|
عضو مجتهد
Array
رسالة أخيرة للإنقاذ ، لقد نال الشعب وسام الانجاز في الصبر على الانقاذ
رسالة أخيرة للإنقاذ ، لقد نال الشعب وسام الانجاز في الصبر على الانقاذ
لقد نال الشعب السوداني وسام الانجاز في الصبر على الإنقاذ . ولقد نالت الانقاذ وسام الغدر في اغتيال الصبر . ولقد ذكرت في مقال منشور بتاريخ 2012/6/16 ، بصحيفتكم الغراء على هذا الرابط http://www.alrakoba.net/articles-act...w-id-22144.htm ولقد تناولت فيه خطاب عمر البشير بتاريخ 30/6/1989م . ومقارنة ما قاله البشير ، بالواقع المعاش . وهذا الخطاب يشكل محكمة عليا ، للبشير إن كان يرغب في محاسبة نفسه قبل حساب رب العالمين ، ولنترك البشير جانبا ، ونلجأ إلى الشعب الغلبان ، الذي ما زال ينتظر الفرج من رب العالمين ، والذي ما زال ينتظر السماء أن تمطر الذهب والفضة ، بل أن تمطر دولاراً ويورو ، لأن الذهب والفضة ، تحتاج إلى إدارة أعمال لتخزينه ، ومن ثم تنظيفه ، حتى تتم عملية بيعه ، سواء في الأسواق المحلية أو الأجنبية ، فهو ما زال ينتظر فاغراً فمه ، فاتحا يديه ، بل فارشا البساط على الأرض ، حتى لا تتطاير الدولارات ، وتتسخ ، وبالفعل تقاطرت الدولارات على الأرض ، وكان إنتاج البترول ، الذي وصل ، وحسب التقارير الحكومية ( 600 ألف ) برميل يوميا ، لولايات الإنتاج جزء منه ، ولشركات التنقيب جزء ، ويذهب الباقي إلى المواطن البسيط .
على الرغم من أن إنتاج البترول لم يكن بالكميات القليلة ، فلم يشعر المواطن ، بتحسن كبير ، في مناحي الحياة العامة ، ولكنه ، كعادته دوماً ، ما زال يتمسك بالصبر الجميل ، حتى تخرج الشركات بعد أن تنتهي حصتها ، ويكون البترول كاملا ، للسودان ولشعبه الغلبان ، وبينما الشعب يتدثر بهذه الأحلام ، ويحكي هذه الأقصوصة لأبنائه ليناموا عليها ، وليكتبوا أحلامهم وآمالهم ، وليبنوا شاهق العمارات ، وليركبوا فاره السيارات ، وليعيشوا في نعيم ودعة ، ولينسوا الفقر والجوع والمرض ، لينسوا الملاريا وسوء التغذية . وبينما الشعب السوداني على هذه الحالة دوى مدفع الانفصال ، وفاق الشعب السوداني كله من أحلامه الوردية ، ليضع بدل الزهور والورود الأغصان والشوك ، وبدلا من أن يحكي الأقاصيص ، ويعزف الأناشيد عليه أن يعمل ليل نهار لمواجهة هذا التحدي ، ورغماً عن ذلك ما زال الشعب السوداني صابراً ، وجسوراً حتى في صبره في كل الملمات والمحن .
بعد الانفصال ، أصبحت حكومة الإنقاذ تلوك الكلام ، وفي البدء لم تعترف بأن هنالك مشكلة ، فتدرجنا من أقاويل البشير الذي قال يوما ، بأن البترول ليس هو كل شيء ، وقال بأن لديه بدائل كثيرة ، ووقتها كان يحلم بأن الجنوب سوف يدفع مبلغ ( 36 دولار ) مقابل مرور بتروله عبر أنبوب التصدير ، وبذلك يكون الفارق قليلا ، أو هكذا صور له مستشاريه ، من نوع البصيرة أم حمد ، وكان التعنت من الجنوب وسياسة ( علىٌ وعلى أعدائي ) فقاموا بإغلاق أنبوب النفط ، وهنا بدأت الأزمة الحقيقية ، ولولا فضل الله على عباده ، وظهور إنتاج الذهب ، ولو بكميات قليلة ، لوصل الحال إلى أسوأ مما نتوقع .
تداول البشير ، وحكومته كلاما كثيرا عن تخفيض الإنفاق الحكومي ، ومحاربة الفساد الذي اعترف به البشير ، وكون له مفوضية بقيادة الدكتور الطيب أبو قناية ، إلا أن هذا الكلام أصبح يراوح مكانه ، وذلك لصعوبة تخفيض الإنفاق الحكومي ، لعدم مقدرة وجدية الرئيس وجهازه بعمل ذلك ، وذلك لأن الحكومة التي ، اعتمدت على شراء الذمم وإدخالها إلى قالب الحكومة العريضة ، يصعب عليها تخفيض هذه الذمم ، وبدأت دعوات الإصلاح تراوح مكانها ، وبدلا من تخفيض الإنفاق أصبحت المطالبة بشد الأحزمة من الشعب السوداني ، الذي أصبح معظمه يعيش على وجبة ، وعلى أحسن الحال على وجبتين .
