يقول المؤلف :
يحكى إن صديقين كانا مسافرين على حمار وفي طريقهما مرض الحمار ومات , فقاما بدفنه , واحتارا في امر أمرهما . فقد كانا يستعملانه للركوب ونقل أمتعتهما, وكانا ينويان الاشتغال عليه بالبلد الذي يقصدانه , فأقاما فترة يفكران ثم عّنت لهما فكرة غريبة سرعان ما نهضا إلى تنفيذها , تتلخص في إقامة ضريح على قبر الحمار بدعوى انه قبر رجل صالح ووليّ من أولياء الله وإشاعة إن زيارته تجلب البركة وتدفع الضّر إلى غير ذلك من الأكاذيب .. وصدّقهما العامة واقبلوا عليهما دون حدود .. وقسما العمل بينهما بالتساوي على إن يمثل اكبرهما دور الشيخ الوسيط ويقوم اصغرهما باستقبال الزوار واستعلام أحوالهم ومن ثم تسريبها إلى الشيخ للإفادة منها في مفاجأة الزائرين .. ومرت الأيام وجمعا ثروة كبيرة وملأ الطمع نفسيهما واتهم احدهما الأخر بأخذ حصة اكبر من الدخل فقال المتهم مطمئنا صديقه احلف لك براس سيدي حمران ( يقصد الحمار المدفون ) إنني صادق في تعاملي معك فقال الأخر : على مين
( نحن دافننوا سوا )
الحكمة في انه وان كانت الحمير قد اخذت وسيلة لتنفيذ هذا الكذب والدجل الواضح الا ان اللوم ليس على الحمير وانما اللوم على اصحاب الحمير والمتحميرين ...
المفضلات