلفية قام شاعرنا برفقة بعض المهتمين بالمسائل الثقافية والابداعية بمدينة ود مدني، بانشاء وتأسيس رابطة ادباء الجزيرة في بدايات النصف الثاني من القرن المنصرم، ومما لا شك فيه انهم وهم يقومون بهذا العمل، ويعدون له العدة ويرسمون له الخطط، ورد ببالهم وخواطرهم ما تمثله مدينة ود مدني في خارطة الفكر والثقافة بالبلاد، واحسب انهم قد تداولوا باجتماعاتهم ولقاءاتهم في هذا الشأن، اذ ان هذه المدينة العريقة شهدت في النصف الثاني
    من سنوات الثلاثين (اي قبل قيام رابطة ادباء الجزيرة بحوالي العشرين عاما) قيام جمعية
    ود مدني الادبية بكل ما تمثله وتعنيه من ثقل فكري، وثقافي وسياسي تمثل في عطائها الثر
    بالمجالات التي ذكرناها انفا، كما تمثل ايضا في رموزها السامقات والشامخات: الاستاذ احمد
    خير المحامي، والشيخ مدثر علي البوشي وغيرهم.
    غني عن القول ان هذه الجمعية قد لعبت دورا كبيرا وهاما في الحركة الثقافية والتنويرية ومن ثم ساهمت ضمن غيرها من الجمعيات الشبيهة في دفع الحركة الوطنية خطوات وخطوات نحو الامام، وقد تضافرت هذه المجهودات التي بذلت، هنا وهناك، وفي شتى بقاع الوطن في الارتفاع، بمعدلات الوعي بالقضايا العامة إلى ان تمخض عن ذلك قيام مؤتمر الخريجين العام، وقد اسفر نشاط المؤتمر في تأجيج حركة التوعية العامة واذكاء شعلتها التي ظلت متقدة حتى قيام المؤتمر الادبي الاول في (1939) وقد تواصل هذا البذل والعطاء وتفاعل حتى اسفر اخر الامر عن قيام الاحزاب السياسية التي حققت ضمن غيرها من فعاليات شعبنا وقواه الوطنية الاستقلال السياسي في غرة يناير 1956م.
    ان الدور الثقافي لجمعية ود مدني مقرؤا مع ادوار ثقافية لجهات وتنظيمات اخرى اضافة لادوار بعض الافراد كالمفكر المعروف ابن ود مدني (بابكر كرار) والمثقف البارز (توفيق احمد البكري). وهو ايضا من ابناء ذات المدينة، ان الادوار هذه كان لها كما نعتقد، اكبر الاثر في عقول ووجدان وافئدة مجموعة رابطة ادباء الجزيرة وضمنهم شاعرنا محمد عبد الحي، واحسب انه منذ ذلك الوقت تعاظم لديه الاهتمام الجاد بالشأن العام وبقضايا الوطن وقد رافقه ذلك الامر إلى اخريات حياته القصيرة جدا بحساب الايام والسنوات إلى ان تخطفته المنية:
    هنا انا والموت جالسان
    في حافة الزمان
    وبيننا المائدة الخضراء
    والنرد والخمرة والدخان
    من مثلنا هذا المساء؟
    عاصر الفنلن التشكيلي حسين جمعان بلندن فترة هامة ومضيئة في مشروع عبد الحي العودة إلى سنار كما قام ايضا برسم وتصميم ديوان شاعرنا حديقة الورد الاخيرة.
    كما يقول جمعان الاتي:
    اعترف ان عبد الحي في لندن كان يستمع كثيرا للموسيقى الاسيوية وبالذات الهندية، وقد انكب على قراءة الكتاب المقدس، وقرأ عدة اشياء تتعلق بالحيوان وسلوكه ووقف على التاريخ القديم وقفة تأمل، ودرس الاجرام والافلاك، ووقف على الرسوم الايضاحية القديمة للمجرات والنجوم، ودرس حياة وعادات الانسان القديم في الحضارات المختلفة، وخاصة النوبية وتحرى في حركة التشكيل المعاصرة والقديمة ولعل هذا ما جعل شعر محمد عبد الحي بمثابة لوحة تكاد تنصهر وتتوحد فيها كل الفنون.
    وفي هذا الاطار نجد ان قصيدة شاعرنا المطولة العودة إلى سنار يصنفها البعض بأنها مسرحية، في حين يصنفها البعض الآخر بأنها رواية شعرية.
    ايضا وفي ذات السياق والمعاني يقول الدكتور عمر عبد الماجد الصديق الحميم لشاعرنا وزميله في الدراسة عن رفيق دربه الاتي:
    (كان محمد عبد الحي موسوعة في الثقافة اذ كان متعدد الاهتمامات يتحدث حديث العارف المتبحر في التاريخ، السياسة، الشعر، الفلسفة، المسرح، الموسيقى، الرسم، التصوف، والفلك.. كما يتحدث ايضا عن وضاح اليمن، الشيرازي، المتنبئ، الخيام ، ابن سينا، ابن رشد، ابن خلدون، شكسبير، بودلير، حمزة الملك طمبل، والتجاني يوسف بشير.. الخ، حديث العارف الملم وكأنه عاش مع هؤلاء النفر وعايشهم عن قرب وعرف اسرار ودقائق فنونهم وصناعتهم.
    وقد كست هذه الثقافة الرفيعة شعره بعمق عميق الغور ومن ثم جعلت منه شعرا عصيا الا على من ثابروا على الاطلاع الواسع والمتنوع).
    - كتب الشاعر محمد عبد الحي رائعته العودة إلى سنار في بداية سنوات الستين من القرن الماضي، وقد اثارت القصيدة منذ ان تم نشرها على صفحات صحيفة الرأي العام في عام 1963 ولا تزال- وستظل كما احسب- كماً هائلاً وكبيراً من النقاش، اضافة لكونها اصيحت محوراً للعديد من الدراسات والابحاث التي تطرقت لها عبر شتى الرؤى والمحاور. جدير بالذكر ان القصيدة ذاتها قد نشرت في العام (1965م) على صفحات مجلة حوار اللبنانية وهي مجلة متخصصة في الابداع الادبي، وقد قالت الدكتورة سلمى الخضراء عن هذه القصيدة الاتي:
    انها اي -العودة إلى سنار- تعكس التصاقا حميما بالبيئة وبالتراث الشعبي وتاريخ الحضارة في السودان، ان الشاعر بانهماكه في معالم البيئة السودانية، انما يكتب في العرف الشعري الذي بدأه المجذوب ايضا يوم كتب قصيدة المولد في سنة (1957م) فرسم كما بريشة رسام صورا لاحتفالات المولد النبوي في الخرطوم.
    * سنار المعني:
    كتب محمد عبدالحي ملحمته الذائعة الصيت العودة إلى سنار واعاد كتابتها مرات عدة، قام خلالها واثنائها بالتنقيح والتشذيب، والاضافة والاسقاط، واعادة النظر في القصيدة بصورة مستمرة إلى ان استقرت على شكلها النهائي والاخير، الا انها وفي مراحل كتابتها العديدة، واعادة النظر بشكل مستمر فيها وفي صياغاتها وتركيبها نجدها قد استغرقت شاعرنا لسنوات طوال، ومن ثم اخذت منه الكثير والكثير جدا، الامر الذي جعله يخشى ان يدور في فلكها، ويصعب عليه (من بعد) الانفلات من اسرها وقد عبر شاعرنا عن هذه المعاني بالقول الاتي:
    (لقد اصبحت هذه القصيدة مركزا جاذبا لقواي الشعرية واذا لم اتخلص منها تماما فستظل تجتذبني وذلك مضر) إلى قوله (ربما كانت العودة إلى سنار دفعة في كيان الفنان في شبابه حينما رغب في ان يشكل في مصهر روحه ضمير امته، الذي لم يخلق بعد وربما كانت (اي القصيدة) فتحا اخر والا فكيف افسر انها كتبت سبع مرات او نحو ذلك وكأنها تدرج من مقام إلى مقام، حيث تاريخ الذات وتاريخ القبيلة شئ واحد).
    غني عن القول ان القصيدة كتبت ثماني مرات اخر تالية لحديث عبد الحي هذا، وبذا تكون كتبت خمسة عشرة مرة، يذكر ان سنار بكل ما تشيعه من معاني وتوحي به من دلالات جد عميقة قد شغلت مجمل امتنا وحظيت بكبير اهتمامها بذات القدر الذي شغلت فيه شاعرنا والتصقت بوجدانه ودواخله، وصارت بالتالي محورا لبعض فنه وابداعه ممثلا في رائعته العودة إلى سنار وغيرها من ابداعه الشعري:
    سنار تسفر في بلاد العرب
    جرحا ازرقا، قوسا
    حصانا اسود الاعراف
    فهدا قافزا في عتمة الدم
    معدنا في الشمس مئذنة
    نجوما من عظام الصخر
    رمحا فوق مقبرة
    كتاب
    ان محمد عبد الحي، الشاعر، الفذ، الاديب المتميز، والمبدع الجهير الصوت، والاكاديمي الغزير المعرفة، رفد المكتبة الثقافية والابداعية وامدها بالعديد من الروائع النفيثات نورد منها الاتي: اجراس القمر، رؤيا الملك، العودة إلى سنار، معلقة الاشارات، السمندل يغني، حديقة الورد الاخيرة، واقنعة القبيلة.. الخ.
    ان هذا الشاعر، رفيع الطراز، والمثقف المرموق، بل قل هذا الطود الشامخ سيظل معلما بارزا ولافتا في الساحة الثقافية والابداعية ببلادنا وهو كما قبل عنه لم يعش سوى ستة واربعين عاما، قضى منها ستة وثلاثين عاما في الصحة الكاملة، ورغما عن ذلك تراكم انتاجه تراكما يلاحظ المتأمل فيه صعوبة الاحاطة به من حيث الكم والكيف، اضافة لذلك فقد اثبت شاعرنا، كما تحدث المتحدثون، ان الابداع ارادة وعزيمة .. الخ، وبهذه المعاني الطيبات ظل محمد عبد الحي ينتج وينتج، بالرغم من مرضه ووهن جسده وضعفه وقد تواصل انتاجه، ربما، بنفس الوتائر التي تواصل بها وهن الجسد وضعفه، إلى ان جاءت ساعة الرحيل عن هذه الفانية:
    هو الموت يسعى الينا بلا قدم
    في الدجى والنهار
    ولدنا له ناضجين استدرنا له
    فلماذا البكاء، اتبكي الثمار
    اذا اقبل الصيف يحقنها في الخلايا
    بنار الدمار
    نسأل المولى جل شأنه ونضرع اليه ونحن نختتم حديثنا ان يشمل محمد عبد الحي بواسع رحماته وجزيل بركاته وان ينزله منزل صدق مع الابرار والصديقين.
    هامش:
    استفدنا في هذه المقاربة من مساهمة قدمناها من قبل عن الراحل، اضافة للملف الذي خصص له بحروف العدد 2/3 مزدوج ديسمبر، مارس 1990 – 1991.




