النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: رسائل توفيق صايغ والطيب صالح

     
  1. #1
    فخر المنتديات - رحمة الله علية
    Array الصورة الرمزية أبونبيل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2006
    الدولة
    مدني
    المشاركات
    2,351

    رسائل توفيق صايغ والطيب صالح



    رسائل توفيق صايغ والطيب صالح




    وفي عام 29 نوفمبر 1963، كتب توفيق صايغ من بيروت، إلى الطيب صالح في لندن، يطلب منه أن يخص «حوار» بقصة قصيرة، ويعلم الطيب فيها: «لا آكل ولا أتعب، كما ترى، ولا أرفع الراية البيضاء، فإذا كان الأدباء كالنساء يحتاجون إلى الركض وراءهم باستمرار، فلأخبرك أنَّ الأدباء عزيزون علي كالنساء».




    ويرى الطيب صالح في رسالة تصل توفيق في 19 ديسمبر 1963، مهنئاً إيَّاه على بضعة أسئلة ليطرحها على«الكركدن»، ومؤكدا أنَّه شرع في كتابة قصة منذ أكثر من عام خصيصاً لمجلة حوار، وكتب ثلثها ثمَّ تركها، وبعث إلى توفيق صايغ بفصلين من«عرس الزين»، وفي 20 ديسمبر يرد توفيق مطالبا برواية عرس الزين كاملة.


    وكعادته يتلكأ الطيب فيبرق توفيق إليه في 24 يناير 1964، مطالباً بالرواية، ويرد الطيب ببرقية في أول فبراير مبينا أنه يرسل الجزء المنتهي من عرس الزين. وقد ظهر هذا الجزء في العدد العاشر من حوار. وفي 16 أغسطس 1965 يجدِّد توفيق صايغ مطالبته الطيب برواية«موسم الهجرة»، ولكن الطيب لا يرد بل يأتي بيروت هو وزوجته جولي، لزيارة توفيق في لبنان.


    وفي 4نوفمبر 1965 يكتب الطيب إلى توفيق شاكراً إياه( على حسن لقائك لي ولزوجتي في لبنان، وعلى الساعات الجميلة التي قضيناها معك)، ويرسل الطيب قصصاً قصيرة تاركاً لتوفيق حرية اختيار العناوين لها: (أترك لك تعميدها). لكن توفيق صايغ لايزال يطالب الطيب صالح بإنهاء موسم الهجرة، فيكتب إليه في 27 ديسمبر 1965، وأيضا في 28 فبراير 1966 سائلاً: (أين القصة الطويلة).


    وفي يونيو يلتقي توفيق بالطيب في لندن ويخبره أنَّه يتشوَّق إلى قراءة موسم الهجرة، ثمَّ يكرِّر مطالبته بها في 11 يونيو 1966ويخبره أنَّه سيكون ثانية في لندن بعد شهر ويأمل العودة بمخطوطة موسم الهجرة إلى بيروت. ويبدو أنَّ الطيب صالح رفع رايته البيضاء، ففي 19 أغسطس 1966 يكتب توفيق إلى الطيب: ( أمس بالضبط انتهت السكرتيرة من دق موسم الهجرة على الآلة، وأنا اليوم عاكف على تصحيح النسخة وإعدادها للطبع).


    وفي 17 سبتمبر 1966 يكتب توفيق إلى الطيب: اتصلت بالبنك العربي الذي أتعامل معه هنا، طلبت إليه أن يحوِّل لك برقياً عن طريق باركليز، حسبما أشرت، مبلغ(1400) ليرة لبنانية، وهذا أكبر مبلغ صرفته(أو سأصرفه) قط على التحرير. لقد تمتَّعت بقراءتها من جديد أثناء تصحيحي للبروفات، أكثر مما تمتَّعت بها أوَّل مرَّة، وأنا فخور بنشرها وأتأكَّد أنَّها ستكون قنبلة أدبية حين تظهر».


