البقبقة وتضخيم الذات وهو إرتداد لنقص ما ....
يذكرني الأمر بزميل ضئيل في فصل دراسي ما غير مثير للإهتمام لا يذكره أحد برغم مزاملته لبعضهم إمتدت سنينا
عددا لا يحفل به أحد إن غاب أو حضر أو خرج ففي كل المرات لم يسأل عنه أحد ...
سارت الأيام بذلك الفصل وشق منسوبيه دروب الحياة نجاحات وبعضهم أدرك نصيبا له في العمل
العام فأضحوا أسماء لا تخطئها عين كحقيقة واقعة لا جدال فيها .
وظل صاحبنا في إنزوائه المعهود كما حفل به كتاب الأناشيد المدرسية
نخلة حمقاء كأنها وتد في الأرض أو حجر
كيفما وهو مثلها لم يسخو بما تسخو به الحياة
بمسعاه الجديد جاهل بالحرص ينتحر .. كيفما وهو يتداعى ما بين إمكانياته الخيرية الجينية الضئيلة
وإستعجالة الأهوج لقبول الآخرين له فأضحى كمسخ مشوه لنكرة بلا عنوان.
فالمدينة لم تعرفه وتعتاده والخير لم يألفه والقبول يخذله كيفما والقبول هبة من الله تعالى يهبها لمن يشاء
ويصرفها عن من يشاء
إستغرق في خياله وتصوراته التي ربما ترفعه عن خلق الله قليلا لينظر إليهم من علِ
يحضرني الفيتوري
بعض عمرك ما لم تعشه
وما لم تمته
ومالم تقله
وما لا يقال
وبعض حقائق عصرك
أنك عصر من الكلمات
وأنك مستغرق في الخيال
تسارعت خطاه في تكوين آنا تعيس له ما ضره أن يحشد له وقته الفارغ وقلمه القاذع وجداله الفاقع الذي
لا يسرالناظرين فسبح بلا حيثيات المعري :
أكرم ضعيفَكَ، والآفـاقُ مجدبـةٌ،ولا تُهِنْهُ، ولـــوْ أعطيتَـه القُوتـا
وجانِبِ الناسَ تأمَنْ سـوءَ فعلِهـمُ، وأن تكونَ لدى الجلاّس ممقوتـا
لا بدّ من أن يذمِّوا كلّ من صحبوا،ولوْ أراهمْ حَصى المِعزاءِ ياقوتـا
وقضِّ وقْتَـــــــكَ بالتّقْـوى، تجـوّزُهُ،حتى تصادِفَ يوماً، فيه،موقوتـا
شمر سواعد جده في أول خطواته المرسومة ليكون معروفا ً مقنعا يلتف الناس حوله ورأي أقصر الطرق لذلك
أن يجادل من سبقه خيراً وسمعةً وقبولاً وحرفية في الود والتداني والتكافل قادحاً فيما قدموا
فتسيد كل أركان النقاش والجاليات والبوستات وما فات عليه ان يقرب زلفى لقامات سامقات مقتحما دروهم وتنظيماتهم
بخطرفه وفوضية وبرغم ذلك أصاب نجاحا قياسيا في فترة زمنية بسيطة
حشد لها من التواجد والإلحاح والملاحقة سلوكاً أجوفاً فتناثرت ترهاته كما عددياً لا كما نوعياً ...
مثبطاً لا حافزاً ....فكان كل الأسماء و المواقف و المساعي
وفي نفس الوقت كان كل الخير والشر والفتنة والهمز واللمز الذي لا مرد له ولا عنه محيد
فسمئه الكثيرون وقد أتخمهم مللاً وجدلاً وتجريحاً وتقزيعاً وتهكماً
الصمت ليس في قاموسه وإحترام الكبير لا يعلمه
وإدب المدينة في قيم مجاملاتها لم يغشاه بعد
مخرجاته ثمة أشعار غيره يستدعيها بلا حاجة في زمن ليس زمانها ووقائع مغايرة ومختلفة عنها
وعندما صمت عنه الجميع حسب أنه مقنعا
لا يشق له غبار ومثله لا يجارى في الحوار وقلماً سنيناً لا قبل للجميع من منافيحه به
كيفما وهو يحفظ من صيغ الترهات و اللغط الاهوج وأشعار الحماس بإبجديات يخطئها و يتأبطها
ما يفوق السلوك الجيني المتأصل والمفترض في رجل الخير الذي يمكن أن يكون أي شخص آخر إلا هو إستثناءً
فأضحى نقطة شهيرة لأوراق مسروقة وصور مقلوبة
فالخير المسكوت عنه والذي يمنح بيمين المرء ما لم تعلم يساره أضحى لديه نهاراً جهاراً وجدلاً وإعلاناً .
والويل والثبور لمن يخالفه رأيا أو من أقعده ظرفا عن دفع ما يحسبه إستحقاق شخصي له ولو بأسم الخير
ما أشبهه بأحد المجادلين الذي ذهب إلى الإمام الشافعي، وقال له (كيف يكون إبليس مخلوقا من النار، ويعذبه الله بالنار؟!ففكر
الإمام الشافعى قليلاً، ثم أحضر قطعة من الطين الجاف، وقذف بها الرجل، فظهرت على وجهه علامات الألم والغضب. فقال
له: هل أوجعتك؟قال: نعم، أوجعتني فقال الشافعي: كيف تكون مخلوقا من الطين ويوجعك الطين؟!فلم يرد الرجل وفهم ما قصده
الإمام الشافعي، وأدرك أن الشيطان كذلك: خلقه الله- تعالى- من نار، وسوف يعذبه بالنار)
ويلتف حول الجميع بحربه المفتعلة في لا باطل أصلا يبرر معاركه الخاسرة
ليعلم بأن هنا صامتون كثيرون تعلمنا منهم حياء الزاهد وشنف المتبتل العابد يخفون كخيول الريح لمساعدة بلا من أو أذى
وبالحق رأيناهم بدون أن يسعوا للغير لمعرفة ما يبذلون كم سعدت أسرة لمجرد مهاتفة مطمئنة منهم ...وجنحوا بلسما مداويا
لأمراة ضاقت بها ظروف الحال ومريضاً هو ضوء أسرته وصبياً أقعدته دراسته وغارماً حبيساً أحالوه طليقاً وكثيراً
مثيراً لا يقال مما نجهله ولا نعلمه حتما محسوب لهم عند الله المتعال .
جل أعمالهم لوجهه الكريم قامت بمشيئتة وتوفيقه...الذي هيأهم بقيم أدب رباني أسبابا تقارب لا إعلانا يباعد وصمتاً نبيلاً لا
جهراً يمانن وإيثارا من مدخرات أسرهم يطبطبون بها جراحات غيرهم ما أدعوا يوما كبرياء يتجاوزون به غيرهم .
الصامتون ليسوا بحجمك في الحوار...والمجادلة والهمز واللمز إن كان لديهم وقتا كوقتك الخالي المتمدد فحتما سيذلونه خيراً
صامتاً وأدباً بقيم المجاملات وإحترام الكبار وتوقير الصغار وكل ذلك حتما لا يحتاج لإعلاناتك الإعلامية الهوجاء التي ربما
تصلح لدنياك فأين منها أخرتك اتساءل أفي خير يجب أن يكون صامتاً؟.... فأين أنت من هولاء الدراويش؟ .
المفضلات