1
كان نهارا شديد الحرارة علي خلاف الصباح في ذلك اليوم.... وكانت دواخلها متصالحة مع كل شئ منذ صباح باكر بدا مبشرا باشياء اخري غير التي باح بها النهار... لم تك تدري ان ثمة قطارات إنطلقت من أماكن مختلفة وسوف تلتقي في تقاطع ما...وبدأ كل شئ بلا مقدمات...
ففي ذلك الصباح خرجت وعبرت المدينة من اقصاها الي اقصاها للحاق بذلك الاجتماع الذي جاء بغير انتظار... كانت ضفيرتها الطويلة تئن تحت الحجاب الذي بات حاجزا بين عالمين فيها، كانت الضفيرة تبحث عن شمس وهواء طلق يتلاعب بها ، لكنها تبقي سجينة حيث تعلم هي وحدها بوجودها وطولها وكونها كانت الريح تلعب بها يوما ما،لكن ذلك الزمان ولي ولم تبق منه الا ذكريات تماثل رنين جرس الصباح في المدرسة وتقافز الفراشات نحو فصولهن بذلك الضجيج....هذا الصباح له طعم مختلف... لكنه لايبوح بأسراراه أبدا....كانت تشعر ان ثمة شئ ما ينتظر ليذيب جبل الجليد الساكن فيها و الذي كاد يمسي جبلا حقيقيا... كانت حاسة شمها قوية فيما يتعلق بالزلازل وكان كل شئ في ذلك الصباح الشتوي الجميل يقول ان ثمة زلزال يقترب... اسرعت الخطي والقلب يضطرب والخواطر تتهاطل عليها كالمطر بلا توقف..... وكانت ذكريات الجامعة حاضرة بقوة في ذلك الصباح لسبب غامض لاتعرفه كانت الذكريات تتداعي كالمطر في صباح غائم في ذاكرتها دون ان تستأذن او تطرق الابواب....
في الطريق توقفت عند كتابة علي حائط وهمست في سرها( ليتك قلت لها عوضا عن تلطيخ الجدار .... الجبناء والمراهقين وحدهم هم من يختارون الحوار مع الجدار عوضا عن الحوار مع إنسانة من لحم ودم... الحب عند هولاء مثل قضاء الحاجة :عمل فردي له ثماره باتجاه واحد... !!!) أبتسمت لغرابة الفكرة وفؤجئت بان أبتسامتها صادفت تحديقة شاب يسير في الاتجاه الآخر من الشارع فظن سهمه قد اصاب وحين أبتسم في وجهها علت وجهها تقطيبة وهي تهمس لنفسها بقرف: (سم!! ومن الذي يبتسم لك أيها الغبي!!!) وأسرعت لاتلوي علي شئ مبتعدة كالهارب من عدوي فتاكة....
المفضلات