    ..كان تواصلا غريبا بين روحه وروح شاعر الإشراقه....
    فكتب عنه كثيرا...
    وله قراءه فى اشراقة التيجانى يوسف بشير...
    إلا أننى فعلا عندما قرأت تلك المقاطع بالذات أحسست وكأنه يرى نفسه
    فى التيجانى الفذ النابغه الذي مات صغيرا بدوره....


    -1-
    هل أنت غير إشارة لمعت على طرق الصحارى
    ملك يزور مع الظلام
    لكى يفاجئ فى الدجى أحلى العذاري.

    -2-
    هم ما رأوا غير الزمان،
    وما رأيت سوى زمان ناضر،
    كالطفل فى الفردوس يمرح،
    رغم رائحة الحنوط
    ورغم رمل المقبره


    -3-
    هم ما رأوا غير السقوط:
    هنا سقوط أو هناك
    وكان بالأمس السقوط
    وفى غد حتما يكون
    وما رايت سوي توهج حمرة التفاخة الأولى
    وقد رجعت الى بيت الغصون المزهره


    -4-
    صوت تجوهر فى حوافى الغيب،
    صمت عامر كالشمس
    مصباح
    توهج فى دم اللغة القديمه
    مبهما كالحلم
    ماء
    فى علبة البلور محتبس
    وروح من لهيب أزرق
    قد أسرجتها الشمس فى كهف الدماء.




    ...بالأمس مر أول الطيور فوقنا،
    ودار دورتين قبل أن يغيب...
    كانت كل مرآة على المياه فردوسا من الفسفور -
    يا حدائق الفسفور والمرايا
    أيتها الشمس التى توهجت واهترأت فى جسد الغياب،
    ذوبي مرة أخيره،
    وانطفئي،
    بالأمس رأينا أول الهدايا
    ضفائر الأشنة والليف على الأجاج
    من بقايا
    الشجر الميت والحياة فى ابتدائها الصامت
    بين علق البحار
    فى العالم الأجوف
    حيث حشرات البحر فى مرحها الأعمى
    تدب فى كهوف الليف والطحلب
    لا تعي
    انزلاق
    الليل
    والنهار.

    وحمل الهواء
    رائحة الأرض،
    ولونا غير لون هذه الهاوية الخضراء
    وحشرجات اللغة المالحة الأصداء.......


    النشيد الأول

    البحــــر

    بالأمس مرَّ أوّل الطّيور فوقنا ، ودار دورتين قبل أن
    يغيبَ ، كانت كلُّ مرآة على المياه فردوساً
    من الفسفورِ – يا حدائق الفسفور والمرايا
    أيّتها الشمس التى توهّجتْ واهترَأت
    فى جسد الغياب ، ذوبى مرّة أخيرةً ،
    وانطفئى ، أمسِ رأينا أوّل الهدايا
    ضفائر الأشنةِ والليفِ على الأجاجِ
    من بقايا
    الشجر الميت والحياة فى ابتدائها الصامتِ
    بين علق البحارْ
    فى العالمِ الأجوفِ
    حيثَ حشراتُ البحرِ فى مَرَحِها الأعْمَى
    تدب فى كهوفِ الليفِ والطحلبِ
    لا تعى
    انزلاقَ
    الليلِ
    والنهارْ
    وحمل الهواءْ
    رائحةَ الأرضِ ،
    ولوناً غير لون هذه الهاوية الخضراءْ
    وحشرجات اللغة المالحة الأصداءْ.
    وفى الظَّلامْ
    فى فجوةِ الصَّمت التى تغور فى
    مركز فجوةِ الكلامْ ،
    كانت مصابيح القرى
    على التِّلال السودِ والأشجارْ
    تطفو وتدنو مرَّةَّ
    ومرَّةَّ تنأى تغوصُ
    فى الضَّباب والبُخَارْ
    تسقطُ مثل الثّمر النّاضجِ
    فى الصَّمتِ الكثيفِ
    بين حدِّ الحلم الموحشِ
    وابتداء الانتظارْ.
    وارتفعتْ من عتمةِ الأرضِ
    مرايا النّارْ
    وهاهىَ الآن جذوع الشّجر الحىِّ
    ولحمُ الأرضِ
    والأزهارْ.

    الليلة يستقبلنى أهلى :

    خيل’’ تحجل فى دائرة النّارِ ،
    وترقص فى الأجراس وفى الدِّيباجْ
    امرأة تفتح باب النَّهر وتدعو
    من عتمات الجبل الصامت والأحراجْ
    حرّاس اللغة – المملكة الزرقاءْ
    ذلك يخطر فى جلد الفهدِ ،
    وهذا يسطع فى قمصان الماءْ.

    الليلة يستقبلنى أهلى :

    أرواح جدودى تخرج من
    فضَّة أحلام النّهر ، ومن
    ليل الأسماءْ
    تتقمص أجساد الأطفالْ.
    تنفخ فى رئةِ المدّاحِ
    وتضرب بالساعد
    عبر ذراع الطبّالْ.

    الليلة يستقبلنى أهلى :

    أهدونى مسبحةَّ من أسنان الموتي
    إبريقاً جمجمةً ،
    مُصلاَّة من جلد الجاموسْ
    رمزاً يلمع بين النخلة والأبنوسْ
    لغةً تطلعُ مثلَ الرّمحْ
    من جسد الأرضِ
    وعبَر سماء الجُرحْ.

    الليلة يستقبلنى أهلى.

    وكانت الغابة والصحراءْ
    امرأةً عاريةً تنامْ
    على سرير البرقِ فى انتظارِ
    ثورها الإلهى الذى يزرو فى الظلامْ.
    وكان أفق الوجه والقناع شكلاً واحداً.
    يزهر فى سلطنة البراءه
    وحمأ البداءهْ.
    على حدودِ النورِ والظلمةِ بين الصحوِ والمنامْ.


