الطاهر ساتي
tahersati@hotmail.com
** للزعيم الليبي المخبوء بأوكار سرت طرائف كثيرة، وهي تعكس جنونه وتجسد غباءه.. ومنها خطابه الأول حين أعلن شباب ليبيا موعد إنطلاقة مسيرتهم السلمية الأولى والداعية إلى إسقاط النظام، حيث كان رد فعل القذافي خطابا فحواه بالسوداني ( نعم تمام، أنا ذاتي باطلع معاكم وأشارك في مسيرتكم، ليبيا حرة )..ولكن لم يخرج، وبالتأكيد ليس من العقل أن يخرج معهم ضد نفسه ويهتف معهم مطالبا برحيل ذاته، ولكن جنونه اوحى له يومئذ بأن يخاطب الحدث بذاك الخطاب الأشتر ..والأجمل من ذلك، خطابه الثاني عقب المسيرة السلمية التي تحولت إلى ثورة غضب بعد أن قمعتها شرطته وأجهزته الأمنية وكتائب انجاله، حيث خاطب الشعب الغاضب بخطاب فحواه بالسوداني أيضا ( انا لو كنت رئيسكم وعندي منصب،علي الطلاق كنت رميت ليكم استقالتي في وشكم، لكن للأسف انا ما رئيسكم، انتو الحاكمين نفسكم )..وهكذا كان القذافي، كان ساذجا أو يظن بشعبه السذاجة ..!!
** ويبدوا أن المجلس التشريعي بولاية الخرطوم متأثر بنهج القذافيومعجب بتصرفاته تلك، أي هو مجلس ساذج او يظن بالشعب السذاجة..فلنقرأ الحدث ورد فعل هذا المجلس التشريعي..أسعار السلع في أسواق الخرطوم بلغت أرقام فلكية..والذي يدخل سوق الخضر والفاكهة بكامل عقله، يخرج إن خرج - أي إن لم يمت بالسكتة القلبية - بنصف العقل أو بلاعقل..وقديما حين تمر برجل يتحدث مع نفسه تحسبه يهاتف الآخر بالهاتف السيار، ولكن اليوم حين ترى ذات الرجل يتحدث مع نفسه توقن تماما بأنه تجرأ وإشترى كيلو لحم أو نصف كيلو طماطم..لدينا - بفضل ثورة التعيين الوزاري- على المستويين الإتحادي والولائي ( دستة وزراء زراعة)، وكذلك مثلها من كم بلا كيف هم (وزراء ثروة حيوانية)..ومع ذلك، مجرد تفكير يوم في شراء كيلو لحم - هذه الأيام - قد يشغلك مدى العمر عن التفكير في مآلك وحالك حين يواجهك الملكين بأسئلتها في (ود الأحد) ..أما الطماطم فقد أوشك أن تجد مساحة في أشعار الشعراء الذين يصفون حبيباتهم بكل ما هو غال ونفيس ولا يمكن الوصول إليه إلا على صهوة فرس الخيال الخصب..ولك أن تتخيل - ياعزيزي المغترب - حال عامل بوطنك راتبه لايتجاوز ثلاثمائة جنيها، وملزم بشراء كيلو طماطم ب(12/15 جنيها)، ورطل اللبن ب(1,5 جنيها).. وكذلك لك أن تتخيل – ياعزيزي المهاجر - حال معلم بوطنك راتبه لايتجاوز خمسمائة جنيها حين يفكر في شراء كيلو لحم ب( 30/ 34 جنيها) ، ورطل الزيت ب(6 جنيها)..هكذا الوضع الإقتصادي..!!
