صفحة 1 من 7 123 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 25 من 165

الموضوع: رواية جديدة: خطوات وبصمات / صلاح الدين سر الختم علي

     
  1. #1
    عضو برونزي
    Array الصورة الرمزية صلاح سر الختم علي
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    الدولة
    ودمدني سابقا 114 ومايو
    المشاركات
    1,436

    رواية جديدة: خطوات وبصمات / صلاح الدين سر الختم علي


    1
    كان نهارا شديد الحرارة علي خلاف الصباح في ذلك اليوم.... وكانت دواخلها متصالحة مع كل شئ منذ صباح باكر بدا مبشرا باشياء اخري غير التي باح بها النهار... لم تك تدري ان ثمة قطارات إنطلقت من أماكن مختلفة وسوف تلتقي في تقاطع ما...وبدأ كل شئ بلا مقدمات...

    ففي ذلك الصباح خرجت وعبرت المدينة من اقصاها الي اقصاها للحاق بذلك الاجتماع الذي جاء بغير انتظار... كانت ضفيرتها الطويلة تئن تحت الحجاب الذي بات حاجزا بين عالمين فيها، كانت الضفيرة تبحث عن شمس وهواء طلق يتلاعب بها ، لكنها تبقي سجينة حيث تعلم هي وحدها بوجودها وطولها وكونها كانت الريح تلعب بها يوما ما،لكن ذلك الزمان ولي ولم تبق منه الا ذكريات تماثل رنين جرس الصباح في المدرسة وتقافز الفراشات نحو فصولهن بذلك الضجيج....هذا الصباح له طعم مختلف... لكنه لايبوح بأسراراه أبدا....كانت تشعر ان ثمة شئ ما ينتظر ليذيب جبل الجليد الساكن فيها و الذي كاد يمسي جبلا حقيقيا... كانت حاسة شمها قوية فيما يتعلق بالزلازل وكان كل شئ في ذلك الصباح الشتوي الجميل يقول ان ثمة زلزال يقترب... اسرعت الخطي والقلب يضطرب والخواطر تتهاطل عليها كالمطر بلا توقف..... وكانت ذكريات الجامعة حاضرة بقوة في ذلك الصباح لسبب غامض لاتعرفه كانت الذكريات تتداعي كالمطر في صباح غائم في ذاكرتها دون ان تستأذن او تطرق الابواب....
    في الطريق توقفت عند كتابة علي حائط وهمست في سرها( ليتك قلت لها عوضا عن تلطيخ الجدار .... الجبناء والمراهقين وحدهم هم من يختارون الحوار مع الجدار عوضا عن الحوار مع إنسانة من لحم ودم... الحب عند هولاء مثل قضاء الحاجة :عمل فردي له ثماره باتجاه واحد... !!!) أبتسمت لغرابة الفكرة وفؤجئت بان أبتسامتها صادفت تحديقة شاب يسير في الاتجاه الآخر من الشارع فظن سهمه قد اصاب وحين أبتسم في وجهها علت وجهها تقطيبة وهي تهمس لنفسها بقرف: (سم!! ومن الذي يبتسم لك أيها الغبي!!!) وأسرعت لاتلوي علي شئ مبتعدة كالهارب من عدوي فتاكة....

    التعديل الأخير تم بواسطة صلاح سر الختم علي ; 11-01-2013 الساعة 11:43 PM
  2.  
  3. #2
    فخر المنتديات
    Array
    تاريخ التسجيل
    May 2009
    الدولة
    مارنجان
    المشاركات
    4,340

    شرف لي أن أكون أول الحاضرين هنا
    أستاذي صلاح سر الختم
    أتابع حروفك بكل الدهشة اينما وجدت
    تسجيل حضور في مهرجان الإبداع

  4.  
  5. #3
    عضو برونزي
    Array الصورة الرمزية صلاح سر الختم علي
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    الدولة
    ودمدني سابقا 114 ومايو
    المشاركات
    1,436

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد الجزولى مشاهدة المشاركة
    شرف لي أن أكون أول الحاضرين هنا
    أستاذي صلاح سر الختم
    أتابع حروفك بكل الدهشة اينما وجدت
    تسجيل حضور في مهرجان الإبداع

    الله كم هي محظوظة روايتي الجديدة حين يستقبلها مبدع بقامتك اخي محمد
    أيقنت الان انها ستمضي بسلاسة وتكتمل باذن الله علي ألق

