إلا ... أحرفاً
أفردتُ لكْ ..
في الُروحِ من ألَقِ الحَنينِ وقلتُ لَكْ:
يَمِّمْ شُجُونَكَ قِبْلتي
أُسْلُك دُروبَ العِشقِ وادْخلْ مِلّتي
ما خَابَ قَلبٌ يا حبيب العمِر
طَوْعاً قَدْ سَلَكْ
دُونَكَ الأشواقُ والإشراقُ والهمسُ الذي
ضَمّنتُه وَجْدِي
وقَلْبي ومَا مَلَكْ
طَّوَعْتُ نَاشِذةَ الحُرُوفِ بخَاطِرِيْ
أَدْمَيْتُها مَعْنىً يُسَافِرُ في البَعَيدِ وبُحْتُ لَكْ:
إني أُحِبُّكَ سَيّديْ.. وأُحِبُّ حُبَّاً
في دِمَائيْ يَرْتَدِي ثَوْبَ البَقَاءِ فَمَا هَلَكْ
ولَرُبَّما كَانَ ارْتِحالُكَ بَغْتةً
ضَرْبٌ من الأوهامِ .. أو ضَغْثٌ من الأَحْلامِ
في ليلٍ حَلَكْ
ولَرُبَما حِينَ إلتقيتُكَ صُدفةً
وسألتُ أشواقاً إليكَ تَهُزُني
سألتُ قَلْبيْ عنوةً كي يسألَكْ:
كيفَ البَعِيدْ؟
وَكَيْفَ أَرْصِفَةَ الْمَوَانِئِ وَالْقِطَارَاتِ الْحَزِيِنَةِ
وَالْدُّرُوبِ الجَارِحَة
صَفْ لِيَ مِيَاهَ الْبَحْرِ وَالْجَزْرَ الْوَحِيدَةِ
وَالْضِّفَافِ الْمَالِحَة
صِفْ لِيَ بُكَاءَ الْروحِ يَلْفَحُها الْحَنِيْنُ فَتَنْثَنِيْ
شَوْقَاً إِلَىَ تِلْكَ الْوُجُوْهِ النَازِحةْ
صِفْ لي ارتحالُكَ .. هكذا ..
كالضُوءِ يَخْفُو في الظِلالِ الكالِحةْ
حُلُماً حملتُك في دَمِي ..
وغَرَسْتُ طَيفَكَ شاهِداً يَجلو مَتَاهاتَ الطَريقْ
وصَفَفْتُ أشيائيْ الصغيرةَ وانْتَظرتُ مَجِيئكَ المَفْتولِ
من حَبْلِ البَرِيقْ
كم ذا انتظرتُ مَجئَ أعْينِكَ التي
دَحرَتْ جُيوشَ مشاعري
سَرَقتْ بياضَ دفاتري
ومَحابِرِيْ قَدْ لا تَفَيقْ
كَمْ ذا انتظرتُ مَواسِماً في البَالِ ... ما جَاءتْ
ولا جاءَ الحَرِيقْ
أَصْبَحْتُ كالمَعْجُونِ مِنْ صَبْرٍ
ومَنْ يَأسٍ رَقِيقْ
وكالمَفْتُوقِ مَنْ ضِلْعِ النَوَى
أَشْكُو فَتؤلَمُني خُطَايْ
أنْسَى فيؤلِمُني الطَرِيقْ
عبثاً مَحَوتُ ملامحاً من رَسْمِكَ المَنْحوتِ
في النَبْضِ الوَجِيفْ
عَبَثَاً مَحَوتُكَ
من دَمِي ..
وَحُروفَ كُلَّ قَصَائدي ..
وطُقُوسَ كِلَّ مَعَابدِي ..
عَبَثَاً فَرَرْتُ مِنَ النَزِيفْ
ظَلَّتْ عُيونُك وِجْهَتِي ..
وفَجِيعَتِي ..
وَهَمْسُ أَحْلامي الشَفِيفْ
ظَلَّ وَجْهُكَ في الهَجِيرَ غَمامتِي ..
مرفأي ..
ويمامةٌ تَلْهُوْ مَعَ المَطَرِ الخَفِيفْ
ظَلَّتْ وعُودُك بالمَجِيئِ ..
تُرِيبُني ..
وتُذِيبُني ..
وتُصِيبُني في خَاِفقِ الأمَلِ الوَرِيفْ
وظَلَلْتَ مثلَ الوَشْمِ لا تَبْلى
بَقِيتَ كما الأبدْ
تَفْنَى سِنينُ العُمْرِ يَمْضِي في الغِيابِ بَرِيقُها
وسِوَاكَ والأَشْواقُ لَمْ يَبْقَ أَحَدْ
ظَلَلْتَ وَحْدَكَ في البَهَاءِ
وفي الصَفَاءِ
وفي الدِمَاءِ
وخَلْفِ أبوابِ الجَسَدْ
وأنا ظللتُ كَمَا أنا
مُتَوشِحاً حُزْني ومَجرُوحُ الفُؤادِ ..
وسَاهِماً
تَعْدوعلى خَطْوِي تَصَارِيفُ الأمَدْ
مُتَرَنِحاً ما بَيْنَ وعْدِكَ بالإيَابِ
وبَيْنَ بُعْدِكَ في الغِيَابِ
وعَالِقاً بَيْنَ المَنَاحَةِ والجَلَدْ
قُلْ لِيْ بِرَبِكَ كَيْفَ جِئْتَ؟
وكَيْفَ غِبْتَ؟
لِمَ رَجَعْتَ؟
وقَبْلَ ذَلِكَ كُلَّهُ .. مَنْ أَرْسَلَكْ؟
لِتَكُونَ أنْتَ الحَيْرَةَ الكُبْرَى
وسِرَّ هَشَاشَتِي .. مَنْ قَالَ لَكْ
أنِّي أُحِبُكَ هَكَذا؟
سِراً غَرِيباً في غُيِوبِ الوَهْمِ
أُحْجِيةً يَموتُ الحُبُّ فيها ولا يَمَوتْ
أُسْطُورةً وحِكَايةً لا تَنْتَهي ..
ما أَجْمَلَكْ !!
فَلَقدْ سَرَقْتَ النَبْضَ
تِلْوَ النَبْضِ
تِلْوَ النَبْضِ
ثُمَّ القَلْبَ
ثُمَّ ... أَخَذْتَ ..
ثُمَّ رَجَعْتَ .. ثُمَّ جَرَحْتَ ..
ثُمَّ أخَذْتَ ما اسْتَبقَيْتَ إلا أحْرُفاً
طَوْعاً تُنادِي ..
هَيْتَ لَكْ
المفضلات