ماذنبى حينما وجدت نفسى فى الشوارع متشردا
لم يكن الخيار خيارى ، أبداً ولم يكن قرارا متفردا
لفظتنى أمى من جوفها ومضت وتركتنى مستوحدا
أنا ، منذ دقائقى الأولى عانيت الجوع والبرد والخوف
لم أنل من ثدى أمى قطرات حليب تطفى لهيب الجوف
أنا لست إبن أبى ولا إبن أمى ولكننى إبن الظروف
أنا إبن شخصين فى الحرام إلتقيا فكان ذاك ميعادى
وولدت على هامش هامش هوامش دفاتر بلادى
فليس لى فى السجلات إسم ولا فى المستشفيات تارخ لميلادى
القطط السمان تشاركنى موائدى عند مكبات القمامه
وأترابى قد علمونى الإجرام واللاشئ والحوامه
أنا لا أعرف من أبى ولا أمى ولكنى أنتظر يوم القيامه
أنا ، من يغرف درن البوالع لساداتكم
أنا جرثومة المجتمع ولست طفلا كما أطفالكم
أنا ، المتهم الأول حينما أنتم تفقدون أشياءكم
قل لى أنت وأنت وأنتى وأنتى وأحلفكم بربكم
على طاولات المطاعم عند رؤيتى كم تقززتم وكم وكم ؟
لقضاة عيني وسيلان أنفى وجرح فى خدى تعفن بالدم
فتلعن والدي فى سرك وتنسد نفسك عن الطعام
وهذا لأن كل ذنبى إنى قد أتيت للحياة بالحرام
فما قولك أنت ؟ وما قولك أنتى ؟ وكلكم تتشدقون بالكلام
كلكم تهتفون بأننا قد شوهنا مدينتكم الجميله
وأصبحنا قراد يلتص بأبنيتكم العاليه بأجسادنا النحيله
أو عشب ضار ينبت فى حدائقكم بين أعشاب النجيله
وولاة أمرنا ، أسماك قرش سُميت جزافا حكومه
لم يفرو لنا سبل الحياة ولم يتركونا نعيش على كومه
سيطانهم تلهب ظهورنا العاريه وأجسادنا المحمومه
قالوا نحن بؤرة الفساد والخمور والمخدرات والزنى
كأننا أتينا بها من بطون أمهاتنا إلى حيث ها هنا
ولكنهم صادقين فى قولهم ، نعم نعم صادقين لأننا
نتعاطى الخمور البلديه الرخيصه والسيلسيون
فماذا لو زاحمناهم فى خمورهم المستورده بالكرتون ؟
وما ذنبنا إن كنا لا نستطيع شراء مخدراتهم ذات الألف لون ؟
وما ذنبنا إن كنا أبناء المجارير والأطلال الباليه ؟
وأبناءهم من أمثالنا ينبتون فى الأرحام الراقيه
على حرير ناعم داخل شققهم وفيلاتهم الغاليه
أنا لا أعرف من أبى ولا أمى ولكننى إنسان
وأتمنى أن أحيا ولو حياة قط لإبن أحد الكيزان
فهومدلل و سمين ومعافى دليل على أنه شبعان
أنا رضيت بحياة المجارير ولكنهم مارحمونى
ورضيت غذائ رغيف عيش نصفه متعفن فليتهم تركونى
ولكنهم مزجوا لى السم فى السم وقد سممونى
المفضلات