ذات مرة
زارنا السيد الرئيس في مدينتنا الجميلة ود مدني
في ذلك اليوم
تعذر وصول المولاصلات لشوارع النيل
واصبح لزاما علينا المرور بشوارع جديدة
لان سيادته كان سيمر ( بشارع النيل )
قبلها بساعة تم تفريغ الشارع , منا ومن السيارات والحافلات وستات الشاي والمارة والمشردين وغيرهم ممن يمكنهم ان يزعجوا ( موكب سيادته )
استفذني الموقف جدا
كنت امشي سيرا على الاقدام , ( واطنطن )
سمعني احد (العساكر ) المرابطين على جانبي الطريق
فسالني بصوت عالي / هوووووي انتي بطنطني مالك ؟ ماقالوا ليكم الليلة الشارع ده مقفول ؟
نظرت اليه بالزدراء , لعل السبب هو احساسي بانه مطيع لكل الاوامر حتى لو لم يكن مقتنع بها
واجبته / لا ابدا , كنت بقول ( هو بالله بشيركم ده عمل ليكم شنو عشان تضايرونا ليهو كده ؟ خلوه يشوف العالم دي على طبيعتها عشان يحس شوية ....
لا ادري لكني عشت لحظات احسست فيها اني ممكن ( يخموني ويرموني في بوكس ) واختفي في ظروف غامضة , بس الحصل ولحسن الحظ , طرف السوط هبش واحد تاني من العساكر , وقال
اااااي والله ياجنابو , البت دي صدقت
وطبعا لانو طلع من خط سير الخطط الموجبة للتهذيب والصمت في حضرة سيده فقام جنابو نهره ليك نهرة / هو يا هو شنو هو ؟ وقف عديل يا عسكري وانتي يلا طيري قبل اتصرف معاك تصرف ماحايعجبك
لقيت نفسي بعاين ليهو جوا عيونوا وبسالو/ وتقبل وين من رب العالمين ؟
قلت جملتي الاخيرة تلك ومضيت في طريقي وانا اسال نفسي / الى متى ؟
المفضلات