هذا خلق الله
( هذا خلق الله فأرونى ماذا خلق الذين من دونه) صدق الله العظيم
أنظر إلى صفحة الكون لله ما أحلاها وأرقاها وأروعها وأعمقها من قصيدة
خرجت من القلب فنقشت على القلوب إعطاؤها كثير, معانيها غالية , ثمارها طيبة مباركة .
جزى الله ناظمها فضيلة الشيخ إبراهيم على بديوي
عميد معهد الأسكندرية الدينى ورئيس جمعية الشبان المسلمين بدمنهور خير الجزاء ورحمة الله . والله لكأني بدقات القلب تكاد تنطق وتترنم بكل بيت من أبياتها:
بك أستجير ومن يجير سواكا
بك أستجير ومن يجير سواكا
فأجر ضعيفا يحتمى بحماكا
إنى ضعيف أستعين على قوى
ذنبى ومعصيتى ببعض قواكا
أذنبت ياربى وآذتنى ذنوب
ما لها من غافر إلاكا
دنياي غرتنى وعفوك غرنى
ما حيلتى فى هذه أو ذاكا
لو أن قلبى شك لم يك مؤمنا
بكريم عفوك ما غوى وعصاكا
***********
يا مدرك الأبصار والأبصار لا
تدرى له ولكنهه إدراكا
أتراك عين والعيون لها مدى
ما جاوزته ولا مدى لمداكا
إن لم تكن عينى تراك فإننى
فى كل شىء أستبين علاكا
*********
يا منبت الأزهار عاطرة الشذا
هذا الشذا الفواح نفح شذاكا
يا مرسل الأطيار تصدح فى الربا
صدحتها تسبيحة لعلاكا
يا مجرى الأنهار ما جريانها
إلا إنفعالة قطرة لنداكا
**********
رباه هأنذا خلصت من الهوى
واستقبل القلب الخلي هواكا
وتركت أنسى بالحياة ولهواها
ولقيت كل الأنس فى نجواكا
ونسيت حبى وأعتزلت أحبتى
ونسيت نفسى خوف أن أنساكا
ذقت الهوى مرا ولم أذق الهوى
يا رب حلوا قبل أن أهواكا
أنا كنت يا ربى أسير غشاوة
رانت على قلبى فضل سناكا
واليوم يا ربى مسحت غشاوتى
وبدأت بالقلب البصير أراكا
يا غافر الذنب العظيم وقابلا
للتوب قلب تائب ناجاكا
أتردة وترد صادق توبتى
حاشاك ترفض تائبا حاشاكا
يا رب جئتك نادما أبكى على
ما قدمته يداى لا أتباكا
أخشى من العرض الرهيب عليك يا
ربى وأخشى منك إذا ألقاكا
**********
يا رب عدت إلى رحابك تائبا
مستسلما مستمسكا بعراكا
ما لى وما للأغنياء وأنت يا
رب الغنى ولا يحد غناكا
ما لى وما للأقوياء وأنت يا
ربى ورب الناس ما أقواكا
ما لى وأبواب الملوك وأنت من
خلق الملوك وقسم الأملاكا
إنى أويت لكل مأوى فى الحياة
فما رأيت أعز من مأواكا
وتلمست نفسى السبيل إلى النجاة
فلم تجد منجى سوى منجاكا
وبحثت عن سر السعادة جاهدا
فوجدت هذا السر فى تقواكا
فليرض عنى الناس أو فليسخطوا
أنا لم أعد أسعى لغير رضاكا
أدعوك يا ربى لتغفر حوبتى
وتعيننى وتمدنى بهداكا
فاقبل دعائى وستجب لرجاوتى
ما خاب يوما من دعا ورجاكا
****************
يارب هذا العصر ألحد عندما
سخرت يا ربى له دنياكا
علمته من علمك النووي ما
علمته فإذا به عاداكا
ما كاد يطلق للعلا صاروخه
حتى أشاح بوجهه وقلاكا
واغتر حتى ظن أن الكون في
يمنى بني الإنسان لا يمناكا
