كانوا مدججين بكل أنواع الأسلحة ، ومدفوعين برغبة مجنونة في الإنتقام ممن إنتقموا منهم، كانت الخيول والجمال والعربات المكتظة بالجنود تلهث طوال الطريق الموحش في الصحاري صوب الهدف،كانت الجمال تتلهف للانتقام للجمال التي بقرت بطونها، وكانت الخيول تحفظ في عدسات عيونها صور الخيول التي نزفت حتي الموت ثم تفحمت، وكانت السيارات تحمل في هياكلها الحديدية أختاما ظاهرة من آثار الرصاص الذي اخترقها،وكان الرجال يستحضرون صور جماجم الاطفال المحترقة ووجوه نساء مرعوبات والصدور الناهدة مثقوبة بزخات الرصاص كلوحة في ميدان رماية،وحين بلغوا الهدف ، نفثوا الحمم ، لم يستغرق الأمر طويلا، دكت القرية دكا، لم يردعهم صراخ ولاثغاء ولاأقدام الاطفال المفزوعين النحيلة الباحثة عن النجاة، أرتفعت ألسنة اللهب حتي بلغت عنان السماء،عم سكون، رقصوا رقصة الحرب وخرجوا الي سماء ليس فيها دخان عالق، كان كل شئ يحترق ويحتضر، سقطت حبات ذرة منهوبة من أحد الجنود المغادرين علي عجل ولم ينتبه، تلقفتها الأرض بحنان، كان ثمة نهر قريب من الدم، ونهر بعيد من الماء، أظلمت الدنيا، لمع برق وتبعه رعد، أنفجرت السماء باكية،غاصت الحبوب في الأرض ، أختلط الدم بالماء والحبوب بالأرض، ضحكت السماء، وكفت عن البكاء،نهض الموتي ، وأنتصبت الأشجار المحروقة واقفة في كبرياء.......
صلاح الدين سر الختم علي
مروي
الثامن عشر من اكتوبر 2012
المفضلات