الدراما السودانية بالرغم من إنها أصبحت متوفرة إلى حد ما إلا إنه لا يكاد يخلو واحد منها من ( حيطة جالوص ) يعني فرض عين في كل عمل . . . فما الحكمة من ذلك !!
حيطة الجالوص طبعاً وفي نظر الكثيرين بتمثل الفقر وخصوصاً عند أصحاب الدراما السودانية والشيء الذي يدفعهم مباشرة عند وجود أي عمل يدل على الفقر أو الضعف التوجه إلى أقرب حيطة جالوص ويصوروا معها وبكل الجوانب وذلك تأكيداً على إن هذا المشهد دليل على الفقر . . . وطبعاً الحاجة المهمة إنهم إلى هذه اللحظة معتقدين إن هذه الدراما بتقدم كشيء محلي بالرغم من إن تلفزيون السودان أسمه ( الفضائية السودانية ) عكس تماماً ما يحدث في دول الخليج فحيطة الجالوص عزيزة جداً ويفتخروا ويهتموا بها كثيراً بالرغم لأنها تعتبر جزء من تاريخهم بالرغم من حداثة دولهم ومع ذلك يعتبروها من الزمن الصعب لديهم والذين لا يتمنون الرجوع إليه وهي تاريخهم . . . في محاولة مستمرة لعكس ما توصلوا إليه من تقدم ورقي من خلال أعمالهم التلفزيونية .
توجد ملايين الطرق التي تدل على الفقر ويمكن أن تعكس بشكل مقبول وغير مؤسف على أوضاعنا وليس تقليلاً بماضينا وليس تباهياً بحلم يراودنا أن نصبح مثال للرقي والتقدم . . . إنما لتغيير فهمنا الكثيرين عن السودان . . .
أصبحنا عند مشاهدة الدراما السودانية يستحي أن نشاهدها وسط أجانب لأنها دائماً ما تحسسنا بأننا (في محلك سرّ) وإننا في عالم مختلف تماماً وبعيد عن ما هو موجود وبعيدين عن كل تقدم ورقي بالرغم من إننا سبب في تقدم ورقي دول الخليج التي تتباهي ما وصلت إليه إلا نحن نتباهي بتخلفنا ( حيطة الجالوص في نظرهم ) بواسطة مقدمي الدراما السودانية .
هل نحن فعلاً في ذلك الزمن المؤسف وما نسمعه بعيد عن واقعنا ؟ أم الدراما السودانية بعيدة عن حياتنا وواقعنا وعن تطلعاتنا ؟
المفضلات