  6.  
  7. #4
    عضو ذهبي
    Array الصورة الرمزية تغريد
    تاريخ التسجيل
    May 2009
    الدولة
    حي دردق
    المشاركات
    4,715

    تأبي حروفى الخجلة إلا وان تسجل حضور بين هذه الكلمات الأنيقة التي تبشرنا بقصة من العيار الثقيل


    متابعة لما يخط قلمك سيدي الكريم


    أحترامي

    (فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ )
  8.  
  9. #5
    رحمة الله عليه Array الصورة الرمزية mahagoub
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    الدولة
    ودمدنى
    المشاركات
    11,330

    الاستاذ صلاح
    نتابع ايقاع حرفك
    بخطا مسرعة تلهث انفاسنا
    جهداً لنصل الى اعماق اغورارك
    لنعيش اللحظة معك

  10.  
  11. #6
    عضو برونزي
    Array الصورة الرمزية صلاح سر الختم علي
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    الدولة
    ودمدني سابقا 114 ومايو
    المشاركات
    1,436

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تغريد مشاهدة المشاركة
    تأبي حروفى الخجلة إلا وان تسجل حضور بين هذه الكلمات الأنيقة التي تبشرنا بقصة من العيار الثقيل


    متابعة لما يخط قلمك سيدي الكريم


    أحترامي

    اختي تغريد
    باذن الله
    نواصل الكتابة هنا علي الهواء للخطوات والبصمات ولاندري اين سترسو سفينتها وماهي الأنواء والأجواء التي ستصادفها

  12.  
  13. #7
    عضو برونزي
    Array الصورة الرمزية صلاح سر الختم علي
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    الدولة
    ودمدني سابقا 114 ومايو
    المشاركات
    1,436

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mahagoub مشاهدة المشاركة
    الاستاذ صلاح
    نتابع ايقاع حرفك
    بخطا مسرعة تلهث انفاسنا
    جهداً لنصل الى اعماق اغورارك
    لنعيش اللحظة معك
    اخي محجوب اتمني لك متابعة ممتعة باذن الله
    ويشرفني كثيرا ان تكون من المداومين

  14.  
  15. #8
    عضو برونزي
    Array الصورة الرمزية صلاح سر الختم علي
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    الدولة
    ودمدني سابقا 114 ومايو
    المشاركات
    1,436


    2
    رن الهاتف بألحاح متسول ليس في وجهه مزعة حياء.. تجاهلته ولكنه أستمر في الرنين .. كانت تحمله في يدها مع مفتاح العربة الصغيرة التي تتركها كعادتها في ظل ما وتفضل السير علي الأقدام في دائرة العمل والسوق القريب.. مدت يدها لتغلق الهاتف ولكن فضولها دفعها لتلقي نظرة علي الشاشة الصغيرة المتوهجةنهارا لتقرأ اسم المتصل وحين فعلت علت وجهها الابتسامة من جديد ولكنها جعلت الوجه جامدا بسرعةوتلفتت حواليها حتي لايتكرر المشهد السابق..لم يكن هناك أحد بالقرب منها هذه المرة فوضعت الهاتف النقال علي الأذن الصغيرة _التي لم يتدلي منها قرط الافي المناسبات كما تحب ان تقول_ وأخذت تحادث نجلاء صديقتها وزميلتها الأثيرة بمودة ونبرة ضاحكة... كانت نجلاء تريد تذكيرها بمواعيد الدورة التدريبية التي أوشكت وتريد ان تقول لها كعادتها أنها محظوظة وأنها تحسدهاعلي معاملة المديرالخاصة لها وحكايات أخري كثيرة... كان مزاجها معتدلا فاستمعت اليها بتلذذ طفل يتناول آيسكريما في نهار حار... ومضت بعد أغلاق الهاتف نحو موعدها الأول مع المجهول القادم من زمن ما ومكان ما لكي يتقاطع مع أحلامها وأوجاعها في تلك الظهيرة التي يتصبب الناس فيها عرقا كقطعة قماش مبللة تعصرها أياد قوية.... بلغت مكان العربة فتحت بابها وألقت نفسها داخلها وأدارت المفتاح وقبل أن تنطلق لمحت في مرآة العربة لدهشتها الشاب الذي صادف ضحكتها وظنها له يتسكع في زاوية احد الدكاكين فضحكت بصوت مسموع وأنطلقت الي الأمام وهي تقول كأنها تخاطب شخصا معها في السيارة:تتصوري يانجلاء دائما يلاقيني النوع دا... دائما النمرة غلط... دائما الكهرباء قاطعة والزول يدق الهون بدل التلفون!!! تذكري بتاع الجامعة داك ..الولد الأريتو مانضم .. تذكريهو!!!اطلقت ضحكة طويلة هازئة وانطلقت الي الدورة التدريبية.

