هكذا كنت اتخيل هذه المدينة الساحرة كنت فى صباى اذهب برفقت اهلى الى شاطى النيل و اجلس فيه كثيرا و حين ما تبدا خيوط الليل فى ارسال اسراب الطيور الى اوكارها و يبداء النيل فى لحن الامسيات كان ينابنى غم على فراقه الى ان نلتقى ثانية و كنت دوما اصر على تقبيله و ان ارشف رشفة من عذب مائه مباشرة غير وسيط و ما اروع ذلك و كنت اختال النيل شابا قويا مفتول العضلات يهابه الكثير من ابناء حينا العامر (فريقنا ) و كان البعض الاخر من اصدقائه و لكن فى بعض الاحيان كان النيل انانى حيث انه و خصوصا فى ايام الصيف حيث يكثر الزوار يتمكن من اشدهم حبا له و يفرد به و يضعه فى احضانه و فى قاعه من غير ان يعلم ان لهذا الشاب ام انفطر فواده عليه و تمزقت دواخلها فهى لن تلتقه ثانية فى هذه الحياة الدنيا و ياليت النيل يستجيب و لكنه فطر على العشق و الامتلاك ، ،
و اما مدنى ما ان لامس النيل اطرافها فالتف حولها و بداء يداعبها و يقبلها و بل انه ترك مساره و هام بها و طوقها بكتا زراعيه و يريد ان ينفرد بجمالها الفاتن و عبقها الباقى و فنها الزاهى و قلبها النابض رحيقها الدائم و علمها الواسع و تفردها المميز و سرها الكامن و صدرها الناهد و خصرها الناحل و طرفها الكاحل وجيدها المسدل و قوامها الممشوق...
أعن هذا !! يساق الى الغفار يساق الى غفرٍ و لايريد ان يفارقا بل يثور على كل شي بعدها فيدمر و يقهر و يحتضنها بقوة و يبقى متشبس بها كمثل طفل يرافق امه و لا يريد فراقها لاداء واجبه ،،، حياك الاله مدنى
و دمت لنا ،،
جايك سايقنى الحنيين و اتمنى تجمعنا البلد
مالو اعياه نضال بدنى
انا لابد ليك راجع مهما طال بى السفر
المفضلات