1 )
أحدث نفسي في يأس :" لعله لم يخلق بعد ! "
أطارد أنفاسي في حسرة حتى لا تنفد .أمنيها بالغد , أدعوها بإلحاح
لتواصل جريانها , وأغريها بأن تحلم معي .
أقاوم هذه الحيوانات البغيضة التي تنهش خلاياي , وتطأ بوحشية دمي .
أستمر في رسم صورة لها , أمزق صورة سابقة , أخلقها كل مرة ,
أعيد تشكيلها ولا أمل .
في بعض المرات أكف عن التخيل , أتوقف عن التفكير في الغد , ذلك
الغد الذي قد يزرعني في طريقها .
أهرب من القلق الذي لا يتوقف عن تمزيق سكينتي . لا أستطيع ,
فالقلق يشبه الخلايا السرطانية , يتكاثر بسرعة وبشكل مخيف . يصبح
وجهاً آخر , وجه معاتب وغاضب , يذكرني بخيانة لم أرتكبها , يصور لي
التوقف عن الحلم وكأنه اغتيال , جريمة قتل كاملة مع سبق الإصرار
والترصد .
أحياناً أشعر وكأن أحلامي تبكي , دموعها مطر مختلف , سيل جارف ,
لا يتوقف ولا يحس به ويراه إلا أنا . تستنجد بالليل , ترجوه أن يمكث ,
وتدعوه بخشوع أن يأتي بالنوم .
يعضدني الحلم , يسمح لمشاعري بالتدفق , يتغلب على قسوة
الشتاء , ضراوة الخريف , وتقلبات فصولي .يمدني بالقوة حتى أبلغ
الربيع . ينثر حروفي , يصقلها , ويرسم على بياض الصفحات صورة زاهية
للغد , تشي بحلم سيكتمل , وضحكة ستولد .
حينها فقط أبدأ حديثاً جديداً مع نفسي , أرسم ابتسامة دافئة ,
وأردد .... وأهمس :
" لعله لم يخلق بعد ... و لعلها لم تخلق بعد ! "
أم وافـــي ,,,
المفضلات