كانت تجلس هادئه مستقره متجمده تلقي بنظرها اسفل الارض ..وكانها تفكر في شيء ما ..رغم سكونها الذي جذبني اليها في زورق من الفضول ..وانا اراها في هذا الهدوء الغريب الملفت للنظر ..الا انني كنت متاجج المشاعر ....اقتربت منها ! في تتابع خطوات تعمدت ان اخرج منهن صدن كي تسمعهن اذناها ولكن !! كانت كما هي لم ادري لماذا تصرفت بهذه اللا شعوريه الغريبه ..ولكن دائما يهزمني الفضول ..سحبت خطواتي ببطء رهيب وكنت ابتكر شيء ما الفت به نظر تلك الفتاة..لا لشي ما ولكن رغبه قويه اغير بها وضعيه تلك الفتاة المستقره بهذا الشكل قرابة الساعه ..كنت افكر ..واخيرا !! ذهبت اليها في شجاعه متناهيه
_ لو سمحتي يا اخت ..لو سمحتي
هكذا كررتها لبضع دقائق وكانت الفتاة كما الجبل لم يتحرك لها ساكن ..اضطربت مشاعري وشعرت بالقلق والخوف علي هذه الفتاة آآآآآه لايمكن ..؟ ما بها ؟ اخذت اضرب علي كتفها بخوف وبحزر واناديها
_ يا اخت يا اخت !!؟
فانتفضت الفتاة في ذعر وردت علي وكاد صوتها الحاد يخترق طبلة اذناي
_ مالك يا ود الناس في شنو؟
ارتعشت لردها المفاجيء الذي ارتجفت له انصالي ..وصوتها الصارخ الذي ادخل في نفسي الرهبه واندهشت لجمال ملامحها ووجها الفاتن ..اختلطت عليّ الامور فلم استطع حتي الجواب ..فكنت كما المجنون واكتفيت بالصمت والنظر اليها في دهشه ورعشه ورهبه واعجاب ,,وكانت تنظر الي نظرة المستغرب !
وبعد دقايق من هذه الحيره القاتله , سالتني في هدوء كهدؤها الاول
_ كنتا عايز تقول حاجه ؟
لامس صوتها الهاديء النقي اذني في تتابع ..وكانها سالتني ثلاث مرات لملمت قواي وكنت العن نفسي .. ما الذي ادخلني في هذا المازق ..فاجبتها في تعلثما شديد
_ ااابداً بس كنتا شايفك قاعده وما بتتحركي .
ردت علي بسرعه متناهيه بكلماتا اخترقتني كما السهام وكانها كانت تتعمد احراجي
_ وده يهمك في شنو؟
_ ثم ثانيا بتعرفني من وين انت؟
ياللورطه!! .. اخذت ارجع للوراء مستخدما كعب رجلي في هذه المهمه ..وانا يملاني الاحراج والخجل من هذا الموقف اما هي كانت هادئه ولكن زينت وجهها بابتسامه غريبة ..اخذت اسحب اقدامي الي الوراء حتي خرجت من ذلك المكان اللعين ..وانا العنها تاره واحمدها تاره ..رغم صعوبة الموقف الا هناك شعورا غلب علي نفسي ..حتي الشعور كان يساندها في هذه المعركه الفضوليه ...فكانت هزيمتي نكراء بكل المقايس .
