النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: المبدع/ مندق علي الأزهري

     
  1. #1
    عضو فضي
    Array الصورة الرمزية سمل الحلفاوى
    تاريخ التسجيل
    Jun 2005
    الدولة
    اصلا حلفاوى وساكن بحرى كافورى
    المشاركات
    1,010

    المبدع/ مندق علي الأزهري

    ثمة شجرة وارفة الظلال يقال لها اللبخ تقف منتصبة وشامخة لتعكس معلماً بارزاً من معالم ميمن توو.
    وقد سُطرت على لحائها باقة من الذكريات المنقوشة تماماً كتلك التي خطت على جدران قهوة عكاشة. وتطل هذه الشجرة مباشرة على النيل والمروج الخضراء التي تشكل مرتعاً للخراف والشياه، والطيور تحلق مزهوة في سماءاتها الممتدة. والفراشات تحوم و تعبر الروابي. "والخضرة في الضفة، وهمس النسيم الماش". ومن الشمال تمتد الأشجار الظليلة وباسقات النخيل. ومن الشرق راسيات الجبال حيث يقع ضريح عبد الرحمن ابن عوف ولا أدري يقيناً إن كان ضريحاً بالفعل أم أن أحداً قد رآه في المنام هناك! فأياً كانت الحقيقة فهذا الورع يحرسهم ويتحفهم ببركاته الميمونة، أما من الجنوب فلا سحر يذكر إلا من بيوت مهجورة ومأهولة تتناثر ذات اليمن وذات الشمال. في خضم هذه الطبيعة الخلابة ومن وحي ذلك الألق الذي يلف المكان ويحيط به، استلهم عملاقنا شاعريته الثرة ، واستمد حسه الموسيقي المرهف الذي يكاد ينطق سحراً وبهاءاً، فصدق إذ أنشد يصف جمال ميمن توو عندما تشرف الشمس على المغيب:
    " إننان قونج مَشَن قُدكا جوو داوكا ميمن توو فنتيقا"

    هأنذا أعود مجدداً للحديث عن شاعرنا الملهم مندق
    فكما أسلفت فإنه ابن هذه البيئة الفاتنة المعطاءة وقد ورث الفن من أهل والدته "المرحومة" في تروي بسركمتو أما أجداده من أبوه وهم أجدادي أيضاً "معشر الكَفن أَسي" فقد كانوا رحمهم الله تقاة وأهل ورع ونسك. أما شقيقاه فكانا لا يمتان إلى الأدب والفن والموسيقى بصلة بيد أنهما اشتهرا بالفكاهة وخفة الظل.
    وتاريخ شاعرنا مندق حافل بكوكبة من الأغاني الشجية وباقة من الألحان الحالمة
    كأغنية (ودَعوس ووا دلقدوني) (تلو مَن دستو) (مسوو ويكا جاقتم) وسلسلة من أروع الأغاني التي تلامس شغاف القلوب وتدغدغ الأحاسيس أما القريبة مني أنا شخصياً فهي رائعته (هكر كر نلويا أي تدو)
    فيبدو أن شاعرنا كان مسافراً إلى الشقيقة مصر وترك وراءه حبيبته وإليكم ما تيسر لي من الترجمة:

    (تُرى! كيف سيتسنى لي رؤيتك هنا ،،، وأنا مسافرٌ إلى هناك و كلي شوق إليك
    قد تابعت النهر شمالاً وأنا أقول سوف أعود سريعاً
    وحسبت أن مياه الدميرة المتدفقة ما هي إلا دموعك التي تذرفينها لوعة
    فلماذا يا أنت قد اغرورقت عيناك بالدموع وأنت التي كنت تقولين لي دوماً إياك والبكاء