    النشيد الثانى

    المدينة

    سأعود اليوم يا سنَّار ، حيث الحلم ينمو تحت ماء الليل أشجاراً
    تعرّى فى خريفى وشتائي
    ثم تهتزّ بنار الأرض، ترفَضُّ لهيباً أخضر الرّيش لكى
    تنضج فى ليل دمائي
    ثمراً أحمر فى صيفى ، مرايا جسدٍ أحلامه تصعد فى
    الصّمتِ نجوماً فى سمائى
    سأعودُ اليوم ، ياسنّارُ ، حيث الرمزُ خيط’’،
    من بريقٍ أسودٍ ، بين الذرى والسّفح ،
    والغابةِ والصحراء ، والثمر النّاضج والجذر القديمْ.
    لغتى أنتِ. وينبوعى الذى يأوى نجومى ،
    وعرق الذَّهب المبرق فى صخرتىَ الزرقاءِ ،
    والنّار التى فيها تجاسرت على الحبِّ العظيمْ
    فافتحوا ، حرَّاسَ سنّارَ ، افتحوا للعائد الليلة أبواب المدينة
    افتحوا للعائد الليلة أبوابَ المدينة
    افتحوا الليلة أبواب المدينة.
    - "بدوىُّ أنتَ ؟"
    "لا –"
    - " من بلاد الزَّنج ؟"
    " لا –"
    أنا منكم. تائه’’ عاد يغنِّى بلسانٍ
    ويصلَّى بلسانٍ
    من بحارٍ نائياتٍ
    لم تنرْ فى صمتها الأخضرِ أحلامُ المواني.
    كافراً تهتُ سنيناً وسنينا
    مستعيراً لى لساناً وعيونا
    باحثاً بين قصور الماء عن ساحرةِ الماء الغريبه
    مذعناً للرِّيح فى تجويف جمجمة البحر الرهيبه
    حالماً فيها بأرض جعلت للغرباء
    -تتلاشى تحت ضوء الشمس كى تولد من نار المساءْ _
    ببناتِ البحر ضاجعنَ إله البحر فى الرغو...
    (إلى آخِرِهِ ممّا يغنِّى الشعراءْ!)
    ثمَّ لّما كوكب الرعب أضاءْ
    إرتميت.
    ورأيتُ ما رأيتُ :
    مطراً أسود ينثوه سماء’’ من نحاسٍ وغمام’’ أحمر’. شجراً أبيض – تفاحاً وتوتاً – يثمرُ
    حيث لا أرض ولا سقيا سوى ما رقرق الحامض من رغو الغمام.
    وسمعتُ ما سمعتُ :
    ضحكات الهيكل العظمىِّ ، واللحم المذابْ
    فوق فُسفورِ العبابْ
    يتلوى وهو يهتزّ بغصّات الكلامْ.
    وشهدتُ ما شهدتُ :
    كيف تنقضّ الأفاعى المرعده
    حينما تقذف أمواج الدخان المزبده
    جثةً خضراء فى رملٍ تلظىَّ فى الظلامْ.
    صاحبى قلْ ! ما ترى بين شعاب الأرخبيلْ
    أرض "ديك الجن" أم "قيس" القتيل ؟
    أرض "أوديب" و"ليرٍ" أم متاهات " عطيل" ؟
    أرض "سنغور" عليها من نحاس البحر صهدُُ لا يسيلْ؟
    أم بخار البحر قد هيّأ فى البحر لنا
    مدناً طيفيّةً ؟ رؤيا جمالٍ مستحيل؟
    حينما حرّك وحش البحر فخذيه : أيصحو
    من نعاسٍ صدفى ؟ أم يمجُّ النار والماء الحميما؟
    وبكيتُ ما بكيت :
    من ترى يمنحنى
    طائراً يحملنى
    لمغاني وطنى
    عبر شمس الملح والريح العقيمْ
    لغة تسطعُ بالحبِّ القديمْ.
    ثم لّما امتلأ البحرُ بأسماكِ السماءِ
    واستفاقَ الجرسُ النائم فى إشراقةِ الماء
    سألتُ ما سألت’ :
    هل ترى أرجع يوما
    لا بساً صحوىِ حلما
    حاملاً حلمىَ همّا
    فى دجى الذاكرة الأولى وأحلام القبيلة
    بين موتاى وأشكال أساطير الطفوله.
    أنا منكم .جرحكم جرحى
    وقوسى قوسكم.
    وثنى مجَّد الأرضَ وصوفىِّ ضريرُُ
    مجَّد الرؤيا ونيران الإلهْ.
    فافتحوا
    حرَّاس سنّارّ ،
    افتحوا بابَ الدَّم الأوّلِ
    كى تستقبل اللغةَ الأولى دماهْ
    حيث بَلُّور الحضورْ
    لهبُُ أزرقُ
    فى عينِ
    المياهْ
    حيثُ آلافُ الطيورْ
    نبعتْ من جسدِ النّارِ.
    وغنّتْ
    فى سماوات الجباهْ.
    فافتحوا ، حرّاسَ سنّار ،
    افتحوا للعائد الليلة أبواب المدينة
    افتحوا الليلة أبواب المدينة
    افتحوا.....
    " إنّنا نفتح يا طارقُ أبواب المدينة
    "إن تكن منّا عرفناك ، عرفنا
    " وجهنا فيك : فأهلاً بالرجوعْ
    " للربوعْ.
    " وإذا كنتَ غريباً بيننا
    " إنّنا نسعد بالضِّيف ، نفدِّيهِ
    " بأرواحٍ ، وأبناءٍ ، مالْ
    " فتعالْ.
    " قد فتحنا لك يا طارقُ أبواب المدينة
    " قد فتحنا لك يا طارقُ...
    " قد فتحنا...."
    ودخـــلتُ
    حافيا منكفئا
    عارياً ، مستخفياً فى جبة مهترئة
    وعبرتُ
    فى الظلامْ
    وانزويت
    فى دياجير الكلام
    ونمــــتُ
    مثلما ينامُ فى الحصى المبلول طفل الماءْ
    والطّير فى أعشاشهِ
    والسمك الصغير فى أَنهارِهِ
    وفى غصونها الثِّمارُ
    والنجوم فى مشيمةِ
    السماءْ.


    النشيد الثالث



    الليـــــــل

    وفتحت ذراعها
    مدينتى
    وحضنها الرغيدْ
    - أيّة أنهارٍ عظيماتٍ
    وغاباتٍ
    من البروق والروعودْ –
    تنحلّ أعضائى
    بخاراً أحمراً
    يذوب فى دمائها
    تعوم روحى
    طائراً أبيض
    فوق مائها
    ويطبق الليل الذى
    يفتحُ
    فى الجمجمة البيضاءْ
    خرافةً تعودُ ،
    وهلةً ووهلــةً ،
    إلى نطفتها الأشِياءْ
    فيها ، وينضج اللهيبُ
    فى عظام شمسها
    الفائرة الزرقاءْ
    ويعبر السمندلُ الأحلامَ
    فى قميصه
    المصنوع من شرارْ.
    فى الليل حيث تنضج الخمرةُ
    قبل أن تموج فى الكرومِ
    قبل أن تختم فى آنية الفخّارْ
    فى الليل حيث الثمر الأحمرُ
    والبرعمُ والزهرةُ فى وحدتها الأولى
    من قبل أن تعرف ما الأشجارْ
    فى الليل تطفو الصور الأولى
    وتنمو فى مياه الصَّمتِ
    حيث يرجع النشيدْ
    لشكلِهِ القديمِ
    قبلَ أن يسمِّى أو يسمَّى ،
    فى تجلّى الذات ، قبل أن يكون غيرَ ما يكونُ
    قبل أن تجوِّفَ الحروفُ
    شكلَهُ الجديدْ.


    النشيد الرابع

    الحـــــــلم

    رائحة البحر التى تحملها الرياحْ
    فى آخر الليل ، طيور’’ أفرختْ
    فى الشفق البنفسجىِّ بين آخر النجوم والصباحْ
    أنصتْ هنيهةً !
    تسمع فى الحلم حفيف الرِّيش حين يضرب الجناحْ
    عبر سماوات الغيابْ
    هل دعوة إلى السفر؟
    أم عودة إلى الشجر ؟
    أم صوت بشرى غامضُُ يزحف مثل العنكب الصغير فوق خشبات البابْ
    يبعثه من آخر الضمير مرَّةَّ عواء آخر الذئابْ
    فى طرف الصحراءِ ، مرَّةً رنين معدنٍ فى الصمَّتِ ،
    أو خشخشة الشوكَ الذى يلتفّ حول جسد القمرْ
    ومرَّةَّ تبعثه صلصة الأجراس
    حين ترقص الأسماك فى دوائر النجوم فى النَّهَرْ.
    أم صوت باب حلمٍ يفتحه
    فى آخر الليل وقبل الصبحْ
    المَلَك الساهر فى مملكة البراءة
    وحمأ البداءه
    تحت سماء الجرحْ
    يَمُدُّ لى يديه
    يقودنى عبر رؤى عينيه
    عبر مرايا ليلك الحميمة
    للذهب الكامن فى صخورك القديمة
    فأحتمى – كالنطفة الأولى –
    بالصور الأولى التى تضىءُ
    فى الذّاكرة الأولى
    وفى سكون ذهنك النقىِّ
    تمثالاً من العاجِ،
    وزهرة
    وثعباثاً مقدساً وأبراجاً
    وأشكالاً من الرخامِ والبلُّور والفَخّارْ.
    حلمُُ ما أبصرُ أم وهمُُ؟
    أم حق يتجلّى فى الرؤيا ؟
    فى هاجرةِ الصَّحْراء أزيح قباب الرملَ
    عن نقشٍ أسودَ ، عن مَلِكٍ
    يلتفًّ بأسماء الشفرةِ والشمسِ
    والرمز الطّافر مثل الوعلِ
    فوق نحاسِ الصَّحراءْ.
    أسمع صوت امرأةٍ
    تفتحُ باب الجبل الصَّامت ، تأتي
    بقناديل العاج إلى درجات الهيكل والمذبحْ
    ثم تنامُ – ينامُ الحرَّاسْ –
    لتوليد بين الحرحر والأجراسْ
    شفةً خمراً ، قيثاراً ،
    جسداً ينضج بين ذراعىْ شيخٍ
    يعرف خمرَ اللهِ وخمر النّاسْ.
    لغة’’ فوق شفاهٍ من ذهبٍ
    أم نورُُ فى شجر الحُلمِ المزهرْ
    عند حدود الذَاكرةِ الكبرى
    الذّاكرة الأولى؟
    أم صوتي
    يتكوَّر طفلاً كى يولدَ
    فى عتباتِ اللغةِ الزرقاءْ ؟
    وتجىءُ أشباح مقنّعة’’ لترقص حرَّةً ، زمناً،
    على جسدى الذى يمتد أحراشاً ، سهوباً : تمرح الأفيالُ،
    تسترخى التماسيح ، الطيور تهبُّ مثل غمامةٍ ، والنحل مروحة’’
    ويغنِّى وهو يعسل فى تجاويف الجبالِ ، وتسدير مدينة’’ زرقاءُ
    فى جسدى، ويبدأ صوتُها ، صوتْى ، يجسِّد صوت موتاىَ الطليقْ
    حلم’’ ؟ رؤىِّ وهميّة’’ ؟ حقُّ؟
    أنا ماذا أكون بغير هذا الصوت ، هذا الرمز ،
    يخلقنى وأخلقه على وجه المدينة تحت شمس الليل والحبِّ العميقْ
    وحينما يجنح آخر النجوم للأفولْ
    ويرجع الموتي إلى المخابىء القديمة
    كيما ينامون وراء حائط النّهارْ
    أنام فى انتظارْ
    آلهة الشمس وقد أترع قلبى الحبُّ والقبولْ.