اخذت اتسارع الخطي وانا كما السارق حتي وصلت موقف المواصلات ..وسرعان ما اتت حافلة الركاب ..ركبت الحافله ونعمت بمقعد جوار النافذه وكنت في غاية التعب ..واخيرا تحركت الحافله ,,واستسلمت قواي للنوم ..نمت نوما عميقا لم استيقظ الا علي صوت السايق وهو يصيح
_ يلي يا اخو دي اخر محطه
جرجرت اقدامي في بطء ولم تكن عادتي ونذلت في تعباً شديد وكانني كهل عجوز طاعن السن ..كانت المسافه من المحطه الي المنزل ليست بعيده ولكن ذلك اليوم كنت اراها كما السفر..كنت اسير وبطبيعتي وفضولي الشديد انظر الي كل الاتجاهات اثناء سيري ولو كان الامر بيدي لو ضعت كل الاتجاهات امامي لا اري ما يحدث من خلفي ومن يميني ومن يساري ..كنت اسير في بطء والتفت في بطء ..وفجئه..! وانا انظر للوراء توقف عنقي وتجمدت قدماي ..اصبحت كما التمثال لم اشعر الا بلساني وهو يقول :
- مستحيل ..ما مكن .. اكيد دي ما هي ؟لا هي !!!!!!!!؟
حتي اقتربت بنفس الابتسامه المحرجه وذهبت ! وانا بذلك الوضع ..شلت حركتي تماما وتلخبط تفكيري ..اخذت فتره وانا اغزي دواخلي بمعلوماتا عن نفسي وعن هويتي وعن طبيعتي وما الذي جاء بي الي هنا ..وبعد قليل شعرت بعنقي يعود للوضع الطبيعي ..وقدمي بدات بالحركه ..ولحسن حظي في تلك اللحظه وجدت نفسي امام منزلي بعد ساعات من الارهاق الفكري ..طرقت الباب ..فتحت والدتي وهي تسالني في شقف
_ اليله الاخرك شنو ؟
لم استوعب شي ولكن في تلك اللحظه كنت اعرف شيئا واحد اسمه الفراش ..ذهبت في سرعه شديده نحو غرفتي ..كانت ولدتي تلح وتكثر علي بالاسئله ..ولكني اجبت عليها بالنوم العميق ..لم استيقظ الا في اليوم الثاني علي نغمات العصافير وموسيقا الصباح الهادثه فتحت نافذة الغرفه ..وانا اتنفس هذا النسيم العليل ..كلما ما امتلي منه صدري زاد في نفسي الامل والتفائل ..وانخفضت درجات التوتر التي تشعرني بالحمي كلما عدت الي شريط البارحه ..وانا استمتع بهذا الصباح الجميل ..فجئة ..تمر بخاطري تلك الفتاة عندما التقيتها للمره الثانيه ..بقرب منزلي ..ما الذي جاء بتلك الفتاة الي هنا .. اهي تسكن نفس الحي الذي اسكن فيه ؟ ياه .. يا لغبائي ..لما لم افكر فيه البارحه ..وما الذي يجعلني ان افكر فيه ..ولما افكر في هذه الفتاة واجعل لها كل هذا الاهتمام ..انني اكرهها ولا اطيقها حتي .. لا.. انني معجبا بها وانا اجادل نفسي ..حتي انقطع الحوار بالطرق علي باب الغرفه.. كانت والدتي كعادتها توقظني في الصباح لشرب الشاي والذهاب الي الدراسه
فتحت علي باب الغرفه
_ هي ما شالله الليله صحيت براك ..؟؟
فبتسمت لها
_ وانتي كيف اصبحتي يايمه
_ الحمد لله يا ولدي ..كدي يلاك عشان الشاي ما يبرد
كانت امي ترمقني بنظرات تود فيها ان افسر لها ما حدث في البارحه ..وكنت اتهرب منها بالحديث عن اشياء غير مجديه ..واخيرا كدت انسي
_انتي يا امي في ناس سكنو هنا ؟
استغربت امي لهذا السوال المفاجيء ..!
_ااي في المربوع القدامنا...علا بتسال مالك ؟
_لا بس سمعتا عنهم وقلتا اتاكد منك...
_ ديل ناس حاج الطيب ومحاسن...وعندهم بت وحيده اسمها جميله... والله قالو ناس طيبين وزينين
_ واضح عليهم يا امي
_ هو انت لاقيتهم
_لا انا اتاخرتا بعد كده يا امي...يلا فتك بي عافيه
_والله جنون الزمن دة تمحنو بقيتو ماكم مفهومين شي...يتم عافيتك ياولدي...ربنا يسهل طريقك تمشي وتجي بالسلامه
خرجت من المنزل وانا اردد اسم تلك الفتاه حتي سمعته بام اذناي من لساني..فاخذت ااتلفت كما المجنون ..يا للعجب!!!!!!
..اصبحت تصرفاتي كلها غريبه .. ومن تكون جميله هذي التي شكلت لي هاجسا بين يوما وليلا ..وسيطرت علي قرارات نفسي..لا ادري ..ليتني اجد الاجابه ؟
منذ ان رايت تلك الفتاة وانا ينتابني شعور غريب ...لم افسره في داخلي اهذا هو الحب ,,ام هي رغبه في الانتقام ..اصبحت لا افسر ما يجري في دواخلي بالشي الصحيح ..ليتني اجدها لتعطيني الجواب المناسب ..