    التحية لهذا العملاق الأغر
    لا زال الليل طفلاً يحبو على قدميه، ولم يدرك شهرزاد الصباح ليكف عن الكلام المباح، فدعوني أمضي قدماً في الحديث عن ميمن توو موطن أديبنا الذي أنجب لنا جميعاً عملاقاً جباراً. وأذكر أنهم كانوا يطلقون على ميمن توو (المنطقة الدبلوماسية) وسر تسميتها أنه ومن المفارقات الغريبة أن كل الزوجات في هذه القرية كن لا ينتمين إليها ولا لفركة برمتها وإن كان شاعرنا قد كسر هذه القاعدة مؤخراً فتزوج من أقاصي فركة (أسعدهما الله).
    وبالعودة إلى مندق ثانية، يجب أن أسلط الضوء قليلاً علي جوانب أخرى من ابداعاته الثرية فهو أيضاً أديب رفيع وله عدة إنجازات أدبية وشعرية لا مجال لحصرها هنا ولكن ثمة قصيدة أجادت بها قريحته عن الراحل المقيم صلاح عاشة فكانت قمة في الرقة والسلاسة وقصيدة أخرى كان يخاطب من خلالها بنت أخيه أشواق التي كانت طفلة حديثة الولادة آنئذ. وربما أضيفت لسجل إنجازاته الشعرية والغنائية دررٌ أخري لتستكمل منظومة العقد الفريد ولكنني وإياه لسنا على اتصال ووصال لمشاغل الحياة وربما للبعد .
    ولكن لا ضير في أن يتحفنا شاعرنا وسائر معجبيه بروائعه عبر هذا المنتدى
    وذلك أضعف الإيمان!!!!

    ولمبدعنا التحية والود غير مقللين
    عذراً أحبتي إذا شوقاً دخلت إليكم من باب الخروج وبعد أن كنت قد أزجيت لمبدعنا التحية والود غير مقللين حيث وجدت أن الحديث عنه يطول كثيراً. فإضافة إلى شاعريته وفصاحته في اللغة العربية نثراً وشعراً إلا أنه أيضاً متعه الله بالصحة والعافية يتمتع أيضاً بأنامل ذهبية ذات براعة فائقة في العزف على أوتار العود حيث نجد أن كافة اغنياته الخالدة تعد من تلحينه . ففي ذات ليلة من ليالي الرياض الحالمة كان كوكبة من السمار تضمهم جلسة سمر فرايحية وبعد أن شارفت الأمسية على الانتهاء وكدنا نتأهب لإعداد العشاء، إذا بنجمنا المخضرم يمسك بالعود ثانية ويصدح مردداً أغنيات الراحل الجابري ببراعة منقطعة النظير فكان بحق تحفة في الأداء والعزف مع الأخذ في الحسبان صعوبة أداء وعزف أغنيات الجابري التي تتسم بالمزج بين المقامات الشرقية وأرباع التون وبين السلم الخماسي في آن واحد . ولا أخالكم تجهلون أنه يجيد أيضاً وبنفس البراعة العزف على آلة الطنبور غير أنه لم يسبق له قط أن لحن أغنية من أغنياته بآلة الطنبور ولو كان قد فعل ذلك لأضاف بعداً جديداً وألقاً فريداً لباقة روائعه .
    ولا مجال هنا للإشارة إلى ملكات إبداعية أخرى حباه الله إياه كموهبتي الرسم والخط
    هيا بنا نمضي قدماً في التجوال في الساحة المندقية الخضراء التي لا تحدها الحدود ونتفيئ الظلال في ذلك الدوح الظليل. فثمة أغنية لأسطورتنا الملهمة تعجبني كثيراً لسحر كلماتها التي تتدفق حناناً وشوقاً إلى الوطن إذ يقول فيها: " إيقادين أيقا هدو آقلي ،،،،، إندويا والله تدو آقلي"
    حيث يهيم فيها مبدعنا عشقاً وولهاً لأرض فركة الفتية - أو لربما جسد حب الوطن الكبير أو البلد برمته ورمز إليه بفركة - حتى أنه تمنى من فرط حبه لو يدفن فيها عند الممات (بعد عمر مديد بإذن الله) لكى يتسني لزوار قبور "جملة" زيارته ليغمرونه ويشملونه بفيض من دعواتهم المباركة. ويسترسل فيها مخاطباً أحبته الذين يكنون له الشوق والمحبة ويقول :ويا ووا أيقا مشككو،،، أيل أُدَن هسون تيقسي ،،، هلبت أي تُوسَفيليني،، ووا يو سامحي مسي،
    يا لها من كلمات رقيقة غارقة في بحور من السحر و تنم عن إحساس غاية في الرقة والسلاسة.

