كتاب أزاهير الرياض / للأستاذ الشيخ عبد المحمود
الكرامة بإتفاق أمر خارق للعادة يجريه الله تبارك وتعالى وهو المتصرف الحقيقي في الوجود على يد عبد صالح من المؤمنين بإذن منه وتمكين لا بحول من العبد الصالح وقوة منه لأن المؤمنين خاصتهم وعامتهم على علم تام بأنه ( لا حول ولا قوة إلا بالله ) بل الحق الثابت أن الله تبارك وتعالى هو الذي أذن فأجرى هذه الخوارق في الكون بهم . لأن الأولياء والصالحون لا يخرقون العوائد والنواميس بقدرتهم وإنما يقدرة الله فيهم ، وإن الإعتراف بذلك والإيمان به يدخل في صميم الدين ، فإذا إعترف الناس للأولياء بهذه الخوارق فإنما يعترفون بإكرام الله لأولياءه حينما إختارهم مجالاً لإظهار قدرته ومظاهر لآثار شؤونه التي يبديها حتى يستيقن الذين أوتوا العلم ويزداد الذين آمنوا إيمانا .
الكرامة أمر خاص بين العبد وربه لا يقترن بتحدي ولا إعجاز مما جعل السلف الصالح يحرصون على إخفائها ، ولئن ساغ أمر تدوينها وإظهارها قبل قرن من الزمان حيث المثالية الرفيعة والوجدان الثر والإيمان المزعن من غير جدال لما لأولياء الله من مكانة وكرامة عند الله ، فإن الأمر لم يعد سائغاً مقبولاً في هذا العصر الواقعي الذي شغلته المقاييس العلمية عن كل مقياس ، وغدا إظهار الكرامة وتدوينها فتنة لكثير من العقول التي بلغت درجة عظيمة من الاعتداد بمعطياتها وموازينها .
كتاب أزاهير الرياض / للأستاذ الشيخ عبد المحمود ود نور الدائم مجدد الطريقة السمانية والذي أورد فيه الأستاذ عدد من الكرامات لجده الشيخ الطيب بن البشير مدخل الطريقة السمانية في السودان وفي بعض الدول المجاورة للسودن ، بعد أن تحدث عن مناقب جده الشيخ الطيب .
أصبحت هذه الكرامات في الآونة الأخيرة مادة دسمة للوهابية وأشباههم للنيل من التصوف الإسلامي والمتصوفة بصورة عامة ، والأستاذ الشيخ عبد المحمود والشيخ الطيب بن البشير بصورة خاصة . ولقد وجدت ذلك في كثير من المنتديات وبتنسيق تام بين الوهابية في داخل السودان وخارجه .
ويحق لنا قبل أن نتعرض لهذه الكرامات أن نتعرف على المؤلف الأستاذ الشيخ عبد المحمود ، وعلى جده الشيخ الطيب بن البشير: فمن هما .
المفضلات