    النشيد الخامس

    الصــــــبح

    مرحى! تطلُّ الشمسُ هذا الصبحَ من أفق القبولْ
    لغةً على جسد المياهِ ،
    ووهجَ مصباحٍ من البلُّورِ فى ليل الجذورِ ،
    وبعضَ إيماءٍ ورمزٍ مستحيلْ.
    اليومَ يا سنّار أقْبَلُ فيكِ أيّامى بما فيها من العشب الطفيلىِّ
    الذى يهتزُّ تحتَ غصونِ أشجارِ البريقِ.
    اليومَ أقْبَلُ فيكِ أيّامى بما فيها من الرّعب المخمَّر فى شرايينى.
    ومافيها من الفرح العميقِ.
    اليومَ أقْبَلُ فيكِ كلَّ الوحلِ واللّهب المقدَّس فى دمائكِ ، فى دمائي.
    أحنو على الرَّملَ اليبيسِ كما حنوتُ على مواسمكِ الغنيّة بالتدفق والنماء.
    وأقولُ: يا شمسَ القبولِ توهّجى فى القلبِ
    صفيِّنى ، وصفِّى من غبارٍ داكنٍ
    لغتى ، غنائى.


    سنَّارُ
    تسفَر فى
    نقاءِ الصحو ، جرحاً
    أزرقا، جبلاً ، إلهاً ، طائراً
    فهــداً ، حصاناِ ، أبيضاً ، رمحاً
    كتـــابْ
    رجعت طيور البحر فَجْرَاً من مسافات الغيابْ.
    البحر يحلم وحده أحلامه الخضراء فى فوضى العبابْ.
    البحرُ؟ إنّ البحر فينا خضرة’’ ،
    حلم’’ ، هيولى ،
    شجراً ارى ، وأرى القوارب فوق ماء النّهرِ
    والزرّاع فى الوادى ، وأعراساً تقامُ ، ومأتماً فى الحىِّ ،
    والأطفال فى الساحات ، والارواح فى ظلَّ الشجيرةِ
    فى الظهيرةِ حين يبتدىُْ الحديث برنّه اللغة القديمةْ.
    الشمس تسبح فى نقاء حضورها ، وعلى غصونِ القلب عائلةُ الطيّورِ،
    ولمعةُُ سحرية’’ فى الريحِ ، والأشياء تبحر فى قداستها الحميمةْ.
    وتموج فى دعةٍ ، فلا شىءُُ نشازُُ كلُّ شىءٍ مقطعُ ، وإشارةُُ
    تمتد من وترٍ إلى وترٍ ، على قيثارة الأرض العظيمةْ.

    لا تقرأ وترحل ساهم برد أو موضوع وتذكر جهد غيرك في كتابة المواضيع ومساعدة الأخرين

    [IMG]
  6.  
  7. #4
    عضو ذهبي
    Array الصورة الرمزية عاطف عولي
    تاريخ التسجيل
    May 2009
    الدولة
    مدني مارنجان حلة حسن محطة الصهريج جوار نادي حلة حسن
    المشاركات
    5,744

    مقابلة صحفية مع زوجة الراحل د. محمد عبدالحي

    هذا الحوار نشر في صحيفة الرائد ملحق "تعريشة الثقافي" وقد حوي العديد من المعلومات عن أديبنا الراحل :
    حوار مع الدكتورة عائشة موسى زوجة الشاعر الراحل محمد عبد الحي
    - بكل أسف لا يوجد كتاب واحد لمحمد عبد الحي في المكتبات
    - إنا عاتبة على دار الوثائق وكنت أتوقع إن تجد وديعته العناية والاهتمام
    - ديوان المتنبي كان لا يفارقه أبدا
    - عبد الله الطيب كان سببا في إن يتحول عبد الحي من دراسة الطب إلى الآداب
    - المجذوب كان رافضا إن يكتب محمد الشعر في بداية حياته
    حوار اميمة محمد عثمان

    لن تكف الذاكرة عن استعادة شعرالراحل محمد عبد الحى محمود الذي رحل عنا في أغسطس 1989م والراحل يعد من أهم أعمدة الشعر السوداني وصاحب بصمة واضحة فيه. فقد ترك لنا من شعره خمسة دواوين ، هي العودة إلى سنّار، ومعلقة الإشارات، والسمندل يغني، وحديقة الورد الأخيرة، وزمن العنف (جمعت بعد وفاته في كتاب الأعمال الشعرية الكاملة الذي صدر عن مركز الدراسات السودانية في القاهرة عام 1999)، وترك العديد من المؤلفات في النقد المقارن كتاباً بالإنكليزية فضلاً عن عدد من البحوث و الدراسات المقارنة التي ظهرت في عدد من الدوريات العربية (مثل مواقف، والمعرفة، وغيرهما) التقت "الرائد" وبمناسبة العيد بأسرته ممثلة في زوجته الدكتورة عائشة موسى أستاذة الترجمة ليكون هذا الحوار من باب الوفاء للرجل وإحياء لذكراه
    بداية دكتورة عائشة نود إن نتعرف على أسرة د محمد عبد الحي الكبيرة ؟
    نشأت أسرة الراحل من ناحية الأب في بيت الأسرة الموجود حاليا في السجانة فأعمامه هم إسماعيل ، عطية كيلانى ، إما من ناحية إلام فجده هو إسماعيل صالح "الشهير ب"فوزي" وهو من إبطال ثورة 1924م وبيت الأسرة موجود في نمرة "2" ووالدته هي الحاجة عزيزة إسماعيل فوزي ، ولديه مجموعة من الأخوال هم سعد الدين فوزي أول عميد سوداني لكلية الاقتصاد بجامعة الخرطوم ثم محمد فوزي وهو من كبار رجال الجيش ، عبد الحميد فوزي ، إما خالاته فهن درية ، إحسان ،هدى ، سناء .
    إما إخوانه فهم آمال عبد الحي ، امانى ، فوزى ، سعد، منى ، وقد كان ترتيب الراحل الثانى بين إخوانه.
    حديثنا عن شاعرنا الراحل ؟
    محمد "رحمه الله " كانت له فراسة ورؤيا ثاقبة في تصديق الأمور فقد سافر كثيرا في صغره وهو ابن ست أو سبع سنين مع والده الذي كان مهندسا للمساحة "فخزن " المعلومات والأشياء التي واجهته في السفر ، والتي استفاد منها في كتابة الشعر فيما بعد ، والراحل كان يحكى لنا عن هذه الرحلات بصورة جميلة كأنه يرسم لوحة للمناطق التي يزورها فهو مثلا عندما يصف الصحراء كانت الصور واقعية وليس من نسج الخيال فمثلا صورة الكبوة التي ذكرها الشاعر الراحل في شعره ، أكد والده أنها قصة حقيقية ، وانه في إحدى سفراتهم وجد محمد يلعب مع واحد من صغار اللبوة .وعندما يتحدث محمد عن السياسة نجد إن لديه صورة حياتية كاملة لكل السودان فقد كان يحكى حاكية العالم بالأشياء فقد كان حديثه تحقيق للرؤى التي يراها مستقبلا .
    دكتورة من هم أصدقاء محمد عبد الحي ؟
    ما يميز أصدقاء محمد أنهم تقريبا كانوا خبراء في كافة التخصصات فكان نقاشهم واسع فنجدهم يتحدثون عن تربية الأطفال وعن الاجتماع ، التاريخ ، السياسة ، العلاقات الخارجية ، ومن ابرز الأسماء التي اذكرها الأستاذ جمال محمد احمد الذي كان يعتز جدا بصداقاته وكان كثيرا ما يقول لمحمد إن العبء الذي يخص البلد يقع على عاتق أصحاب الأقلام .
    كانت علاقته مع أصدقائه حميمة جدا فبعض صداقاته استمرت منذ إن كان في مدرسة حنتوب وحتى الجامعة وتميزت صداقاته بان السن لم تشكل حاجزا فمن أصدقاءه مثلا كان الشاعر الكبير محمد المهدي المجذوب فصداقته لم تكن صداقة ند فهي لم تكن مثل صداقته ليوسف عيدابى ،عبد الله جلاب ،عمر عبد الماجد،طه أمير ، عبد الرحيم أبو ذكرى ،على عبد القيوم ، اليأس فتح الرحمن ، كذلك من أصدقائه المقربين عبد الله على إبراهيم ، على ألمك ، حسين جمعان وغيرهم ، ومن الصحفيين اذكر فضل الله محمد، مجذوب عيدروس ، عيسى الحلو ، كذلك كانت تربطه صلة قوية مع آل
    الكتيابى " عبد القادر وعبدالمنعم الكتيابى ، وصديق المجتبى وبكرى الكتيابى "الذين كانوا اصغرمنه سنا وسبب تلك الصداقة ان محمد عبد الحى قام بتحقيق ديوان اشراق للتجانى يوسف بشير ،
    من خلال ما ذكرت نجد التباين العمرى للاصدقاء؟
    هذا صحيح .. فقد كان هؤلاء الاصدقاء يتفق معظمهم فى الفكر الثاقب والافق الواع والتخطيط المستقبلى لسودان واحد لذلك لم يشكل العمر عائقا يحول دون تلك الصداقة .
    علاقة د محمد عبد الحى بالبروفيسور العلامة عبد الله الطيب ؟
    اذكر انها كانت هنالك علاقة وثيقة جدا ربطت ما بين البروفيسور ومحمد فقد كان للبروفيسور اعظم الاثر فى اقناع والد محمد الحاج عبد الحى بضرورة ان يتحول محمد من دراسة الطب التى اكمل بها السنة الاولى الى دراسة الاداب التى اختار محمد فى دراستها قسمى اللغة العربية والانجليزية ، كما شجعه عبد الله الطيب على كتابة الشعر وقد كان مهتما جدا بشعره وكذلك بمفردات محمد عبد الحى ، واذكر ان اخر ما كتبه عبد الله الطيب كانت قصيدة مرثية لمحمد عبد الحى وجدت فى فراشه بعد موته .
    هل صحيح دكتورة ان والد الشاعر منعه من كتابة الشعر ؟
    "ضاحكة " نعم هذا صحيح فقد روى لنا محمد ان والده يرى ان كتابة الشعر قد تشغله عن تحصيله الاكاديمى الذى كان يهمه كثيرا واذكر ان محمدا قد حكى لى يوما عن لقائه بالشاعر الكبير محمد المهدى المجذوب قائلا لى " التقيت ووالدى بالشاعر المجذوب فعرفنى والدى به وقال له "هذا ابنى محمد " وقد كنت يومها نحيل الجسم فقال له المجذوب "مالوا ضعيف كدا" فقال والدى "انه يكتب الشعر ولكنى منعته " فوافقه بداية الشاعر المجذوب على رأيه الا انه بعد ذلك عدل عنه واصبح من المشجعين لمحمد فى كتابة الشعر .
    حدثينا عن الراحل فى البيت؟
    كان يحب البيت جدا وهو من الاشياء المقدسة لديه كان منظما جدا ويحب دائما ان يكون البيت مرتبا وجميلا ومن اهم الاشياء عنده ان نتناول وجبة الغداء فى جماعة ، ومن الاشياء التى اذكرها انه كان ضد تعدد الاصناف فى المائدة فكان اذا وجد ان بالمائدة اصناف يقوم بسحب صنفين منها ويترك صنفا واحدا مع وجود السلطة التى كانت من اهم الاصناف عنده ، وعندما يجد عدم الرضا من الاولاد كان يعلل بأن تعدد الاصناف يضر بالجسم وهو يردد العقل السليم فى الجسم السليم .
    كيف ترين النبوغ والذكا الذى تميز به الشاعر الراحل فى حياته ؟
    كان يربط الاحداث مع بعضها البعض مستنتجا نتائجها التى فى معظم الاحيان تكون صحيحة ، كان يؤمن بالرؤى وكثيرا مايرى رؤيا وتتحقق مرددا "حلمت انه حدث كذا وكذا " حدثنى ذات يوم انه كثيرا ما يرى الارقام 6،4 فى رؤياه وفسرها على ان رحيله قد يكون وهو فى سن "46" او "64" فكانت الاولى .
    علاقته باالابناء؟
    كانه يحبهم جدا ويحرص عليهم وكان لابنتنا الصغيرة "ريل"وضع خاص عنده فقد ولدت بعد مرضه .
    ما سر العلاقة بينه وبين الاشجار ؟
    كان يحب فكرة الشجرة لان لها جذر وفرع وارتفاع فقد زرع فى بيت اهلى شجرة نخيل كما زرع نخلتين فى كلية الاداب جامعة الخرطوم وكان يوصى فى حديثه انه عند موته ان تزرع له نخلة عند قبره .
    دكتورة ماهى قصة الوديعة التى سلمها لدار الوثائق واوصى بالا تفتح الا بعد عشرة سنوات من وفاته ؟
    حدثنى انه اودع دار الوثائق وديعة ورجانى الا تفتح الا بعد عشرة سنوات من وفاته وقال لى " ان ابراهيم ابو سليم يعرفها" بعدها باقل من سنة حدثت وفاته ، وبعد ان اكتملت العشرة سنوات ذهبت وابنى وضاح الى دار الوثائق واخرجت لناالوديعة وتم فتحها فوجدنا "العودة الى سنار" فى خمسة نسخ مكتوبة بخط اليد وهى نسخة شاملة ، وان هذه النسخ مختلفة عن بعضها البعض فالاختلاف كان فى جوهر الكلمات والاختلاف فى الاستخدامات اما المضمون فهو واحدى ففيه تغيرت بعض الاشياء كخط يده مثلا غير اشياء قد تم ترقيمها واخرى لم ترقم ، كما نجد اشياء ثانية لم تتغير قط .
    بعد فتح الوثيقة اخذت المظروف وكتبت العبارة التالية "يسمح بها للدارسين والباحثين وارجو عدم استلافها خارج المكتبة " وما زالت موجودة فى درا الوثائق ولكنى عاتبة عليهم كثيرا فقد كنت اتوقع منهم ان تجد عناية اكثر بالوديعة تفاديا للتلف بان يتم تغليفها .
    ابرز مايميز شعر عبد الحى ؟
    لم اكن كزوجة لمحد عبد الحى ان اتابعه خطوة بخطة فى كتابة الشعر ، لكن عندما تكون هنالك قصيدة جديدة نجده لا ينام "4" ايام ، فاذا الف القصيدة او كتب مقال كان يقول ان اليوم عملت كذا او كذا وكان عندما يكتب خطابات لصديقه عمر عبد الماجد يخبره فيها بجديده ، وفى اعتقادى ان ابرز ما يميز شعر عبد الحى استعماله للمفردات الخاملة الى لا يستعملها الناس كثيرا واصبحت بذلك خاصية تميز بها شعره ، واستطاع بها فك الرمز او الطلاسم فقصائده ذات طابع خاص تلحظه من قراتك الاولى لها .