** أمام هذا الوضع المأساوي، فكرت جمعية حماية المستهلك في كيفية آداء دورها في المجتمع، بحيث يكون دورا معبرا عن المجتمع ويعكس رفض الناس لما يحدث..نظموا منتداهم و ناقشوا فيه غلاء الأسعار ومخاطره على الأسر، ثم قرروا التعبير بلسان حال تلك الأسر، وإتخذوا مقاطعة اللحوم لمدة ثلاثة أيام كوسيلة تعبير.. شئ طبيعي، حيث هناك إستياء شعبي من غلاء الأسعار، وهناك إحدى منظمات المجتمع المدني تسعي الي عكس ذاك الإستياء لمن يهمهم الأمر، وهم سادة الحكومة الذين نسميهم - مجازا - بالمسؤولين، وما هم كذلك .. ولكن تامل رد فعل بعض سادة الحكومة، وهم نواب نافذين بالمجلس التشريعي لولاية الخرطوم.. رد فعلهم أمام هذا التعبير الشعبي لايختلف كثيرا عن رد القذافي ذاك.. إذ يقول أحمد دولة - رئيس اللجنة الإقتصادية بالمجلس التشريعي - بنص فحواه ( نعم لمقاطعة اللحوم، والمجلس يدعم هذه المقاطعة، ومقاطعة اللحوم لن تسبب في موت المواطنين، بل هي حل جذري لكبح جماح الأسعار..نعم للمقاطعة)، هكذا رد الفعل الرسمي، فتأملوه.. بالله عليكم، هل يختلف عن رد فعل مجنون ليبيا القائل ( أنا ذاتي بطلع معاكم في المسيرة) ..؟.. لافرق .. وعليه، يجب أن يكون لمجلسك التشريعي - يا رئيس لجنته الإقتصادية- وسائل أخرى لمعالجة قضية غلاء أسعار السلع، وليست من بينها (مقاطعة السلع) ..المقاطعة ليست حلا جذريا للغلاء أيها التشريعي النافذ، بل هي وسيلة تعبير شعبي مراد بها تنبيه صناع القرار - بمن فيهم سيادتك - بأن الحياة لم تعد تطاق تحت مظلة نهجكم الحاكم..وليست من المسؤولية - حقيقة كانت أو مجازا- أن يشاطر صناع القرار عامة الناس أحزانهم وغضبهم وكأنهم ليسوا بمسؤوليين عنهما بلسان حال قائل ( ده الكلام الصاح ، أنا ذاتي بقاطع معاكم اللحوم )..فالمسؤولية - حقيقة كانت أو وهمية - تقتضي بأن يتحمل نواب البرلمان والمجالس التشريعية مهام دراسة أسباب هذا الغلاء ثم محاسبة أجهزة الدولة التنفيذية على تقصيرها في آداء واجبها، وليست من المسؤولية أن يكون رد فعل الجهاز التشريعي موقفا غير مسؤول كما يحدث حاليا .. وهب أن جمعية حماية المستهلك غير وسيلة التعبير عن ضنك الحياة من (مقاطعة اللحوم) إلي ( إسقاط الحكومة الخضر وأجهزتها التشريعية )، فهل سيخاطبها الجهاز التشريعي بخطاب من شاكلة ( انا لو كنت مسؤول كنت رميت ليكم استقالتي في وشكم )..؟..ماهذا الجفاف الذي حل محل العقل في طرائق تفكيركم؟ ..للأسف انتم تخدعون أنفسكم بمظان خداع الناس، ولكن إلى متى ؟.. صبرا أيها البسطاء، فانهم يجهلون - او يتناسون- بأن غروب الشمس دائما يعقبه الشروق .. !!
..............
نقلا عن السوداني
تخريمة : صحي الاختشوا ماتوا
باللفة : شقيق والدتي (خالي) كا في العمرة موجود معي وكان نسيبه ايضا موجود ونسيبه من (المتعاطفين ) مع الانقاذ منذ ان عرفته ( وانا عرفته تقريباً في منتصف التسعينات) عندما صاهرم خالي وكان لما تقول ليهو (الانقاذ) الموضوع انتهى ويمكن يعمل معاك شكلة عديل كدا ...
الان لما قابلته بعد كل تلك السنوات ( فتحت معاهو موضوع الانقاذ) وما وصلت إليه حال البلد ..
ياخ دا قال لي جملة (قربت اموت من الضحك) ولكن في مجملها واديكم ليها مختصرة ( قال لي السيرة دي كان عاوز تفتحها معاي - جيب معاك شوال ليمون) ... ياخي دا طمام ملاريا عديل كدا ..
اجمل ما في الموضوع ان هولاء ( النفر) تعروا وظهرت حقيقتهم (حتى راعي الضان في الخلاء) عرف من هم هؤلاء ..
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ودالعمدة
المفضلات