كنا يا سادتي الكرام ... نشرب في البركه ... وهي آخر الفناجين في جلسة قهوتنا العامره والتي تجمع الاسرة ... والجيران .. والحبان .. كان يوما جميلا .. مزدانا بإحتفال اسرتي البسيطه بعودتي من الغربه ... ولكن كان أسعدنا جميعا .. الوالد رحمة الله عليه .. وما زاد سعادته في ذلك اليوم .. هو أنه كان يوم صرف الرواتب للعاملين بالحقل الصحي في مركز صحي أم تريبات قبل أن يتحول لمستشفى ريفي ... وقد لاحظت سعادته الغامره فبادرته بالسؤال:
عليك الله يا أبوي .. المرتب دا أسي محتاج ليهو ؟؟ هديل أولادك والحمد لله إشتغلوا .. ومصاريفك بتجيك لحدي عندك ... أنا لو منك أطلب المعاش!!
قال لي الله يرحمو ... يا ولدي مرتبنا البسيط دا هو العاشنا الزمن ده كلو .. وقراكم ... ونحنا بلدنا خدمناها لأكتر من أربعين سنه وعارفين الأجر البناخدو ما قدر العمل .. لكن كلو في سبيل الوطن يهون.
قاطع حديثنا هذا صوت باب الشارع يفتح ليدخل عمنا أحمد المفوض بجمع مرتبات كل العاملين في الحقل الصحي بأم تريبات .. ليفاجئنا وهو يقول بحزن عاااااااارم موجها كلامه لأبي : قااااااااالو ما عندك مرتب لأنهم نزلوك المعاااااااااش !!!!!!
لي عوده
المفضلات