    وماهى اول قصيدة قرأتيها للراحل قبل زواجكم ؟
    اول قصائده التى قراتها له كانت قصيدة "عريس المجد" فقد كتبها ابان ثورة اكتوبر فى 1964وكنت حينها فى الابيض واذكر ان هذه القصيدة نزلت ضمن المقررات المدرسية انذاك .
    دكتورة عائشة موسى حدثينا عن مؤلفات عبد الحى ؟
    لمحمد العديد من الاعمال اشهرها ديوانه "العودة الى سنار" من خمسة اجزاء "وكتاب الملاك والعذراء" وهو تحويل لدراسة الماجستير وكتاب الدكتوراة "تأثير الادب الامريكى والانجليزى فى الشعر الرومانى والعربى" وهو باللغة الانجليزية ترجمت الجزء الاول منه د نفيسة عبد الرحيم وترجمت انا بقية الكتاب ابان شهور "العدة".وللاسف لم اجد له طابع حتى الآن ، كتابه "اسطورة اغريقية" وقد طبع طبعة واحدة فى مصر وان شاء الله فى طريقنا لطباعة كتبه الشعرية والنثرية والمقالات وبكل اسف لا يوجد ولا كتاب لمحمد عبد الحى فى المكتبات
    دكتورة التقيتى بمحمد عبد الحى فى انجلترا وتم الزواج فى السودان حدثينا عن تلك الفترة ؟
    فى الفترة من 1965-1967 ابتعثت إلى انجلترا من قبل وزارة التربية والمجلس البريطانى فحدج ثان اتصل بى الزميل د محمد عبد الرحمن واخبرونى بان لديه صديق واسمه محمد عبد الحى وهو شاعر وفى طريقه الى انجلترا وعلىّ ان استقبله فى المطار واساعده فى تأمين السكن ، وكانت لدى صديقة كندية طلبت منها الحضور معى الى المطار واذكر انه فى ذلك اليوم تعبنا جدا وبعد ان امنا له السكن فى داخلية كانت تؤجر الغرف |، عدنا الى مسكننا فقالت لى صديقتى الكندية "ان هذا الشاب يختلف عن غيره من السودانيين الذين قابلتهم لكنه يشبهك ومناسب معاك جدا ، ومرت الايام وكنا كسودانيين نتقابل فى الكلية مع بعضنا البعض ، بعد "7" شهور من تعارفنا اتصل بى اخى وقال لى "انا مرسل ليك جواب مهم جدا " فى الجواب كلام مختصر ومضمونه فى واحد زميلك هنا طلب منك الزواج .. وهوقال انه ما بعرفك كويس فما رأيك ؟ .. فذهبت اليه فى المكتبة وعاتبته على فعله هذا ، واذكر فى تلك الفترة قتل خالى الشيخ محمد ابراهيم فى احداث الجنوب ،فجاء محمد الى العزاء وقابل جدى لامى واوضح له انه جاء من انجلترا للعزاء وقال انه كان يرغب فى الزواج والرجوع الى انجلترا فقال له جدى انه ليس لديه مانع من زواجه لكن والدتها لا تقبل بهذا حتى يتم خالها المتوفى الاربعين ، وفعلا انتظر اربعين يوما وتم الزواج .
    العيد فى حياة د محمد عبد الحى ؟
    للعيد فى حياة محمد طعمه الخاص فهو انسان طقسى وتقليدى ففى العيد لابد لنا من عمل الخبيز وكعك العيد ، ولازم كسوة الاولاد بثياب جديدة ، كذلك من اهم الاشياء عنده فى العيد زيارة الاهل والتواصل مع الجيران والاصدقاء بزياراتهم فى بيوتهم ، وعند زيارة الاولاد الصغار لنا فى العيد كان يحرص على اعطائهم العيدية الى جانب ذلك كان يحب التجديد فى اثاث البيت والتغيير وهى اشياء عادة ما تهتم بها النساء ، لكننى كنت لا اهتم بذلك فكان يشجعنى ويقول لى الا تريدين شراء ستائر جديدة او اثاث جديد ، كما انه كان يتواصل مع اهله بالسفر إليهم فى مواقعهم فكان كثيرا ما يزور اهله فى مدنى وغيرها من المدن فى الاعياد.
    ما تحتويه مكتبته الخاصة ؟
    من اهم الكتب الموجودة فى مكتبة د محمد عبد الحى هى كتاب القرآن الكريم وكتب التفاسير ،طبقات ود ضيف الله ، كتاب العقد الفريد ،قواميس اللغة العربية ، كتب الادب الانجليزى الذى يحرص عليها دائما ، وكذلك من الكتب التى لا تفارقه ابدا ديوان المتنبى .
    هلى تلقى الشاعر الراحل فى حياته اى تكريم ؟
    نعم فقد حاز على عدة نياشين جميعها فى الفنون والآداب.