  16.  
  17. #9
    عضو برونزي
    Array الصورة الرمزية صلاح سر الختم علي
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    الدولة
    ودمدني سابقا 114 ومايو
    المشاركات
    1,436


    3
    دخلت القاعة الجميلة الواسعة المكتظة تماما بخطوات وقورة واثقة .. بنظرة سريعة اختارت موقعا ستجلس فيه كل ايام الدورة بلا تغيير كعادتها المكتسبة من ايام الجامعة ... كن ثلاث صديقات لايفترقن ابدا ولايغيرن مكانهن في القاعة والكافتيريا والداخلية وكان الناس يفرقون بينهن بالمناطق التي ينحدرن منها، تماما كما تلحق اسماء المدن باسماء الفنانين والفنانات ولاعبي الكرة... وكان الاصدقاء المقربون يسموهن عصابة البرايات الثلاثة لما لقوه منهن من مقالب ومكر ومتاعب عديدة..كان المكان هادئا وجميلا وباعثا علي الدفء...الالوان متسقة ومتفقة مع مكان مخصص للتدريب والهدوء يجعل الشهيق والزفير مسموعين كهدير مظاهرة باختصار كان المكان دعوة مفتوحة للمشي علي اطراف الاصابع والحديث رمزا وهمسا والشعور الجميل بالتميز والرقي، وكان ذلك هو الجو المفضل لديها رغم حبها للمرح والدعابة فقد كانت جادة جدا فيما يتعلق بالعمل والتعلم فضلا عن ذلك فقد اعادها المكان بسمته الاكاديمي الي ايام الجامعة الغنية بالقاعات المزدحمة التي يحفها الهدوء. فقط كان الفرق بين المكان وقاعة المحاضرات ان المقاعد مصفوفة بشكل غرفة اجتماعات دائرية بها فراغ في المنتصف تحتله زهور صناعية لاتبدو كذلك وتبعث نوعا من الحيوية في المكان ولم تكن مضطرة الي رؤية ظهور الاخرين او الاستدارة للخلف لرؤية من خلفها بل كان ميسورا لها ان تتصفح الوجوه كلها دون ان يلحظها احد. فقد كانت تحب ان تلاحظ كل شئ بمسحة سريعة وان تبدو في الوقت نفسه لامبالية .في مسحها السريع هذا وجدت وجوها تعرفها وطافت بذاكرتها كل المعلومات والقصص التي تعرفها عن اصحاب الوجوه وكانت بعض الوجوه جديدة ولاجديد ملفت فيها وبعضها مثيرة للاهتمام من زوايا متعددة
