الأخوة الأحباب : أولاً السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،
لأن تأتي متأخراً خير من أن لا تأتي .. كما عبر أحد الأخوان،
ولأن تعود خير من أن تطيل الغيبة .. كما عبر آخر ..
***
تعد أفريقيا فضاء ومسرح ومشهد سياسي وأساسي
في شعر محمد مفتاح الفيتوري، ويعيش الإنسان الأفريقي
داخل روح الفيتوري ، ويعيش الفيتوري داخل نفسه محنة
وصراع ضد العبودية والاستعمار ويعد التوق إلى التحرر
موضوعاً أساسياً في قصائده، وقد كتب الفيتوري
عدد من الدواوين للقارة السوداء منها (أغاني أفريقيا)،
و(عاشق من أفريقيا) و(اذكريني يا أفريقيا) و(أحزان أفريقيا)
، حتى أصبح الفيتوري صوتَ أفريقيا وشاعرها،
ومحرض أهلها على التحرر، مستحضراً عذابات الماضي
الرق والعبودية ..
وقد كتب الفيتوري أجمل نص يضرب في هذا الوتر
(مقاطع لسولارا) .. من مسرحية سولارا ومعروف
أنها مسرحية كتبها الشاعر متأثراً بأحداث جزيرة
هاييتي حيث ساق البيض الإنسان الأسود من أفريقيا
إلى هاييتي ومن هاييتي أوصلوه الغرب وبيع في
أسواق أوربا وأمريكا، ومع البيع لهذا الإنسان
المضطهد مارسوا معه أسوأ أدوات القهر والإذلال
.. لكن استمر نضال الأفارقة المرحلون لأسواق النخاسة
حتى نالوا حريتهم في هذه الجزيرة عام 1804م،
بعد ثورة العبيد الكبرى عام 1801م إذ كان التوق للتحرر
والانعتاق يغلي في النفوس كالمرجل ، وكان الأفريقي هناك
بلا هوية ولا انتماء إلا للنضال من أجل استكمال ونزع
حريته من المستعمر الأبيض، وكانت هايتي المستعمرة
البرتغالية أول بقعة سوداء تتحرر من جلاديها، كما كانت
أول جزيرة يُساق إليها الإنسان الإفريقي عام 5051م،
ثم نعود للفيتوري الذي خرج الشعر من صدره
معبراً عن واقع الحال :
ثم كتب وقال في مسرحية سولارا
على لسان أخيها بوكمان :
هذا أنا توريان
يا حكام هاييني
يا تجار هايتي
يا أشراف هايتي
الفرسان المشهورون
ذوو القامات العاج
الهامات المرفوعة كالأبراج
الصيادون تماسيح الأمواج
هذا أنا (بوكمان) الأسود
حجر في الطاحونة
تمثال طينى آت من أفريقيا
للخدمة والزينة
لا أعرف لي اسماً أو وطناً
عمري منذ سنين ساحقة
وسنين كان
عشراً وثمان
اسمي لا أذكره !!
الصياد الأول أسماني بوكمان
الثاني أثقل روحي بالصلبان
والثالث كنت الحزن الثالث يا توريان
كنت الموت الثالث
وتبعتك ...
أرفل في عرقي
أتجمل في عاري
أتألق في قيدي
وقهرتك في صمتي
ودفنتك في رعبي
وقتلتك ثم قتلتك
ثم قتلتك في حقدي
كم من مرة ..
وأنا اتبسم في وجهك
أغزوك واحتلك
وأرفع حبلاً من أحقادي لك
أزين مشنقة سوداء
بلونك في عيني
وأرقب كيف تموت
وكيف تموت
وكيف يعانقها مثلك
يا توريان العادل
ما ذا يسوي عدلك
وأنا ظلك
إن تسطع شمسك تخفيني
أو تركض ريحك يطويني
العدل الحق هو القدرة
هو عدل الحرية
العدل هو الثورة
بوكمان العبد
بوكمان العبد
تعال اذهب سر خلفي أقعد
قبل يد سيدتك ..
ضع هذا الجير الأبيض في وجهك
افتح شفتيك ..
الفجوة ضيقة .. صفق بيديك
اصبغ عينيك
أضحك
اضحكني رفه عني
اجعلني أضحك ها ها ها
اخرس
تتسكع مثل الدودة بين شقوق الحقل
تتجشأ تأكل كالبقل
الأطباق اتسخت
ألبسني النعل
الشنق لمثلك أجدى
الكي على الأفخاذ الشمع الذائب
القتل .. القتل
أسألني لا تسألني
والعبد الخالص لا يسأل
دقوا عنق العبد الناطق
ما رق مارق
ملتات العقل
قد مات
زمان الطبل
ومات الطبل
الكذابون بكل لسان
فالطبل الانسان الأسيان
ما زال يصيح ينوح
الطبل يد ولسان
طبل الشعب الغاصب
فليسكت كل فم كاذب
وليسكت صوت الريح
وليهدأ صوت الرعب
أنا لم أتكلم بعد
***
مع خالص تحياتي لكم ،،،
المفضلات