    لا تقرأ وترحل ساهم برد أو موضوع وتذكر جهد غيرك في كتابة المواضيع ومساعدة الأخرين

    [IMG]
  8.  
  9. #5
    عضو برونزي
    Array الصورة الرمزية صلاح سر الختم علي
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    الدولة
    ودمدني سابقا 114 ومايو
    المشاركات
    1,436

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عاطف عولي مشاهدة المشاركة
    هذا الحوار نشر في صحيفة الرائد ملحق "تعريشة الثقافي" وقد حوي العديد من المعلومات عن أديبنا الراحل :
    حوار مع الدكتورة عائشة موسى زوجة الشاعر الراحل محمد عبد الحي
    - بكل أسف لا يوجد كتاب واحد لمحمد عبد الحي في المكتبات
    - إنا عاتبة على دار الوثائق وكنت أتوقع إن تجد وديعته العناية والاهتمام
    - ديوان المتنبي كان لا يفارقه أبدا
    - عبد الله الطيب كان سببا في إن يتحول عبد الحي من دراسة الطب إلى الآداب
    - المجذوب كان رافضا إن يكتب محمد الشعر في بداية حياته
    حوار اميمة محمد عثمان

    لن تكف الذاكرة عن استعادة شعرالراحل محمد عبد الحى محمود الذي رحل عنا في أغسطس 1989م والراحل يعد من أهم أعمدة الشعر السوداني وصاحب بصمة واضحة فيه. فقد ترك لنا من شعره خمسة دواوين ، هي العودة إلى سنّار، ومعلقة الإشارات، والسمندل يغني، وحديقة الورد الأخيرة، وزمن العنف (جمعت بعد وفاته في كتاب الأعمال الشعرية الكاملة الذي صدر عن مركز الدراسات السودانية في القاهرة عام 1999)، وترك العديد من المؤلفات في النقد المقارن كتاباً بالإنكليزية فضلاً عن عدد من البحوث و الدراسات المقارنة التي ظهرت في عدد من الدوريات العربية (مثل مواقف، والمعرفة، وغيرهما) التقت "الرائد" وبمناسبة العيد بأسرته ممثلة في زوجته الدكتورة عائشة موسى أستاذة الترجمة ليكون هذا الحوار من باب الوفاء للرجل وإحياء لذكراه
    بداية دكتورة عائشة نود إن نتعرف على أسرة د محمد عبد الحي الكبيرة ؟
    نشأت أسرة الراحل من ناحية الأب في بيت الأسرة الموجود حاليا في السجانة فأعمامه هم إسماعيل ، عطية كيلانى ، إما من ناحية إلام فجده هو إسماعيل صالح "الشهير ب"فوزي" وهو من إبطال ثورة 1924م وبيت الأسرة موجود في نمرة "2" ووالدته هي الحاجة عزيزة إسماعيل فوزي ، ولديه مجموعة من الأخوال هم سعد الدين فوزي أول عميد سوداني لكلية الاقتصاد بجامعة الخرطوم ثم محمد فوزي وهو من كبار رجال الجيش ، عبد الحميد فوزي ، إما خالاته فهن درية ، إحسان ،هدى ، سناء .
    إما إخوانه فهم آمال عبد الحي ، امانى ، فوزى ، سعد، منى ، وقد كان ترتيب الراحل الثانى بين إخوانه.
    حديثنا عن شاعرنا الراحل ؟
    محمد "رحمه الله " كانت له فراسة ورؤيا ثاقبة في تصديق الأمور فقد سافر كثيرا في صغره وهو ابن ست أو سبع سنين مع والده الذي كان مهندسا للمساحة "فخزن " المعلومات والأشياء التي واجهته في السفر ، والتي استفاد منها في كتابة الشعر فيما بعد ، والراحل كان يحكى لنا عن هذه الرحلات بصورة جميلة كأنه يرسم لوحة للمناطق التي يزورها فهو مثلا عندما يصف الصحراء كانت الصور واقعية وليس من نسج الخيال فمثلا صورة الكبوة التي ذكرها الشاعر الراحل في شعره ، أكد والده أنها قصة حقيقية ، وانه في إحدى سفراتهم وجد محمد يلعب مع واحد من صغار اللبوة .وعندما يتحدث محمد عن السياسة نجد إن لديه صورة حياتية كاملة لكل السودان فقد كان يحكى حاكية العالم بالأشياء فقد كان حديثه تحقيق للرؤى التي يراها مستقبلا .
    دكتورة من هم أصدقاء محمد عبد الحي ؟
    ما يميز أصدقاء محمد أنهم تقريبا كانوا خبراء في كافة التخصصات فكان نقاشهم واسع فنجدهم يتحدثون عن تربية الأطفال وعن الاجتماع ، التاريخ ، السياسة ، العلاقات الخارجية ، ومن ابرز الأسماء التي اذكرها الأستاذ جمال محمد احمد الذي كان يعتز جدا بصداقاته وكان كثيرا ما يقول لمحمد إن العبء الذي يخص البلد يقع على عاتق أصحاب الأقلام .
    كانت علاقته مع أصدقائه حميمة جدا فبعض صداقاته استمرت منذ إن كان في مدرسة حنتوب وحتى الجامعة وتميزت صداقاته بان السن لم تشكل حاجزا فمن أصدقاءه مثلا كان الشاعر الكبير محمد المهدي المجذوب فصداقته لم تكن صداقة ند فهي لم تكن مثل صداقته ليوسف عيدابى ،عبد الله جلاب ،عمر عبد الماجد،طه أمير ، عبد الرحيم أبو ذكرى ،على عبد القيوم ، اليأس فتح الرحمن ، كذلك من أصدقائه المقربين عبد الله على إبراهيم ، على ألمك ، حسين جمعان وغيرهم ، ومن الصحفيين اذكر فضل الله محمد، مجذوب عيدروس ، عيسى الحلو ، كذلك كانت تربطه صلة قوية مع آل
    الكتيابى " عبد القادر وعبدالمنعم الكتيابى ، وصديق المجتبى وبكرى الكتيابى "الذين كانوا اصغرمنه سنا وسبب تلك الصداقة ان محمد عبد الحى قام بتحقيق ديوان اشراق للتجانى يوسف بشير ،
    من خلال ما ذكرت نجد التباين العمرى للاصدقاء؟
    هذا صحيح .. فقد كان هؤلاء الاصدقاء يتفق معظمهم فى الفكر الثاقب والافق الواع والتخطيط المستقبلى لسودان واحد لذلك لم يشكل العمر عائقا يحول دون تلك الصداقة .
    علاقة د محمد عبد الحى بالبروفيسور العلامة عبد الله الطيب ؟
    اذكر انها كانت هنالك علاقة وثيقة جدا ربطت ما بين البروفيسور ومحمد فقد كان للبروفيسور اعظم الاثر فى اقناع والد محمد الحاج عبد الحى بضرورة ان يتحول محمد من دراسة الطب التى اكمل بها السنة الاولى الى دراسة الاداب التى اختار محمد فى دراستها قسمى اللغة العربية والانجليزية ، كما شجعه عبد الله الطيب على كتابة الشعر وقد كان مهتما جدا بشعره وكذلك بمفردات محمد عبد الحى ، واذكر ان اخر ما كتبه عبد الله الطيب كانت قصيدة مرثية لمحمد عبد الحى وجدت فى فراشه بعد موته .
    هل صحيح دكتورة ان والد الشاعر منعه من كتابة الشعر ؟
    "ضاحكة " نعم هذا صحيح فقد روى لنا محمد ان والده يرى ان كتابة الشعر قد تشغله عن تحصيله الاكاديمى الذى كان يهمه كثيرا واذكر ان محمدا قد حكى لى يوما عن لقائه بالشاعر الكبير محمد المهدى المجذوب قائلا لى " التقيت ووالدى بالشاعر المجذوب فعرفنى والدى به وقال له "هذا ابنى محمد " وقد كنت يومها نحيل الجسم فقال له المجذوب "مالوا ضعيف كدا" فقال والدى "انه يكتب الشعر ولكنى منعته " فوافقه بداية الشاعر المجذوب على رأيه الا انه بعد ذلك عدل عنه واصبح من المشجعين لمحمد فى كتابة الشعر .
    حدثينا عن الراحل فى البيت؟
    كان يحب البيت جدا وهو من الاشياء المقدسة لديه كان منظما جدا ويحب دائما ان يكون البيت مرتبا وجميلا ومن اهم الاشياء عنده ان نتناول وجبة الغداء فى جماعة ، ومن الاشياء التى اذكرها انه كان ضد تعدد الاصناف فى المائدة فكان اذا وجد ان بالمائدة اصناف يقوم بسحب صنفين منها ويترك صنفا واحدا مع وجود السلطة التى كانت من اهم الاصناف عنده ، وعندما يجد عدم الرضا من الاولاد كان يعلل بأن تعدد الاصناف يضر بالجسم وهو يردد العقل السليم فى الجسم السليم .
    كيف ترين النبوغ والذكا الذى تميز به الشاعر الراحل فى حياته ؟
    كان يربط الاحداث مع بعضها البعض مستنتجا نتائجها التى فى معظم الاحيان تكون صحيحة ، كان يؤمن بالرؤى وكثيرا مايرى رؤيا وتتحقق مرددا "حلمت انه حدث كذا وكذا " حدثنى ذات يوم انه كثيرا ما يرى الارقام 6،4 فى رؤياه وفسرها على ان رحيله قد يكون وهو فى سن "46" او "64" فكانت الاولى .
    علاقته باالابناء؟
    كانه يحبهم جدا ويحرص عليهم وكان لابنتنا الصغيرة "ريل"وضع خاص عنده فقد ولدت بعد مرضه .
    ما سر العلاقة بينه وبين الاشجار ؟
    كان يحب فكرة الشجرة لان لها جذر وفرع وارتفاع فقد زرع فى بيت اهلى شجرة نخيل كما زرع نخلتين فى كلية الاداب جامعة الخرطوم وكان يوصى فى حديثه انه عند موته ان تزرع له نخلة عند قبره .
    دكتورة ماهى قصة الوديعة التى سلمها لدار الوثائق واوصى بالا تفتح الا بعد عشرة سنوات من وفاته ؟
    حدثنى انه اودع دار الوثائق وديعة ورجانى الا تفتح الا بعد عشرة سنوات من وفاته وقال لى " ان ابراهيم ابو سليم يعرفها" بعدها باقل من سنة حدثت وفاته ، وبعد ان اكتملت العشرة سنوات ذهبت وابنى وضاح الى دار الوثائق واخرجت لناالوديعة وتم فتحها فوجدنا "العودة الى سنار" فى خمسة نسخ مكتوبة بخط اليد وهى نسخة شاملة ، وان هذه النسخ مختلفة عن بعضها البعض فالاختلاف كان فى جوهر الكلمات والاختلاف فى الاستخدامات اما المضمون فهو واحدى ففيه تغيرت بعض الاشياء كخط يده مثلا غير اشياء قد تم ترقيمها واخرى لم ترقم ، كما نجد اشياء ثانية لم تتغير قط .
    بعد فتح الوثيقة اخذت المظروف وكتبت العبارة التالية "يسمح بها للدارسين والباحثين وارجو عدم استلافها خارج المكتبة " وما زالت موجودة فى درا الوثائق ولكنى عاتبة عليهم كثيرا فقد كنت اتوقع منهم ان تجد عناية اكثر بالوديعة تفاديا للتلف بان يتم تغليفها .
    ابرز مايميز شعر عبد الحى ؟
    لم اكن كزوجة لمحد عبد الحى ان اتابعه خطوة بخطة فى كتابة الشعر ، لكن عندما تكون هنالك قصيدة جديدة نجده لا ينام "4" ايام ، فاذا الف القصيدة او كتب مقال كان يقول ان اليوم عملت كذا او كذا وكان عندما يكتب خطابات لصديقه عمر عبد الماجد يخبره فيها بجديده ، وفى اعتقادى ان ابرز ما يميز شعر عبد الحى استعماله للمفردات الخاملة الى لا يستعملها الناس كثيرا واصبحت بذلك خاصية تميز بها شعره ، واستطاع بها فك الرمز او الطلاسم فقصائده ذات طابع خاص تلحظه من قراتك الاولى لها .