    كانت النظرة الاولي سريعة خاطفة ولكنها قاتلة...من اين أتي هذا الشئ الغامض ؟ هذا البرق الخاطف الذي لمع فاضاء الدواخل ونشر الدفء الحميم وتلك الالفة وذلك التصالح مع الاشياء ذلك الشعور بانها تطير كفراشة في سماء الغرفة التي باتت منفتحة علي سماوات رحيبة.. كان وجها تشعر عند النظر اليه انك باعلي الجبل ، بل بأعلي قمة العالم كله..هو شعور اقرب الي الشعور بالانتماء واعادة اكتشاف الاشياء...قلبها يدق بصوت مسموع مثل صوت ساعة عتيقة ترن في مبني عتيق يسكنه السكون...ابتلعت ريقها بصعوبة حين خاطبها بصوت قوي واثق وخرج صوتها مبحوحا كانه ليس صوتها هي.. لم تدر ماقالت لكن تلك الابتسامة الوطن احتوتها برقة فخرج صوتها جهيرا واتسعت ابتسامتها حتي غطت علي كل شئ في المكان... من اين يأتي هذا الهدير؟
    لم تكن تملك إجابة، ولم تكن راغبة في الإجابة....
    فهي لم تدر أبدا من أين يأتي ذاك الهدير ولا كيف جري الذي جري ولكنها تتذكر كل التفاصيل الصغيرة حتي إبتلاع الريق بصوت مسموع و هروبها السريع في ختام اليوم واضطراب خطواتها واختلاط كل شئ، هذا احساس تعرفه وتخافه جدا ففي آخر مرة طرق ابوابها كان عاصفة مدمرة اقتلعت كل ثابت في حياتها وقلبت حياتها رأسا علي عقب .لكنها برغم ذلك كانت تبتسم بطمأنينة وسعادة حين تتذكر ذلك الأحساس بقربه وبأنفاسه التي أشاعت الدفء وعطلت كل أثر لأجهزة التكييف الكثيرة المنتشرة بالقاعة، كان دفئا خاصا بها وحدها حتي أنتابها شعور بان المكان بات مكانين : مكان يسع الجميع ومكان آخر يقع داخله لكنه مكان يضم أثنين فقط ويصنع لهما جدارا عازلا عن الكل،لم يعد بالمكان أنفاس وصدر يخفق الا أنفاسه وأنفاسها وصدره وصدرها هي ودقات قلبيهما المتسارعة . كانت تشيح بوجهها عن وجهه ولاتري سواه وتشعر بنظراته مسمرة فوقها لاتتزحزح قيد أنملة. في الجانب المقابل لها كان ثمة وجه نسائي يبتسم ابتسامة ذات معني لم تفتها فهمست لنفسها: (اللعنة علي راداركن لاتفوته شاردةولاواردة.) وتساءلت في سرها: هل تري كانت مشاعري مرسومة فوق وجهي كلافتة في مسيرة؟ أم انه هو من فضح بنظراته الثابتة النار التي تختبئ خلف وجوه تعمل جاهدة علي رسم الحياد؟
    أفاقت علي صوت المحاضر يبطئ وهو يمضي نحو منتصف حصته الأولي ويفتح بابا للحوار.كانت تكتفي باستماع تحبه وتدقيق صامت في كل ما يقال، كان نقاشا شيقا أعادها الي أجواء المكان الذي يسع الجميع، حتي تحدث هو فعادت مع صوته وخيالها من جديد الي المكان الذي يسعهما فقط وظلت هناك حتي أنقضي الزمن كله وعمت المكان حركة قلقة وخرج الجميع الي استراحة أعادتها من جديد للمكان الذي يسع الجميع الى حين.