مرت علي خمسه ايام وانا ابحث عنها في كل مكان لم اجد ها ليتني اراها لو للحظه ..خمسه ايام وكأن الارض انشقت وبلعتها ..اين انتي ايتها الهادئه ..اريد ان احدثك عن سر احتفظ به داخل اعماقي ..اريد ان اخبركي عن انهزامي لك ..اين كان كل هذا ان ..احتاج اليها الان ..نعم احتاج اليها اكثر من اي وقتاً مضي ..اصبحت كل شي بالنسبه لي برغم ما فعلته معي الا انني لا استطيع ان انكر هذه المشاعر ..وانا اناجيها داخل نفسي ..حتي تسربت الي اذني طرقات باب المنزل ..لم اهتم للامر كثيرا .. يبدو انها احدي جارات والدتي .. لم يعنيني الامر بشي ..وكنت من نافذة الغرفه اشاهد المغيب ..يالجماله ..ويالهدوءه فكان غروب الشمس ساكنا هادئا كتلك الفتاه ..وسرعان ما نظرت الي الافق وانا المح صورتها وابتسامتها ..ولكن الشمس لم تمهلني طويلا..وسرعان ما رحلت فتاتي مع ذلك الضوء الشارد .. جاءت امي ..بصوتها الحاد ..وتبدو انها ثائره غاضبه علي .. كانت تصرخ من خارج الغرفه حتي دخلت
_يالود انت اليومين دي مالك ؟
_مالك يا امي في شنو؟
_في شنو انت يا ولد ..مالك الحاصل عليك شنو ؟
_مافي شي يا امي ..انتي كان معاك ضيوف !
_اي والله .. ديل الجماعه السكنو جداد.." لكن ...."
وهنا لم اسمع حتي بقية الكلام .. التي كانت تتحدث به امي عنهم ..سرحت في دنيا جميله .. يالسوء حظي ..كانت في منزلنا ..ولم استطع حتي النظر اليها ..امتلئت غيظ وحرقه ..فافقت للمره الثانيه علي صوت امي ويبدو ان كل هذه الملامح كانت واضحه علي وجهي ..
_ ياولد انت مالك
اجبت امي...بحده واضحه
_ وليه يا امي ما كلمتيني عشان اسلم علي الناس ديل...ولا انا ما واحد من البيت ده ؟
_ امرك غريب .. من بتين انت بتسال من ضيوفي ولا بتجيب خبرهم ؟
قالتها امي في دهشه شديده ..وكانت تنظر الي بشده .. من ما جعلني هذا الامر اضحك علي نفسي حتي امتلات عيناي بالدموع ..اما امي فاذدادت عجبا ..من ما جعلها الامر تسالني في حيره
_ انت جنيت يا ولد؟
_ والله يا امي الجن بالداوه ..المهم جايننا بتين تاني ؟
_ لا ما اظن يجو تاني
قالتها امي في دهاء عندما لمست هذا الاهتمام الذايد بتلك الاسره وكانها كشفت امري
_ هي يا حاجه كدي ما تبالغي عليك النبي ..طيب ما تمشي ليهم انتي
_ انا براي ما بخبر السكه ..تمشي معاي
_ اي طوالي ..طوالي
هكذا كررتها لعدت مرات في لهفه .. من ما جعل الامر واضحا بالنسبه لوالدتي التي استدركت حقيقه الامر
_ لكن انت ما وريتني الشاغل بالك ده لاقيتو وين ؟
_ بالله يا امي انتي بتعرفي لي جنس ده
تبادلنا الضحكات وقالت بمزاحها المعتاد
_.انت ما عارف يا ولدي
_ اها
_ البنيه قالو مخطوبه ..وخاطبه ود عمها
تسمرت مكاني وكنت ابحلق في وجه امي ولو لم تسعفني بضحكتها الطويله لسقط صريعا
_ يا ولدي ما تخلي قلبك رهيف كده ..بتقده
_ كان اتقده بوديهو الترزي يا امي
_لكن البنيه جد اسم علي مسمي ..قمر اربعتاشر ..ربنا يحفظه ويغتيها
_ انا زاتي قلتا كده
_ انت قلتا كده بس !!