    وبعد نشرها، حيث أخذت مساحة عدد من مجلة «حوار»، كتب توفيق إلى الطيب صالح: «موسم الهجرة تلاقي استحساناً وإعجاباً شديدين لدى كافة القراء. يتحدَّثون عنها كما لا يتحدَّثون عن عمل قصصي عربي. الجميع هنا يلهجون باسمك ويثنون على الرواية. محمد الماغوط كتب لي من دمشق يقول إنها«فريدة وأنَّها عمل خارق وكائن لا مثيل لنضرته وحيويته بين عشرات السنين من«الطروح» الأدبية ببلادنا.أمَّا الكويت فقد صادرت العدد الذي يضمُّ روايتك لأنَّها تتضمَّن ألفاظاً وعبارات تتنافى والآداب العامة، ماذا ترى ـ هلاَّ تحب أن تقول شيئاً بهذا الصدد؟».


    وفي 28 ديسمبر 1966 يرد الطيب صالح برسالة من الخرطوم:» لا أخفي عليك أنني كنت أوطن نفسي لمواجهة حملة من الجهات المتزمتة، وكنت أحس أن «بنت مجذوب» ستسبب لي صداعاً كبيراً ـ خاصة أنني في وضع دقيق جداً بحكم عملي في وزارة الإعلام. لا أريد أن أعلِّق على مصادرة الكويت للعدد».


    غير أن مجلة «حوار» التي نشرت أحد أهم الأعمال في الرواية العربية: «موسم الهجرة إلى الشمال»، وكانت سبباً في شهرة الطيب صالح وغيره من الأدباء العرب، تتعرَّض لأزمة فكرية، فالمجلة لمَّا صدرت كانت بتمويل من المنظمة العالمية لحرية الثقافة التي كانت تتَّخذ من باريس مقراً لها، إلا أنَّها حُوربت منذ صدورها في العام 1962 لارتباطها بالمنظمة العالمية في كلٍّ من بيروت ثمَّ القاهرة.


    وانتقلت العدوى إلى العواصم العربية الأخرى، ورأى بعض المحلِّلين آنذاك أنَّ هذا الهجوم وليد تسلُّم اليسار مقاليد الصحافة في القاهرة، وشاع أنَّ المنظمة تموِّلها وكالة المخابرات المركزية الأميركية. لكن لمَّا تأكَّد توفيق صايغ من ذلك أصدر بيانه الشهير في مايو عام 1967، معلناً احتجاب المجلة عن الصدور إلى أن يتوفَّر لها تمويل عربي.


    وكان توفيق صايغ قد قام بإصدار عيون الأدب الحديث، في سلسلة يشرف عليها شخصياً وينشرها عن مجلة حوار بعنوان (كتاب حوار)، فأخرج، إضافةً إلى «عرس الزين»، مسرحية «العصفور الأحدب» 1967 لمحمد الماغوط، وكتابه ، كتاب صايغ ـ عن جبران، نشرته الدار الشرقية للطباعة والنشر في بيروت.


    وطبع من كل منها (700) نسخة، وكانت مكافأة الطيب صالح 700 ليرة لبنانية حوَّلها له توفيق إلى لندن. أما مكافأة الماغوط فهي 350 ليرة لبنانية حوَّلها له توفيق إلى دمشق. لكن توقُّف المجلة عن الصدور عطَّل إصدار سلسلة كتاب حوار، فأرسل توفيق نسخاً من «أضواء جديدة على جبران» و«عرس الزين»، إلى المشتركين في المجلة، عمَّا تبقَّى لهم من اشتراكاتهم.


    وفي نهاية 1967 يغادر توفيق صايغ بيروت إلى أميركا ليحاضر في جامعة كاليفورنيا في بيركلي، وبقي في منصبه حتى وفاته بالسكتة القلبية في 3/ 1/ 1971، فدفنه أخوه فايز وصديقه منح خوري، هناك، في مقبرة «الغروب».






    أنور محمد
    البيان

  2.  
  3. #2
    فخر المنتديات
    Array
    تاريخ التسجيل
    May 2009
    الدولة
    مارنجان
    المشاركات
    4,340

    شاعر يخاطب روائيا
    وروائي يحاور شاعر
    ثقافات مختلفه جمعهما وعاء واحد هو وعاء الادب الرفيع والكلمة الرصينة
    شكرا لك الحبيب ابو نبيل وانت تمدنا دوما بالمعلومات الثرة

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
by boussaid