    وماهى اول قصيدة قرأتيها للراحل قبل زواجكم ؟
    اول قصائده التى قراتها له كانت قصيدة "عريس المجد" فقد كتبها ابان ثورة اكتوبر فى 1964وكنت حينها فى الابيض واذكر ان هذه القصيدة نزلت ضمن المقررات المدرسية انذاك .
    دكتورة عائشة موسى حدثينا عن مؤلفات عبد الحى ؟
    لمحمد العديد من الاعمال اشهرها ديوانه "العودة الى سنار" من خمسة اجزاء "وكتاب الملاك والعذراء" وهو تحويل لدراسة الماجستير وكتاب الدكتوراة "تأثير الادب الامريكى والانجليزى فى الشعر الرومانى والعربى" وهو باللغة الانجليزية ترجمت الجزء الاول منه د نفيسة عبد الرحيم وترجمت انا بقية الكتاب ابان شهور "العدة".وللاسف لم اجد له طابع حتى الآن ، كتابه "اسطورة اغريقية" وقد طبع طبعة واحدة فى مصر وان شاء الله فى طريقنا لطباعة كتبه الشعرية والنثرية والمقالات وبكل اسف لا يوجد ولا كتاب لمحمد عبد الحى فى المكتبات
    دكتورة التقيتى بمحمد عبد الحى فى انجلترا وتم الزواج فى السودان حدثينا عن تلك الفترة ؟
    فى الفترة من 1965-1967 ابتعثت إلى انجلترا من قبل وزارة التربية والمجلس البريطانى فحدج ثان اتصل بى الزميل د محمد عبد الرحمن واخبرونى بان لديه صديق واسمه محمد عبد الحى وهو شاعر وفى طريقه الى انجلترا وعلىّ ان استقبله فى المطار واساعده فى تأمين السكن ، وكانت لدى صديقة كندية طلبت منها الحضور معى الى المطار واذكر انه فى ذلك اليوم تعبنا جدا وبعد ان امنا له السكن فى داخلية كانت تؤجر الغرف |، عدنا الى مسكننا فقالت لى صديقتى الكندية "ان هذا الشاب يختلف عن غيره من السودانيين الذين قابلتهم لكنه يشبهك ومناسب معاك جدا ، ومرت الايام وكنا كسودانيين نتقابل فى الكلية مع بعضنا البعض ، بعد "7" شهور من تعارفنا اتصل بى اخى وقال لى "انا مرسل ليك جواب مهم جدا " فى الجواب كلام مختصر ومضمونه فى واحد زميلك هنا طلب منك الزواج .. وهوقال انه ما بعرفك كويس فما رأيك ؟ .. فذهبت اليه فى المكتبة وعاتبته على فعله هذا ، واذكر فى تلك الفترة قتل خالى الشيخ محمد ابراهيم فى احداث الجنوب ،فجاء محمد الى العزاء وقابل جدى لامى واوضح له انه جاء من انجلترا للعزاء وقال انه كان يرغب فى الزواج والرجوع الى انجلترا فقال له جدى انه ليس لديه مانع من زواجه لكن والدتها لا تقبل بهذا حتى يتم خالها المتوفى الاربعين ، وفعلا انتظر اربعين يوما وتم الزواج .
    العيد فى حياة د محمد عبد الحى ؟
    للعيد فى حياة محمد طعمه الخاص فهو انسان طقسى وتقليدى ففى العيد لابد لنا من عمل الخبيز وكعك العيد ، ولازم كسوة الاولاد بثياب جديدة ، كذلك من اهم الاشياء عنده فى العيد زيارة الاهل والتواصل مع الجيران والاصدقاء بزياراتهم فى بيوتهم ، وعند زيارة الاولاد الصغار لنا فى العيد كان يحرص على اعطائهم العيدية الى جانب ذلك كان يحب التجديد فى اثاث البيت والتغيير وهى اشياء عادة ما تهتم بها النساء ، لكننى كنت لا اهتم بذلك فكان يشجعنى ويقول لى الا تريدين شراء ستائر جديدة او اثاث جديد ، كما انه كان يتواصل مع اهله بالسفر إليهم فى مواقعهم فكان كثيرا ما يزور اهله فى مدنى وغيرها من المدن فى الاعياد.
    ما تحتويه مكتبته الخاصة ؟
    من اهم الكتب الموجودة فى مكتبة د محمد عبد الحى هى كتاب القرآن الكريم وكتب التفاسير ،طبقات ود ضيف الله ، كتاب العقد الفريد ،قواميس اللغة العربية ، كتب الادب الانجليزى الذى يحرص عليها دائما ، وكذلك من الكتب التى لا تفارقه ابدا ديوان المتنبى .
    هلى تلقى الشاعر الراحل فى حياته اى تكريم ؟
    نعم فقد حاز على عدة نياشين جميعها فى الفنون والآداب.
    [COLOR="red"] مشكور علي المعلومات القيمة عن الراحل العظيم
    ولكن نجد معاناة في قراءة ما يكتب بطريقة الحروف المبعثرة هذه
    اضطر للاقتباس للنص كله حتي اتمكن من القراءة
    ارجو من الادارة معالجة هذا الموضوع فهناك مواضيع كاملة نهجرها بسبب عدم التمكن من القراءة لانها مكتوبة بهذه الطريقة ومن تلك المواضيع ترشيحات وسام الابداع والكثير من المشاركات لمن يكتبون بهذه الطريقة [ /COLOR]

  10.  
  11. #6
    عضو ذهبي
    Array الصورة الرمزية عاطف عولي
    تاريخ التسجيل
    May 2009
    الدولة
    مدني مارنجان حلة حسن محطة الصهريج جوار نادي حلة حسن
    المشاركات
    5,744

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صلاح سر الختم علي مشاهدة المشاركة
    [COLOR="red"] مشكور علي المعلومات القيمة عن الراحل العظيم
    ولكن نجد معاناة في قراءة ما يكتب بطريقة الحروف المبعثرة هذه
    اضطر للاقتباس للنص كله حتي اتمكن من القراءة
    ارجو من الادارة معالجة هذا الموضوع فهناك مواضيع كاملة نهجرها بسبب عدم التمكن من القراءة لانها مكتوبة بهذه الطريقة ومن تلك المواضيع ترشيحات وسام الابداع والكثير من المشاركات لمن يكتبون بهذه الطريقة [ /COLOR]
    قامتنا وأستاذنا صلاح سر الختم

    ليك التحية علي المرور الجميل


    بخصوص الحروف المبعثرة عليك الأتي

    بعد تسجيل الدخول وأسفل الصفحة أختار من الأستايلات

    السودنة او ود مدنيات او البرتقالة والسودنة أفضلها وسوف ينصلح معاك الحال أنشاء الله.