    التعديل الأخير تم بواسطة صلاح سر الختم علي ; 30-05-2013 الساعة 10:10 AM
  18.  
  19. #10
    عضو جديد
    Array
    تاريخ التسجيل
    Jun 2012
    المشاركات
    70

    جميعنا لهفة وشوقا في انتظار نهاية ذلك المجهول الذي يتقاطع مع إحساسها بالدفء وذلك العناد الذي نلمحه والكبرياء الذي تحاول ان تتجاهل من خلاله ذلك الغائب المدهش المنتظر ........ واصل أخي نتمنى لك كل التوفيق

    التعديل الأخير تم بواسطة ملكة النحل ; 12-01-2013 الساعة 05:46 AM
  20.  
  21. #11
    عضو برونزي
    Array الصورة الرمزية صلاح سر الختم علي
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    الدولة
    ودمدني سابقا 114 ومايو
    المشاركات
    1,436


    4
    مضي الوقت سريعا كحلوي في فم طفل ،لكن النار كانت قد اشتعلت في الدواخل، دار المحرك بكل قوته،انطلقت السيارة بلا مكابح، كان ثمة شئ ما يشد كل منهما الي الاخر ولكن الصمت كان لغة ناطقة، كان الحديث يتدفق في كل اتجاه بينهما كصديقين حميمين التقيا بعد طول غياب فانفتحت كل ذاكرة علي الاخري ،ارتاد معها مراتع الطفولة وركضا حافيان علي حصي في ظهيرة حارقة دون إكتراث ،لعبا العابا كثيرة يذكرا بعضها ويغيب معظمها من الذاكرة ، كانت تركض في خياله نحيلة العود طويلة القامة وعلي الوجه ابتسامة ماكرة والجوقة تزفها باصوات مميزة في شوارع ترابية متعرجة: محمد ولد ..محمد ولد...،وكانت تتسلل معه الي طفولة شقية مسكونة بالمطر ونقيق الضفادع وبساط أخضر من الحشائش وفراش ملون وشوارع اليفةوبيوت مفتوحة علي بعضها البعض ، كان يمسي طفلا بحق وهو يحكي عن الطفولة، فتمسي طفلة وهي تستمع ويغيب الزمان والمكان ويتوقف الزمن في اللحظة الحاضرة الراحلة صوب كهوف الماضي الجميلة ،وحين تفيق تبتلع ريقها بصعوبة وتهمس فيحتبس الكلام في حلقها ولايخرج. كان الحب يحوم في المكان لكنه بات أبكما وأخرسا.وحين تتمالك نفسها وتودعه وتسرع نحو السيارة الصغيرة بخطوات تشعر بها تعود بها الي الوراء بدل المضي بها قدما،تلعن الزمن الذي يمضي في سرها وحين تفتح الباب باصابع مرتجفة لاتتمكن من مقاومة اغراء النظرة الاخيرة فتلتفت وحين تلتقي العينان بالعينين تشعر بشئ يحترق وشئ يخترق، فتنكس الرأس وتبحث باضطراب شديد عن موقع لقدمها علي دواسة الوقود وتبحث بيدها عن ملمس المفتاح يهدر المحرك وتنطلق هاربة نحو الأسفلت.

  22.  
  23. #12
    عضو برونزي
    Array الصورة الرمزية صلاح سر الختم علي
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    الدولة
    ودمدني سابقا 114 ومايو
    المشاركات
    1,436

    5
    كانت الدورة التدريبية تقترب من النهاية وذلك الشئ النابت بينهما يبدأ دورة حياة لايعرف أحد منهما كم تطول، كان الانجذاب قد تحول حوارا والحوار بات ألفة ، القواسم المشتركة كانت كثيرة، لكنها بطبعها كانت متحفظة دوما، كان أكثر ما تخشاه أن تطأ اقدامها جرحا كامنا فتتجرع الم تعرف جيدا انها لن تقوي علي احتماله، منذ صغرها كانت تخشي خيبة الأمل والفشل، كانت تفضل موت ألاشياء في داخلها صغيرة قبل ان تكبر، كانت تعرف بطريقة ما ان سقوط غصن صغير لايساوي سقوط شجرة عملاقة ، وكانت تعرف بطريقة ما انه من الافضل ان تتلقي ضربة السيف علي يدك بدلا من غوصه عميقا في احشاءك، لهذا السبب كانت مثل غزال شارد تفضل الركض بعيدا عن الأيدي ولاتغامر أبدا بالوقوع في الأسر،أن تركض بعيدا خير من السقوط تحت رحمة الصائد، هكذا كان شعارها، لذلك كانت حياتها كلها عبارة عن ركض دائم في مضمارات الحياة، ركض لاينتهي أبدا. وهي حين يثقبها الحزن تهرب الي ركن قصي فقد اعتادت ان تتقاسم الفرح مع الاخرين وتنكفئ علي الحزن وحدها تخبئه عن الاعين كسر عزيز تتظاهر بالنوم والأرق يفتك بها وتلوذ بالصمت والرغبة في البوح تفتك بها وتختار الوحدة في اكثر لحظات الاحتياج،وحين تبكي تبكي السماء معها بدمع غزير فالمطر وحده القادر علي غسل قطرات الدموع عندها... المطر وحده القادر علي فك طلاسمها حين تصمت.
    كان يطرق أبوابها بالحاح فقد كان يعرف بطريقة ما أنها تطوي جوانحها علي سر عزيز، سر ما، يراه في عينيها وفي صمتها وإطراقتها الطويلة وفي أسفها الذي يعقب كل ضحكة من القلب تخرج منها في لحظات الصفاء، كان يعرف بطريقة ما أن ثمة بركان ما بداخلها يشتعل.

