مرات تتوهم انك وصلت إلى طريق مسدود . لا تعد أدراجك! أقرع الباب بيدك . لعل من خلفه أصم لا يسمع.
أقرع مرة و مرات أخر ! فلعل حامل المفتاح ذهب إلى السوق و سوف يعود. إذا لم يفتح أحد بعد طرقة عاشرة!
حاول دفعه بحلم و أناة، لتوغل فيه برفق.إذا كان كل طارق أطال البقاء فلا بد لكل باب أن ينكسر و لا بد أن يستهين الأمر.
اصبر و لا تيأس. اعلم أن كل واحد منا قابل مئات الأبواب المؤصدة, ولو كنا يئسنا لبقيت أمم بأسرها واقفة أمام أبواب بعض!
عندما تحدثك نفسك ويساورك شك بأ نك توشك على الضياع ابحث عن نفسك! و سوف تكتشف انك موجود وحي ترزق. و أنه من
المحال أن تضيع و في قلبك ذرة إيمان بربك , و في دماغك ولو ذرة عقل يحاول أن يفهم كي يصنع من فسيخ الفشل شربات نجاح،
و يرفع من خسران جولة بيارق للنصر المبين . لا تتهم الدنيا بأنها ظلمتك ، فأنت بذلك تجني على نفسك و تتجنى على الدنيا
و تكون أنت الذي ظلمت نفسك. فالدنيا ليست تكية توزع العطايا على البؤساء إنها آلة ضخمة و هي بحاجة منا لوقود حيوي
كي تدور تروسها و تعطينا . و من الوارد جداً أن نعطي في أول الأمر و لا نأخذ شيئاً.فيجب أن نبذل العطاء و الجهد المضني حتى
نجني بعض ما نريد . و لا تقلق إن كان رزقك شحيحاً أو كفافاً, فرب قطرات من عطاء ربك خير من سيل عرم و سماء مدرار. ممن سواه.
حذار ، ثم حذار من الظن أن من يحيطون بك إنما يغمدون الخناجر في ظهرك فربما يكونون أبرياء من اتهامك. و تكون أنت من أدرت
ظهرك لخنجرك لتغرسه في جسدك بطيشك و استهتارك و بنفاذ صبرك!! فلا تظلم الخنجر. عليك ألا تتصور و أنت في ريعان صباك
أن خريف عمرك قد أزف.املأ رئتيك بأنفاس الأمل لتزيل غشاوة اليأس من على تجاعيد قلبك. الميل الواحد في نظر اليائس الناظر
إلى خلفه ، النادب لحظه ، اللاطم لخده هو ألف ميل , و في عين المتفائل لا يعدو كونه قيد أنملة لأنه ينظر إلى الغد, فإذا رأيت أنياب
الدنيا بارزةً ذات يوم فلتظنّنّ أن الدنيا بالفعل تبتسم. كي تتباسم في وجهها وسوف لن تخسر شيئاً.
المفضلات