مَـضَتْ اللَـيالى عَـاطِراتٍ بـالهناء
أبـداً تَعـيشُ وفى الجَـوى ذِكراهـا
وتَـركتُهـا مِـثلَ النَسـيمِ لَـطـافةً
مَضتْ الحيـاةُ ومـا عَشِقتُ سِواهـا
النِـيـلُ عَـانَـقَ رَملَـهـا مُـتلهِفاً
وتَـغَنَى مِـنْ فَـرطِ الجَوى فَهواهـا
تَـتَـكَسرُ الأمـواجُ فِـيهـا بِـقُـبلةٍ
خَـجَـلاً تَـروحُ لِـتَـلتَقى بِسـواها
والنَـخْلُ يَـرقُـبُها بِـصوتٍ هَـادئٍ
فَـيَمِـيلُ يَـسْخَـرُ ضَاحِـكاً تَـيَّاها
صُـوَرٌ مِـنْ الفَردوسِ ولَّتْ وانْطَوتْ
فَـارَقـتُ سِـحـراً طِـيبَها وصَفاها
وبَـقى على ذِكراىَ ذِكـرى حَـبِيـبتى
ما طَـابَ سِـحْـرٌ فِى الرُبا لَولاهـا
ما عِـشْـتُ لاهٍ فى الرِبـوعِ مُغَـرِد
لَـو لَـمْ تَطـأ قَـدمُ الحَبِـيبِ ثَراها
كانَتْ هَـواىَ وكانَ حـُبـاً جَـارِفـاً
جَـعَـلَ الفُـؤادَ مُـسافِـرٌ بِـسَماها
وتَـنَـبَّهَ الـدَهـرُ اللَّـعِينُ لِحـالـِنا
كَالحُـلْـمِ كَالبَـرقِ السَريعِ طَواهـا
تَـركَ الشُـجونَ الحَرّى فى كَبْدى لَها
تَـركَ الدمـوعَ رَفِـيقَـها وهَـنَاها
بالأمسِ .. هَذا الأمسِ كُـنَّا نَـلْتَـقِى
مازَالَ يَـنْـفَـحُ فِى اليَـدينِ شَـذَاها
هَـذا خِـضَابٌ لا يَـزالُ مُـرطِـبٌ
لازالَ فى أُذَنـىَّ صَـوتُ صَـدَاهـا
وهَـذى رُمـوزٌ وأشْـكَالٌ مُـبَعـثَرةٌ
بَـعضُ القُلوبِ وسَـهْـمٌ فِى زَوايَاها
فَعَـلى اللَّـيالى البِيضِ أسكـبُ دَمعتى
وأُرتّـِبُ الأَشـعارَ فِى مَـعـنَاهـا
فَلَقـد شَـرِبتُ أمَـرَّ كَـأساتِ الهَوى
وبَـقايـا رُوحِـى شُتِـتَتَ أجْـزَاها
ورَمَـى الزَمـانُ أحَـبَّ أيـامِ الصِبا
مَضَـتْ اللَـيالى فَـمَنْ يَـردُ قَضَاها
المفضلات