أو ما درى الإنسان أنك لو أردت
لظلت الذرات في مخباكا
لو شئت يا ربى هوى صاروخه
أو لو أردت لما استطاع حراكا
يأيها الإنسان مهلا واتئد
واشكر لربك فضل ما أولاكا
واسجد لمولاك القدير فإنها
مستحدثات العلم من مولاكا
الله مازّك دون سائر خلقه
وبنعمة العقل البصير حباكا
أفإن هداك بعلمه لعجيبة
تزور عنه وينثنى عطفاكا
إن النواة وإلكترونات التي
تجرى يراها الله حين يراكا
ما كنت تقوى أن تفتت ذرة
منهن لو لا الله قد قواكا
كل العجائب صنعة العقل الذى
هو صنعة الله الذي سواكا
والعقل ليس بمدرك شيئا إذا
ما الله لم يكتب له الإدراكا
لله في الآفاق آيات لعل
أقلها هو ما إليه هداكا
ولعل ما في النفس من آياته
عجب عجاب لو ترى عيناكا
والكون مشحون بأسرار إذا
حاولت تفسيرا لها أعياكا
قل للطبيب تخطفته يد الردى
يا شافي الأمراض من أرداكا
قل للمريض نجا وعوفي بعد ما
عجزت فنون الطب من عا فاكا
قل للصحيح يموت لا من علة
من بالمنايا يا صحيح دهاكا
قل للبصير وكان يحذر حفرة
فهوى بها من ذا الذي أهواكا
بل سائل الأعمى خطا بين الزحام
بلا إصطدام من يقود خطايا
قل للجنين يعيش معزولا ً بلا
راع ومرعى ما الذي يرعاكا
قل للوليد بكى وأجهش بالبكاء
لدى الولادة ما الذي أبكاكا
وإذا ترى الثعبان ينفث سمة
فاسأله من ذا بالسموم حشاكا
وسأله كيف تعيش يا ثعبان أو
تحيا وهذا السم يملا فاكا
واسأل بطون النحل كيف تقاطرت
شهدا وقل للشهد من حلاكا
بل سائل اللبن المصفى كان بين
دم وفرث ما الذى صفاكا
وإذا رأيت الحي يخرج من حنا
يا ميت فاسأله من أحياكا
وإذا ترى ابن السود أبيض ناصعا
فاسأله من أين البياض أتاكا
وإذا ترى ابن البيض أسود فاحما
فاسأله من ذا بالسواد طلاكا
قل للهواء تحسه الأيدي ويخفى
عن عيون الناس من أخفاكا
قل للنبات يجف بعد تعهد
ورعاية من بالجفاف رماكا
وإذا رأيت النبت في الصحراء
يربو وحدة فاسأله من أرباكا
وإذا رأيت البدر يسرى ناشرا
أنواره فاسأله من أسراكا
واسأل شعاع الشمس يدنو وهى
أبعد كل شيء ما الذي أدناكا
قل للمرير من الثمار من الذي
بالمر من دون الثمار غذاكا
وإذا رأيت النخل مشقوق النوى
فاسأله من يا نخل شق نواكا
وإذا رأيت النار شب لهيبها
فاسأل لهيب النار من أوراكا
وإذا ترى الجبل الأشم مناطحا
قمم السحاب فسلة من أرساكا
وإذا ترى صخرا تفجر بالمياه
فسلة من بالماء شق صفاكا
وإذا رأيت النهر بالعذاب الزلال
جرى فسلة من الذي أجراكا
وإذا رأيت البحر بالملح الأجاج
طغى فسأله من الذي أطغاكا
وإذا رأيت الليل يغشى داجيا
فاسأله من يا ليل جاك دجاكا
وإذا رأيت الصبح يسفر ضاحيا
فاسأله من يا صبح صاغ ضحاكا
هذي عجائب طالما أخذت بها
عيناك وانفتحت بها أذناكا
يأيها الإنسان مهلا ما الذي
بالله جل جلالة أغراكا
المفضلات