  24.  
  25. #13
    عضو برونزي
    Array الصورة الرمزية صلاح سر الختم علي
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    الدولة
    ودمدني سابقا 114 ومايو
    المشاركات
    1,436

    6
    كان خالد محقا في ظنه واستنتاجه،ولو قدر له مرافقة هبة في باقي يومها والدخول الي ذاكرتها من باب جانبي لكان شاهد عيان علي ذلك المشهد العاصف الذي أسلمها الي دموع أنستها أحداث نهارها الحافل كلها
    مشهدا وحيداأحتل سماء الغرفة الصغيرة
    وتمدد أمام ناظريها كمشهد تبثه شاشة عملاقة
    كانت الشمس ساطعة بوهج غريب حين خرجن الثلاثة من الجامعة كسرب حمام صوب الشارع، كانت أحلامهن تتقافز من خلفهن وأمامهن كطفل شقي، وما كن يدرين أن العقد سينفرط وأنهن علي موعد مع لعبة
    القدر المتربص، كانت ضفائر سارة الطويلةتتراقص فوق ظهرها كجريد نخلة باسقة تلعب بها ريح، وكانت هبةتضحك وأسنانها البيضاء النضيدة تلتمع كعقد فريد في عنق جميل،وكانت هاجرممسكة بيد سارة اليسري كطفل يخشي الضياع في الزحام حين افلتتها سارة وركضت عابرة الشارع ودوي الصوت...صرير كالنواح
    وسارة تحلق عاليا كنسر جريح ثم تهوي علي وجهها وينفجر الدم كنافورة
    وفي حلق هاجر ينحبس الصراخ وعلي الوجه يرتسم الذهول
    كان مشهدا عسيرا علي الرحيل من الذاكرة، ضاقت به ذاكرة هاجر ، فلم تنطق هاجر بعد ذلك اليوم، لم يحتمل قلبها ولم يحتمل عقلها فتسربت روحها الي حدائق الذهول والصمت، أما هبةفقد كان فقدها فقدان في لحظة فاجرة :سارة وهاجر معا،ماتت الضحكة فوق شفتيها، غامت الدنيا في عينيها، وحين أفاقت كانت الدنيا قد باتت تمشي علي قدم واحدة، غابت سارة الي الأبد وبقيت صورتها تستدعي صرير عجلات العربة النعش والحزن الماطر، وخرجت هاجر الي مجهول لم تعد منه أبدا.

  26.  
  27. #14
    عضو برونزي
    Array الصورة الرمزية صلاح سر الختم علي
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    الدولة
    ودمدني سابقا 114 ومايو
    المشاركات
    1,436


    7


    ما بال الجمال مشيها وئييدا
    أجندلا يحملن أم حديدا؟

    كان تشييعا مهيبا ظل محفورا بالذاكرة ولم يغادرها
    كانت الصبايا النائحات يمشين في موكب التشييع كأنهن في مظاهرة تجوب شوارع الخرطوم في صيف لاهب
    كانت العمائم والجلاليب البيض يمشين معهن في إستكانة
    كانت المدينة فاغرة فمها في دهشتين
    دهشة رحيل الفراشة
    ودهشة من هذا الموكب غير المسبوق في ذاكرة المدينة
    فقد رأت المدينة مواكب عديدة
    لكن النساء لم يكن أبدا بقلب الصورة
    ولم يغبرن أقدامهن صوب المقابر
    ولم يرافقن عزيزا أكثر من باب الشارع في رحلته الأخيرة
    لكن الطالبات الباكيات كسرن القيود واخترقن المسافة بين الجامعة والمقابر كفرس جامح افلت نفسه من صاحبه والقاه أرضا وهام في المدينة كيفما شاء
    كانت الشمس يومها حانية لطيفة لاتؤذي أحدا
    وكانت السيارات صامتة الأبواق والعصافير صامتة بأعلي الشجر
    نظرت حليمة بائعة الكسرة عند سور المقابر الي الموكب في دهشة
    وهمست لجارتها بائعة الفول المدمس
    من تراه ذلك الكبير الذي رحل اليوم يا عائشة؟
    قالت عائشة بأسي:
    طالبة بالجامعة يا حليمة
    طالبة
    أظنها كانت ملاكا
    ليتك رأيت كيف بكنها أخواتها
    كأنها أول مرة يعرفن فيها الموت..كانت عائشة صادقة تقريبا فمعظمهن كانت تلك زيارة الموت الأولي لحياتهن.

    حتي هبة لم تقو علي الوصول ابعد من سور المقابر جوار عائشة وحليمة في ذلك اليوم البعيد الذي لايخرج من الذاكرة أبدا.


  28.  
  29. #15
    عضو فضي
    Array الصورة الرمزية بدر الدين احمد الطائف
    تاريخ التسجيل
    May 2009
    الدولة
    ودمدنى دردق
    المشاركات
    1,351

    شكرا استاذ صلاح على هذه الروائع .
    متابيعن ان شاء الله.