_ لكن ما وريتيني...ماشه عليهم بتين
_ في اي وكت لو شعرته بي روحي فاضيه ونشيطه بقوم امشي عليهم
_ ده كلام شنو يا امي... اصول الزياره ما كده
_ اها كيفن ؟
_لازم يكون في موعد للزياره .. انتي عايزاهم يقولو علينا ما عندنا اتوكيت
_ جابتلها اتوكيت كمان.. دي الا كان اصول ذمنكم ده يا ولدي .. لكن بيت الجار ده زي بيتك ..وانحنا كلنا اهل ..والاهل بينهم مافي احراج ..بس انت مكبر القصه براك
ربما لانبهاري بتلك الفتاه ..كنت اريد ان البس لها ثوب الحضاره والتثقيف .ولكن ما اجمل الانسان بسيجته وطبيعته
_ والله طول عمروا الواحد يتعلم من والدوا
_ اوعه تفتكر انك كبرته واتعلمته خلاص بقيت تفهم احسن مني
_ لا والله يا امي ..لكن نشوف لينا يوم عشان نمشي مع بعض ما معروف ظروفي تكون شنو
_ خلاص نمشي بعد باكر
كان يوم الاثنين بعيدا بالنسبه لي فكنت احسبه بالساعات لا بل بالدقائق ..ليتني اغمض عيناي وافتحهما علي صباح يوم الاتنين مضي هذا اليوم وظهر في الافق شعاع الشمس المختبيء خلف غيوم الخريف ..وهو يعلن عن بداية يوم جديد لم انم تلك الليله .. فكرت في كل الامور الا ان هناك امرا لم افكر فيه ..داهمني فجئه ! يا للهول
ولحسن حظي جاءت امي لتوقظني كعادتها ..طرقت باب الغرفه
_صباح الخيرياولدي
_ صباح النور يايمه ..جيتي في وكتك
_ خير ياولدي
_ انتي يايمه ناس حاج الطيب عارفني او شافوني قبال كده
_ اصبحنا واصبح الملك لله .. ياولدي انت بقت ما عندك سيره غير الناس ديل
اها يفرق شنو كان شافوك ولا ما شافوك
_ يفرق كتير يا امي
_ العلم عند الله ما عارفه
_ جلست افكر في خطورة الامر ..ولكن سدت في وجهي جميع الابواب..فكنت اخاف نتائج تلك الزياره وقد يتكرر الامر بالنسبه لي مع تلك الفتاة واخيرا
_ يمه يمه
_ اها
_ انا احتمال ما اقدر امشي معاك
_ ليه في شنو ؟
_ ما عارف... لكن ما ضامن ظروف الدراسه تكون كيف
_ خلاص نخليهو مره تانيه
_ لا يا امي امشي انتي ..ولا اقول ليك خليها لي بعدين يحلها الف حلال
اخذ ت دفتر الدراسه وهيئت نفسي للخروج ..ولكن شي ما اقعدتني ..دخلت غرفتي ..وانا يكسوني التوتر والقلق ..كنت افكر في طريقه التقي بها تلك الفتاة ..ولكن لا استطيع التحدث اليها ..ولكنني احبها ..فكنت افكر في طريقه اخري واخيرا ..
ابتسامتك جد عنيده
الا جواي بس بريده
رغم فيها بشوف هزيمتي
الا فاكر فيها ريده
يا جمالك يا جميله
يا نقيه ويا فريده
بي سهام عينيك وقعته
اصلي صيد زي كل صيده
ما بلوم فيك العواطف
وما بسيبه عشان اعيده
وبيك بتحدي العواصف
ونبني دينايتنا الجديده
نبقي زي الطير نسافر
بي جناحاتنا السعيده
وتبقي من بطن الدفاتر
صيحه في عالم القصيده
بي حروفك ليك اغني
وترقص اشواقنا الشديده
ونعتزل ارض التمني
بس منانا يديمه ريده
انتي في روحي اتولدتي
وكنتي احلامي الاكيده
ليك بخاطر بي عزيمتي
وفيك هزيمتي تكون شهيده
ايوا حبك من ملكني
ساقني لي دارا بعيده
فيها ختيت زاد حياتي
وعشتا بيك يا احلي ريدا
المفضلات