بسم الله الرحمن الرحيم
ليلة الوفاء لرحيل سنهوري محمد الأمين
قال تعالي ( وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون )
سبحانك اللهم إليك المنتهي . وأنت القائل من سبع سموات طباقا مخاطباً نبيك الكريم الحبيب المصطفي (انك ميت وهم ميتون ) والموت سبيل الأولين والآخرين والموت باب وكل الناس داخلة .
وقال الشاعر : كلُّ ابنِ أُنْثى وإنْ طالَتْ سَلامَتُهُ **** يوماً على آلَةٍ حَدْباءَ مَحْمولُ
إخوة الإيمان :
فبالأمس القريب غادرتنا سفينة الأزل الأبدية وعل متنها تحمل جثمان فقيدنا الراحل إلي مثواه الأخير ملاقياً ربه ليحي هناك حياة سرمدية مع النبيين والشهداء والصديقين جوار سيدنا النبي بإذن الله ورحمته .
إخوة الفقيد كلكم تعرفون إن الين ليس دعوة من السماء إلي السماء معزولة عما يجري في الأرض بل الآخرة موصولة بالأولي وان جنات النعيم التي أعدت للمتقين الذين يذكرون الله كثيراً ويسبحون كثيراً وإنما تتسع أبوابها لمن اخذ نصيبه من الدنيا وفقيدنا اخذ نصيبه من الدنيا عدلاً يمارسه مع الناس وعدلاً يدعو اليه وظلماً يقاومه وظلماً ينائ بنفسه عنه براً بالفقراء ورحمة بهم ودعوة للناس بالمعروف ونهياً عن المنكر قائلاً دوماً من ينشد عدالة السماء فليسعي بين الناس بالعدل ومن ينشد رحمة الخالق فاليترفق بالمخلوق ومن يدعو الي الحق فباحقاق الحق بين الناس وتلك كانت دعوته إلي رشد السبيل بين أخوانه وأبنائه الطلاب الذين يؤمون مكتبه دوماً .
إخوة الفقيد وأهل مدني الأوفياء :
جئتم الليلة الوفاء ليلة السبت طوعاً واختياراً بهذا الكم والجمع الغفير الحاشد وانتم ابناء الجذور والتراب جئتم بل انبزغتم من أحشاء المدينة وكبدها تحملون اسم هذه المدينة وتاريخها المشرف بشيبها وشبابها ورجالها وشيوخها ونسائها تتوافدون من كل فج عميق مشاركة منكم لتقدموا اسمي آيات الود والاخاء والوفاء والعرفان برفع الاكف تضرعاً لله العلي القدير ان يتقبل ثواب ما قراتموه من القران لوحه وثواب أوراد العتق من النار من دعاء وأذكار لترفع إلي السماء ليتقبلها الله عتقاً له من النار حباً له ولما قدمه في شتي ضروب الحياة ثقافة وسياسة ورياضة وقانوناً لا يطلب في ذلك جاه بل ينشد التطور والتقدم والازدهار لهذه المدينة والســـــــودان قاطبة ..
الحضور الكريم :
فاليوم ليلة الوفاء والتلاقي لتخليد ذكري الفقيد سنهوري محمد الامين ونحن في هذه المدينة المتفردة الخلاقة نجتمع اليوم لنقيم هذه الليلة بقلوب ملؤها الحزن والاسي لنقول باسم المدينة لن ننساك وستكون خالداً فينا خلود رجال الحرية وصناع الاستقلال والحركة الوطنية وبهاليل السياسة والرياضة والقانون ورموز المدينة .
أخي الفقيد الراحل المقــــــيم :
فقدتك مدينة الوفاء والعرفان والعشق والجمال والابداع والولاء والوطنية فكنت تمثل فيها خطين من الابداع والوطنية وكنت طائر تغرد في افنانها عشقاً بل كنت اوابا متبتلاً في محراب الوطن جرحا وفرحاً ورأيا وفكرا ومتعقلا وسجنا ونعرفك شجاعا وقويا في الحق تستعصي علي الباطل دوما . ولكن اليوم فقدناك يا أبا هاله ومحمد والفاروق وابوبكر فقدتك مدني الولود الرائعة المدهشة التي أعطت وما انفكت وما برحت عاصمة الوطنية التي نبعت فيها فكرة مؤتمر الخريجين وتبلورت وكان استقلال السودان ولكن عزاؤنا فيها .
كلما يموت ثار فالأرض تنبت ألف ثائر
إننا لا نذكيك فقيدنا علي الله ولا نعدد مآثرك ويكفي أن الدهر غرثان جوعان طعمه الأوفياء وأنت خيار من خيار فكيف لا وأنت الرحيم قلبا والأمين عهدا والعفيف لسانا والمستقيم مسلكا والعادل حكما والحازم حلما والوفي وعدا والمتسامح في غير تهاون والمتواضع في تواضع غير مذل والقادر من غير صلف ولا يخطو إلا متأنيا في حكمة ولا يخلف وعدا ولا يتعالي علي نصح ولا يتراجع علي شوري وهذا عهدنا به في العمل العام ومكونات المجتمع المدني .
ولنقل دوما السنة الخلق لسان الخالق ولنقل كما قال الرسول صلي الله عليه وسلم : وجبت .... وجبت لان أخر كلماتك في الدنيا الشهادة ومت ولسانك رطب بذكر الله فالموت خير واعظ فانتقالك السريع خطبا جسيم وفقدن وجلت له المدينة وبكت الدموع دما وحزنا وألما فالموت محتوما ومحتدما فهو واهب الفضل والنعماء ونسأله متضرعين أوابين متبتلين خانعين خاشعين أن يسكن فسيح جناته مع الشهداء والصديقين وحسن أولئك رفيقا
وإنا لله وإنا اله راجعون
محمد مصطفي اجعص
مقرر لجنة الوفاء ود مدني
تم نشر الموضوع بناء علي رغبة العميد م. عبد المنعم حسين محمد
ودمدني - القسم الاول
رد مع اقتباس
المفضلات