    اللهم اعطنا خير هذا اليوم ما قبله وما بعده اللهم اكفنا شر هذا اليوم ما قبله وما بعده
  30.  
  31. #16
    سكرتير مجلس الادارة
    Array الصورة الرمزية ساريه
    تاريخ التسجيل
    Oct 2010
    الدولة
    مدينة الجمال مدنى
    المشاركات
    2,243

    تسجيل حضور ومتابعة ....

    هذا هو النسيان ..أن تتذكر الماضى ولا تتذكر الحكاية ......
  32.  
  33. #17
    مشرف القسم الثقافي

    Array الصورة الرمزية ياسر عمر الامين
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    الدولة
    ودمدنى
    المشاركات
    2,635

    تحلو معك المتابعة استاذنا الحبيب صلاح سر الختم...

    يا وحى الهامنا وموضع احترامنا يا مدنى الجميله ليك مليون سلامنا.
  34.  
  35. #18
    عضو برونزي
    Array الصورة الرمزية صلاح سر الختم علي
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    الدولة
    ودمدني سابقا 114 ومايو
    المشاركات
    1,436

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ملكة النحل مشاهدة المشاركة
    جميعنا لهفة وشوقا في انتظار نهاية ذلك المجهول الذي يتقاطع مع إحساسها بالدفء وذلك العناد الذي نلمحه والكبرياء الذي تحاول ان تتجاهل من خلاله ذلك الغائب المدهش المنتظر ........ واصل أخي نتمنى لك كل التوفيق
    ملكة النحل
    شكرا علي نهرك الذي دلقتيه هنا .................. حضورك يحفز علي مزيد من الحروف

  36.  
  37. #19
    عضو برونزي
    Array الصورة الرمزية صلاح سر الختم علي
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    الدولة
    ودمدني سابقا 114 ومايو
    المشاركات
    1,436

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بدر الدين احمد الطائف مشاهدة المشاركة
    شكرا استاذ صلاح على هذه الروائع .
    متابيعن ان شاء الله.
    يشرفني جدا حضورك ومتابعتك اخي بدر الدين

  38.  
  39. #20
    فخر المنتديات
    Array الصورة الرمزية بدر الدين محمد
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    الدولة
    ود مدني حي المدنيين الجامع
    المشاركات
    3,210

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صلاح سر الختم علي مشاهدة المشاركة
    1
    كان نهارا شديد الحرارة علي خلاف الصباح في ذلك اليوم.... وكانت دواخلها متصالحة مع كل شئ منذ صباح باكر بدا مبشرا باشياء اخري غير التي باح بها النهار... لم تك تدري ان ثمة قطارات إنطلقت من أماكن مختلفة وسوف تلتقي في تقاطع ما...وبدأ كل شئ بلا مقدمات...

    ففي ذلك الصباح خرجت وعبرت المدينة من اقصاها الي اقصاها للحاق بذلك الاجتماع الذي جاء بغير انتظار... كانت ضفيرتها الطويلة تئن تحت الحجاب الذي بات حاجزا بين عالمين فيها، كانت الضفيرة تبحث عن شمس وهواء طلق يتلاعب بها ، لكنها تبقي سجينة حيث تعلم هي وحدها بوجودها وطولها وكونها كانت الريح تلعب بها يوما ما،لكن ذلك الزمان ولي ولم تبق منه الا ذكريات تماثل رنين جرس الصباح في المدرسة وتقافز الفراشات نحو فصولهن بذلك الضجيج....هذا الصباح له طعم مختلف... لكنه لايبوح بأسراراه أبدا....كانت تشعر ان ثمة شئ ما ينتظر ليذيب جبل الجليد الساكن فيها و الذي كاد يمسي جبلا حقيقيا... كانت حاسة شمها قوية فيما يتعلق بالزلازل وكان كل شئ في ذلك الصباح الشتوي الجميل يقول ان ثمة زلزال يقترب... اسرعت الخطي والقلب يضطرب والخواطر تتهاطل عليها كالمطر بلا توقف..... وكانت ذكريات الجامعة حاضرة بقوة في ذلك الصباح لسبب غامض لاتعرفه كانت الذكريات تتداعي كالمطر في صباح غائم في ذاكرتها دون ان تستأذن او تطرق الابواب....
    في الطريق توقفت عند كتابة علي حائط وهمست في سرها( ليتك قلت لها عوضا عن تلطيخ الجدار .... الجبناء والمراهقين وحدهم هم من يختارون الحوار مع الجدار عوضا عن الحوار مع إنسانة من لحم ودم... الحب عند هولاء مثل قضاء الحاجة :عمل فردي له ثماره باتجاه واحد... !!!) أبتسمت لغرابة الفكرة وفؤجئت بان أبتسامتها صادفت تحديقة شاب يسير في الاتجاه الآخر من الشارع فظن سهمه قد اصاب وحين أبتسم في وجهها علت وجهها تقطيبة وهي تهمس لنفسها بقرف: (سم!! ومن الذي يبتسم لك أيها الغبي!!!) وأسرعت لاتلوي علي شئ مبتعدة كالهارب من عدوي فتاكة....