    لك مودتي

    لا تقرأ وترحل ساهم برد أو موضوع وتذكر جهد غيرك في كتابة المواضيع ومساعدة الأخرين

    [IMG]
  12.  
  13. #7
    عضو ذهبي
    Array الصورة الرمزية عاطف عولي
    تاريخ التسجيل
    May 2009
    الدولة
    مدني مارنجان حلة حسن محطة الصهريج جوار نادي حلة حسن
    المشاركات
    5,744

    مقال في موقع وزارة الثقافة السورية

    من أجمل ما قرأت عن الأديب الدكتور محمد عبد الحي مقال في موقع وزارة الثقافة السورية مقال بأسم تحية الر روح الشاعر السوداني محمد عبد الحي( 1944-1989) بقلم د.عبد النبي اصطيف
    أكرمني دهري بمعرفة عدد كبير من أعمدة الثقافة العربية الحديثة، التقيتهم بمناسبات مختلفة، و في أماكن مختلفة، و كان لهم دائماً أطيب الأثر في نفسي التي كانت تغنى بلقائهم لأنه كان بحق راحة لهذه النفس، مثلما كان متعة سامية للعقل، و طمأنينة تتوق إليها الروح القلقة الحائرة.
    وربما كان من أبرز من لقيتهم من الشعراء المتميزين، والباحثين المتألقين، الدكتور محمد عبد الحي، الشاعر السوداني المرموق، والناقد المقارن المتألق، الذي أبدع في مجالي الشعر والنقد وسما إلى درجة يغبطه عليها الشعراء والنقاد في آن معاً. فقد ترك لنا من شعره، وهو المقل بأي مقياس حكمت عليه، خمسة دواوين قصيرة، هي العودة إلى سنّار، ومعلقة الإشارات، والسمندل يغني، وحديقة الورد الأخيرة، وزمن العنف (جمعت بعد وفاته في كتاب الأعمال الشعرية الكاملة الذي صدر عن مركز الدراسات السودانية في القاهرة عام 1999)، وترك لنا من مؤلفاته في النقد المقارن كتاباً بالإنكليزية (استند فيه إلى أطروحته لدرجة الدكتوراة التي أنجزها، في جامعة أكسفورد عام 1973، بإشراف الدكتور محمد مصطفى بدوي، مترجم ريتشاردز وشكسبير وستيفن سبندر وجورج سانتيانا وجورج واطسون وغيرهم إلى العربية، و دارس كولريدج و الشعر العربي الحديث والمسرح العربي، وهو الأستاذ نفسه الذي أشرف على أطروحتي أيضاً) هو: "التراث و التأثير الإنكليزي و الأمريكي في الشعر العربي الرومنتي" ظهر عام 1982، وآخر بالعربية ظهر قبل ذلك بسنوات هو " الأسطورة الإغريقية في الشعر العربي المعاصر: 1900-1950" (دار النهضة العربية، القاهرة 1977)، فضلاً عن عدد من البحوث و الدراسات المقارنة التي ظهرت في عدد من الدوريات العربية (مثل مواقف، والمعرفة، وغيرهما) و التي تنتظر جمعها في كتاب يفيد منه القراء العرب الذين لا يحبّون العودة إلى الدوريات حتى عندما يُعدَّون بحوثهم الجامعية. و لعل ترجمة كتابه إلى العربية التي قامت بها زوجه الأستاذة عائشة موسى أستاذة الترجمة في جامعة الملك سعود بالرياض تجد طريقها إلى النشر، وإلى القراء العرب، في طبعة تليق بالجهد الذي بذل في التأليف و الترجمة معاً، ويكون ذلك من باب الوفاء للرجل الذي غادرنا إلى جوار ربه في الشهر الثامن من عام 1989، و خسرت بذلك الثقافة العربية الحديثة واحداً من أبرز المجيدين المتقنين لعملهم و قليل من هم كذلك في أيامنا هذه.
    والحقيقة أنه كلما عرض لي ذكر الدكتور محمد عبد الحي ـ و أنا غالباً ما أعود إلى كتابيه ومقالاته ـ كلما أردت التحقق من مسألة تتصل بموضوع المؤثرات الأنكلو-أمريكية في الشعر العربي الحديث؛ وإلى أعماله الشعرية الكاملة كلما أردت استعادة صفاء الروح و النفس معاً، تذكرت سؤالاً كان يلقاني به بعد ودّه و حفاوته: "ماذا تقرأ ياعبد النبي هذه الأيام؟"، فقد كان محمد عبد الحي قارئاً نهماً، و كنت، ولاأزال، أرى في الكتاب خير جليس، وكنا كثيراً ما نتبادل الرأي فيما نقرأ، وكنا معاً نسعد بكل ما نختلف فيه مثلما كنا نبتهج بما نتفق عليه. وعندما كنا نلتقي، بعد عودة لي من دمشق، كان يشفع سؤاله بسؤال آخر هو: "ماذا يقرأ الناس في دمشق هذه الأيام؟".
    ومما لايزال عالقاً في ذاكرتي جوابي له عام 1981 الذي أثار استغرابه و استتبع بالتالي أسئلة أخرى كلها ذات شجون.
    فأما جوابي فكان :"إنّهم لا يقرؤون لأنّهم لا يملكون الوقت الكافي للقراءة". و أما أسئلته التي حفزها استغرابه فقد تتابعت: "ولكن ماذا يفعلون بوقتهم إن لم يكونوا يقرؤون فيه؟"، و كان جوابي: " إنهم مشغولون بالكتابة"، هو مااستدعى بالتالي سؤالاً آخر، بل أسئلة أخرى، غدت ملحة بالنسبة لعبد الحي الذي حار في صنيع الناس الذي لم يألفه ولا يقرّه بحال من الأحوال، " ولكن كيف يمكن أن يكتب المرء أي شيء إن لم يكن قد قرأ ما يكفي قبل ذلك؟ "، و " هل ثمة كتابة من أي نوع لا تسبقها قراءة من نوع ما؟ "، و"هل ثمة أصلاً كتابة تستحق القراءة مالم تكن تستند إلى قراءة تمتد سنوات بل العمر كله أحياناً؟".
    و بمقدار استغرابنا انشغال الناس بالكتابة، كان عمق تساؤلنا عن انشغالهم بها عن القراءة، ولاسيما أن كلينا كان ينفق جلّ وقته في القراءة بوصفها تحضيراً ضرورياً لكتابة رسالته-في حالتي أنا، أو لكتابة أبحاثه-في حالة محمد عبد الحي الذي كان سبقني إلى نيل درجة الدكتوراه-وكانت علاقة القراءة بالكتابة أوثق ما تكون بالنسبة لكلينا، ولاسيما أننا كما نتطلع إليها، ونراها، ثمرة ناضجة طيبة الأكل لهذه القراءة.
    بل إننا لم نكن لنتخيل في يوم أن تكون العلاقة بينهما علاقة انفصام. ذلك أنّ ما نقرؤه هو ما يحدّد في نهاية المطاف ما نكتبه ، و الإضافة المعرفيّة لا تكون إلا بعد استغراق كل ماكتب من قبل بالقراءة المدققة المتفحصة الواعية الناقدة.


    رحم الله الاديب والناقد الدكتور محد عبد الحي و وليكن الله في عون كل أدباء ومبدعين بلادي فهذا هو حال السوداني يعمل بصمت ويعترف به الغير بينما يظل داخل وطنه مهمشا و لا يعير من تولوا شأن الثقافة في بلادي اي اهتمام لمل كتب بخط يدهم ولو حصل هذا في اي دولة اخري لكان لهذا شأن اخر

    لا تقرأ وترحل ساهم برد أو موضوع وتذكر جهد غيرك في كتابة المواضيع ومساعدة الأخرين

    [IMG]
  14.  
  15. #8
    عضو ذهبي
    Array الصورة الرمزية تغريد
    تاريخ التسجيل
    May 2009
    الدولة
    حي دردق
    المشاركات
    4,715

    كفيت ووفيت يا عاطف عولي

    معلومات ثرة تعتبر مرجعا لهذا الرجل القامة

    شكرا اخي العزيز علي كل حرف هنا

    (فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ )
  16.  
  17. #9
    عضو ذهبي
    Array الصورة الرمزية عاطف عولي
    تاريخ التسجيل
    May 2009
    الدولة
    مدني مارنجان حلة حسن محطة الصهريج جوار نادي حلة حسن
    المشاركات
    5,744

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تغريد مشاهدة المشاركة
    كفيت ووفيت يا عاطف عولي

    معلومات ثرة تعتبر مرجعا لهذا الرجل القامة

    شكرا اخي العزيز علي كل حرف هنا
    شكرآ أيتها النحلة علي المرور

    وجايكم بالجديد عن قريب عن التوثيق

    لا تقرأ وترحل ساهم برد أو موضوع وتذكر جهد غيرك في كتابة المواضيع ومساعدة الأخرين

    [IMG]

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
by boussaid