مصطفى ساكس فنان شامل بكل ما تحمله الكلمة من معانى,,ولا أدرى فى أى مجال من مجالات إبداعاته المتفرعه المتفرده يمكننى ان اكتب عنه,,,فالرجل مسكون بالإبداع فى كل المجالات,,,فلا يمكن ان تحصره فى مجال معين او زاوية بعينها.
مصطفى كان عازفا ماهرا على الة العود مثلا,,,مجيدا للدندنة عليه,,,ومعظم المنلوجات التى كان يكتبها يصوغ لحنها بنفسه على العود,,,لم تساعده ملكات الصوت على الغناء ولكنه كان يحتال على ذلك بحسه الفنى الشفيف...مصطفى كان فنانا فى الرسم والتلوين يرسم بريشته الحانا متدفقة من الجمال,اذا جاد عليك الزمان برؤية رسوماته تظن نفسك امام فنان باريسى عتيق,كانت له مقدرة فائقه على صوغ الاحاسيس الوجدانيه وترجمتها بريشته,ولريشته فلسفة خاصه فى تعاطيها مع عالم الاحاسيس والوجدانيات تساعده خلفيته فى كتابة الشعر والعزف والتمثيل.
كان ساكس ممثلا متفردا بارعا له حضور طاغى فى المسرح,,,وكاريزما لا تقاوم,,,يشد اليه الانظار وبمهارة فردية فريدة يخلب الانظار ويسرق الاضواء..اذكر انه كثيرا ما كان يلقن طرف الفكرة عن مسرحية صغيره او اسكتش فيدخل خشبة المسرح وكأنه من كتب او اخرج تلك الفكرة..ويستطيع بحضوره الكبير داخل المسرح وبموهبته الفذه ان يلفت انظار الجمهور اليه ويختلس تفاعلهم معه..حتى زملائه فى الخشبة يتفاعلون بتفاعل الجمهور معه..وكثيرا ما كان يفاجئهم بجملة جديدة غريبة غير متوقعة لا يملكون معها صمودا فى الالتزام بخط المسرحية او الاسكتش فتراهم يبتسمون او يضحكون خلسة من ما فاجئهم به ساكس.
كان مصطفى كاتبا مسرحيا من الطراز الفريد,,,فهو يكتب الاسكتش والمنلوج كما يكتب المسرحية الكامله,,,وله مسرحية اسمها "الايدز" طالها الاهمال والنسيان, كان مصطفى مسرحا متحركا دائم التفاعل,حاضر الذهنية لا يصادف موقفا الا واستلهم منه مشهدا مسرحيا او قصيدة منلوجيه,,,له محاولات كثيره فى معالجة بعض من المظاهر الإجتماعية الشائهه,,,وتلمس ذلك جليا فى المنلوجات التى كان يكتبها,,,مثلما حاول ان يعالج الفهم الاجتماعى المشوه لخراف عيد الاضحى حينما اصبح السائد هو التفاخر والاحتفاء الشكلى بالعيد بعيدا عن البعد الروحى للعيد نفسه,وذلك فى منلوجه الرائع "خروف العيد" يبدأ مقطع المنلوج ب "يا خروف العيد لو الاقى ضمان وأأمن السرقه افكه فى الشارع كيه للجيران" ويتواتر المنلوج فى الوصف الفخرى لخروف العيد "الخروف مليان شحمو لمن ساح والضنب ورمان صاجنا طقطق وفاح" الى ان يصل لبيت القصيد فى نهاية المنلوج ب "لما جينا خلاص نضبحوا ونرتاح,كرو قفلنا الباب جوه بالمفتاح,لقينا تب منفوخ اتارى ودع وراح",,وفى منلوج اخر تناول موضوع قطوعات الكهرباء المتكرره التى تؤثر فى الأجهزة المشتراة بالاقساط,,"ناس النور بدون فاتوره قطعو النور وشالو المويه,بالاقساط اشتريت تلاجه كايس القسط ولسه بدور"..والمفارقة ان مصطفى كان يعمل فى هيئة الكهرباء والماء.
ولى ولكم عودة مع ساكس
ياسر عمر الامين
][/size][/size][/size][/color][/size]
المفضلات