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد الجزولى مشاهدة المشاركة
    شرف لي أن أكون أول الحاضرين هنا
    أستاذي صلاح سر الختم
    أتابع حروفك بكل الدهشة اينما وجدت
    تسجيل حضور في مهرجان الإبداع
    حروف جابت ود الجزولى أكيد حروف جزلى
    متابعين .. مستمتعين
    ورأيك شنو يا صلاح تجمعا لي اصمما ليك في كتاب؟؟؟؟؟

    أحببت ذا الخلق العظيم
    نورا وعلما وصراطا مستقيم
    وهو تياري وحزبي وإمامي والزعيم
    فله التعصب (كله) والانحياز
  40.  
  41. #21
    عضو برونزي
    Array الصورة الرمزية صلاح سر الختم علي
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    الدولة
    ودمدني سابقا 114 ومايو
    المشاركات
    1,436

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ساريه مشاهدة المشاركة
    تسجيل حضور ومتابعة ....
    حضورك ضوء ينير طريق الكلمات ويحفز الخيال

  42.  
  43. #22
    عضو برونزي
    Array الصورة الرمزية صلاح سر الختم علي
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    الدولة
    ودمدني سابقا 114 ومايو
    المشاركات
    1,436

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ياسر عمر الامين مشاهدة المشاركة
    تحلو معك المتابعة استاذنا الحبيب صلاح سر الختم...

    سلمت اخي ياسر واتمني لك متابعة ممتعة

  44.  
  45. #23
    عضو برونزي
    Array الصورة الرمزية صلاح سر الختم علي
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    الدولة
    ودمدني سابقا 114 ومايو
    المشاركات
    1,436

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بدر الدين محمد مشاهدة المشاركة
    حروف جابت ود الجزولى أكيد حروف جزلى
    متابعين .. مستمتعين
    ورأيك شنو يا صلاح تجمعا لي اصمما ليك في كتاب؟؟؟؟؟
    الحبيب بدر الدين تحية لك وللرائع ود الجزولي
    الرواية لم تتم بعد لا في الواقع لافي خيالي
    بل سأواصل كتابتها واتابع تطوراتها معكم
    ومثلكم فالرواية عندي تأتي في جرعات ولا اكتبها مرة واحدة
    واستمتع جدا بكتابتها علي الهواء في منتديات مدني
    كما فعلت في روايتي نيران كامنة
    تابع معي
    وعندما تكتمل سوف اخبرك
    وستعلم انها اكتملت من خلال المتابعة
    اشكرك من قلبي علي العرض السخي
    واتمني ان يظل قائما حتي انتهاء العمل في الرواية

  46.  
  47. #24
    عضو جديد
    Array
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    46

    الاستاذ صلاح
    سرد جميل
    وقصه اجمل
    واسلوب مدهش فى التصوير

    ابداع ايما ابداع

    حفظك الله


    متابعه بشغف شديد

  48.  
  49. #25
    عضو برونزي
    Array الصورة الرمزية صلاح سر الختم علي
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    الدولة
    ودمدني سابقا 114 ومايو
    المشاركات
    1,436

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة البورتسودانى مشاهدة المشاركة
    الاستاذ صلاح
    سرد جميل
    وقصه اجمل
    واسلوب مدهش فى التصوير

    ابداع ايما ابداع

    حفظك الله


    متابعه بشغف شديد
    هذا من طيب نفسك
    شكرا اخي الكريم البورسوداني

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
by boussaid