مدني تحتاج لساحر حتى يعيدها لقبحها الأول
• دائماً ما يدور الحديث عن الجزيرة وحاضرتها مدني وتتردد تلك النغمة حتى عند المسؤوليين الكبار عندما ينتفضون ويتحمسون في المنابر واعدين الحضور باعادة مدني لسيرتها الأولى .. وفي اعتقادي إن استطاعوا اعادتها لسيرتها الأولى فهذا ليس انجازاً !! ولا هو مفخرة إن لم يكن اعتراف عفوي لا ينتبه اليه المسؤول لحظة حماسه مع جمهرة أهل المدينة واعدهم بذلك ... هذه المدينة مدني وفي مطلع الستينيات كان بها مطار وكانت هناك حركة طيران ما بين الهبوط والإقلاع بصفةٍ يوميةٍ وكانت هناك أيضاً طائرة تنقل الركاب من مدني للخرطوم وبالعكس وكنا نضبط بها الزمن خاصة الطائرة القادمة من الخرطوم والتي عندما تحلق في أجواء مدني نعرف أن الساعة أربعة عصراُ .. سنة 1961م استقبل اللواء أركان حرب/ المقبول الأمين الحاج الرئيس اليوغندي (ملتون أبوتي) بمطار مدني ولا زالت الصورة التي بحوزتنا تؤكد ذلك والآن مدني وفي عام 2010م بلا مطار ومن أدهى الغرائب إن هناك حي من أحيائها اسمه حي المطار !!!
مدني وفي تقديري تحتاج لساحر ليعيدها لقبحها الأول وتحتاج لساحر ثانٍ ليبدأ من تلك النقطة ليحيلها الى مدينة محترمة نظيفة خالية من الأوساخ والأتربة على الشوارع المسفلتة وتحتاج لوزير ثقافة ينشر عدة ثقافات عبر أجهزة الإعلام وعبر النشرات التثقيفية واللوحات الإرشادية تحدثهم بالإقلاع الفوري عن الكثير من الممارسات الخاطئة خاصة التي تحدث على قارعة الطريق مثل رمي الأوساخ والتبول أمام المارة وفتياتنا يعبرن الطرق أمام هذه المشاهد القبيحة .. مدني تحتاج لوزارة شئون اجتماعية تهتم بمجهولي الهوية والشماسة والذين شوهوا وسط المدينة وأطرافها بحياتهم اليومية وممارساتهم القذرة والتي لا تخفى على أكبر كبير بالمدينة خاصة ناحية مطعم كشك والجميع يتفرج على هذه المناظر التي تصيب الإنسان بالكآبة إن لم يكن ذلك دعوة صريحة لمغادرتها نهائياً .. مدني مدينة مستهدفة بشكل غير مقبول وكأنها مدينة تتبع للكيان الصهيوني وقاطنيها يعملون (بالموساد)!!!
• الآن نحن نتحدث بأمانة عن مدينتنا التي نريد أن نتشرّف بها ونريد أن نضاهي بها مدن السودان التي نالت حظها من التعمير وقد تنازلنا عن تطلعات الماضي فقد كنّا نتطلع لمضاهاة المدن العربية الأنيقة والوسيمة فقد تنازلنا عن هذه التطلعات لكن من هو الساحر المرتقب الذي يستطيع أن يحيل هذه المدينة لمدينة محترمة تعيد البهجة في نفوس أهلها وذلك أقل تقدير.
• بالمناسبة هناك خبراء ومهندسون وتشكيليون قالوا إن مدينة مدني من أسهل المدن التي من الممكن احالتها لمدينة راقية حيث إنها تتمتع بطبيعة خلابة ومناظر أخاذة هذا فيما يعني الجمال وقال أحد المهندسين المختصين في مجال البنى التحتية إن مدينة مدني منحدرة من الجنوب للشمال وتصريف مياه الأمطار بها غايةً في السهولة اذا كان هناك اهتمام من المسؤولين والمهندسين .. وقال آخر نعدّه في خانة الخبراء قال بالحرف ان هذه المدينة يمكننا وبأبسط الإمكانيات أن نجعلها المدينة السياحية الأولى بالسودان إن أخلصنا في العمل لوجه الله ولإنسانها وضرب لنا مثلاً بغابة أم بارونة والتي قال عنها إنهامؤهلة من ناحية المساحة والموقع وقربها من النيل الأزرق أن تكون منتجعاً عالمياً يرتاده السواح من جميع دول العالم .. وهذا في تقديري كلام مفرح لكنه فعلاً .. يحتاج لساحر أو سحرة لتنفيذه على أرض الواقع.
دعونا عن تلك المقولة المتكررة (سًنعيدها سيرتها الأولى) فإما أن نعمل كلنا لإعادة هيبتها وجمالها ونظافتها وإمّا أقلعوا عنها وأتركوها لقبحها الذي لازمها وسيلازمها إن كانت هذه الطريقة المتخذه (ان أهلها معارضة) فما الذي يمنعهم أن يعارضوا وما الذي يمنعكم إعادة هيبتها وشكلها لتتفاخروا بها أمام ضيوفكم وزواركم من العرب والعجم.
ما الذي يمنع ذلك؟
الاوطان يبنيها بنوها و لا سواهم
و لن تتطور البلدان الا بثقافة الانسان
رد مع اقتباس
المفضلات