أخيرا أعلن وزير المالية ، وعبر ضغوط صندوق النقد الدولي ، أعلن سياسة رفع الدعم عن المحروقات ، ومعروف أن زيادة سعر المحروقات سيحرك كل الأسعار ، وأجيز رفع الدعم عن المحروقات ، وبعدها جاءنا القرار السياسي ، الذي يقضي بتخفيض الدستوريين بنسبة ( 45% ) ، وذلك لتخفيف حجم الأزمة والكارثة التي تلم بالسودان ، وهنا أتعجب من هذا القرار السياسي ، الذي صاحبه ( لنقل ) قرار اقتصادي ، برفع الدعم ، فلو كان تخفيض الإنفاق الحكومي عبر تخفيض الدستوريين مجدي ، فلماذا قامت الدولة ، برفع الدعم عن المحروقات ؟ هذا السؤال يؤكد بأن سياسة تخفيض الدستوريين ، ما هي إلا فرقعة سياسية قصد منه تخفيف الصدمة ، وردة الفعل من الشارع ، الذي فقد صبره ، بعد أن تبددت آماله .
إن مشكلة الإنقاذ الحقيقية ، ليست في الصرف البذخي فقط على الدستوريين ، وما تم شراؤه من ذمم من الحركات المسلحة ، ولكن المشكلة الأساسية تكمن في الصرف ( غير المعلن ) ، ولو كانت الحكومة جادة فيما تفعل ، وان قلبها على المواطن البسيط فعليها ، إيقاف مظاهر الصرف غير المعلن ، سواء على الأفراد ، أو مؤسسات المؤتمر الوطني ، التي اتخذت عدة أوجه ومسميات . ومقابلة هذه المبالغ بدعم المحروقات لتظل الأسعار على ما هي عليه . وان هؤلاء الدستوريون الذين سيتم تخفيضهم ، فقد استلم معظمهم المخصصات السنوية منذ بداية العام ، وان تكاليف تخفيضهم ، ليست بالقليلة .
إن الإنقاذ قد اعترفت في كثير من الميادين بفشلها ، وعبر الملأ ، فقد أعلن وزير المالية ( فلس ) حكومته ، في ظل الوضع القائم ، وأن الذي آت سيكون أسوأ مما كان عليه ، فقد استنفذت الدولة كل احتياطياتها ، وليس لديها ما يفيد في المستقبل القريب ، ولقد نال الشعب وسام الإنجاز في الصبر على الإنقاذ ، وصبر على ما يربو على ربع القرن ، لتتحسن الأحوال ولكن ، لم يرَ سوى الغلاء ، فخرجت جموع الجماهير ، تطالب بمحاصرة الغلاء ، ولقد وردت عدة تعريفات للجمهور منها ( إنهم عماد الدين، وجماع المسلمين، والعدة للأعداء ) ( عون الغاشم ويد الظالم ) (أن الجماهير تستجيب لغير الحقيقة كما تستجيب للحقيقة فهي ببساطة لا تملك آلية مساءلة ) ولقد ذكرت أيها الرئيس بان الشعب إذا ما خرج ضدك مثلما حدث في تونس أو مصر فستخرج لهم ليرجموك بالحجارة .
إلى البشير إن خروج الجماهير إلى الشوارع سيأتي من بعده الموت والقتل ، والدمار ، وستكون أنت كما يكونوا هم مسؤولون عن هذا ، فلمَ ، لا تعلن حل هذه الحكومة الحالية ، وتكوين حكومة انتقالية ، لتؤسس إلى انتخابات مبكرة وتحفظ ، الدماء والأموال والممتلكات ، ولياتي المؤتمر الوطني مثله مثل أي حزب ، للانتخابات ، وإذا كان الشارع معه فليأتي إلى الحكم مرة وأخرى وثالثة ، ويكفي الله العباد شر خروج الجماهير كما يكفيها شر التشرذم والتمزق ، وترجع الحشود إلى مقار عملها والطلاب إلى قاعات درسهم . وشعاركم دائما هي لله هي لله لا للسلطة ولا للجاه .
لا خير فينا إن لم نقلها ، ولا خير فيكم إن لم تسمعوها
فتح الرحمن عبد الباقي
مكة المكرمة
25/6/2012
Fathiii555@gmail.com
|
|
المفضلات