!
و قطفة رابعة و أخيرة:
تتعلق بأكرم الخلق و سيد ولد آدم و لا فخر
لو تأملنا قصة شفقته على أقرب وأحب الناس إليه ،عمه أبو طالب ،
ذاك الذي تكفله يتيماً بعد موت أبوه و جده وأبوية وترعرع في كنفه
و رغم كان يسأل ربه و يلح في السؤال و يطيل الدعاء لربه ولايفتر،
أن يميته الله له على الملة وحتى ساعة احتضاره حين يلقنه الشهادة و يرددهاعليه،
قئلاً: ( قلها يا عماه أضمن لك بها الجنة ,فهز العجوز برأسه منكراً"،ثم قال بصوت خفيض :
أخاف أن تعيرني قريش .. ومات ، ولم تنفعه قرابته من رسول الله، وهو في ضحضاح من النار.)،
ذلك لأن أبا جهل وعبد الله بن أبى أمية له كاناواقفين يقولان له:
أترغب عن ملة عبد المطلب فلم يزل صلى الله عليه وسلم يرددهاعليه
وهما يرددان عليه حتى كان أخر كلمة قالها هو" على ملة عبد المطلب "
فقال النبي صلوات الله وسلامه عليه : "لاستغفرن لك ما لم أنهى عنك "
فنزل قول الله تعالى (مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَن يَسْتَغْفِرُواْلِلْمُشْرِكِينَ
وَ لَوْ كَانُواْ أُوْلِي قُرْبَى مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْأَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ) و نزل أيضاً قوله تعالى أيضاً:
{ إِنَّكَ لَاتَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ).
هذا في حين أن الله يسر على يد النبي صلوات الله وسلامه عليه هداية غلام يهودي كان يخدمه -
صلى الله عليه وسلم-، فمرض فأتاه يعوده، فقعد عند رأسه فقال له: (أسلم) ،
فنظر إلى أبيه وهو عنده، فقال له: أطع أبا القاسم، فأسلَمَ، فخرج النبي -صلى الله عليهوسلم- وهو يقول:
(الحمد لله الذي أنقذه بي من النار) "رواه البخاري
المفضلات