    وإن كانت هذه الأغنية دون غيرها قد تم تلحينها بوتيرة واحدة فلا يتغير اللحن إلى نهاية الأغنية.
    ولا أدري يقيناً ما السر في ذلك، مع الأخذ في الحسبان أن مندق يتمتع بملكة خارقة في التلحين والتنويع!!
    لست أدري، فربما كانت هنالك أسباب فنية بحتة ترجع إلى تركيبة الكلمات ونسقها وهو أعلم بذلك غير أن الأغنية تعد من الأغنيات الحميمة بالنسبة لي شخصياً .




    حكمة وقالها سمل ودالولياب
    لف في أي منتدى براحتك .. في غير منتدى ودمنى مش حتـــاخد راحتـك
    سمل ود جزيرة كولب ( وادى حلفا ولاباريس
  2.  
  3. #2
    عضو فضي
    Array الصورة الرمزية سمل الحلفاوى
    تاريخ التسجيل
    Jun 2005
    الدولة
    اصلا حلفاوى وساكن بحرى كافورى
    المشاركات
    1,010

    أرَقدتون أُشر كوسا








    أحبتي الغالين،، سلاماً عاطراً يضمخ فضاءاتكم الساحرة
    أود عبر هذه الإتكاءة القصيرة التي نتفيئ في دوحها الظليل ونعيد شريط الذكريات،،
    أن أتناول معكم قليلاً عن أسطورة الألي (الصفقة) في الأعراس. وبداية دعوني أيها الأحباب أعرج قليلاً وألقي الضوء على سر تسميتها بهذا الاسم وأحسب أن الاسم يراد به الإشارة إلى الحفنة أو الكلمة الانجليزية Handful أو Fistful وفي المكاييل النوبية يقولون فنتن كرج أو إدن ألي وهكذا والله أعلم والسواد الأعظم من أهل السودان يشتمل تراثهم الشعبي على هذه الصفقة بما فيها الأعراق غير العربية في شتى بقاع السودان ولكن ثمة سؤال بات يحيرني طويلاً منذ نعومة أظفاري وهو أن الكري (بكسر الكاف) الذي كانوا يؤدونه قديماً وهو أن (يكر) يردد الكري أحدهم ويتبعه الآخرون في وتيرة واحدة لا تتغير أبداً وكانت النسوة (إنجي شماليقو) اللائي يرقصن على إيقاع الكري كن يفضلنها كثيراً على الصفقة التقليدية التي تكون بمصاحبة الغناء وأنغام الطنبور لأن الكري كان يساعدهن كثيراً على متابعة الرقص على إيقاع متزن وريتم سليم وكانت تقنية الرقص آنئذ تعتمد على التناغم بين حركات القدم واليدين والقدلة (حركات الرقبة أو الجيد) في تزامن فريد وقليلاً ما كنا نجد أن الكري شائعاً ومنتشراً في قرى النوبة الجنوبية الأخرى حيث كانت تنحصر حدودها ضمن نطاق عمودية كوشة وعكاشة والله أعلم (هكذا يبدو لي الأمر وربما كنت مخطئاً في ذلك) واخالها قد غزت ديارنا من جهة الشمال الشمالي أي من النوبة المصرية تماماً كما أغاني الكلكية وأسمر اللونا وغيرها من الأغاني التي كانت ترد إلينا من هناك ولا أعلم على وجه اليقين إن كان الكري معروفاً لدى القرى الأخرى أم لا!
    وكان الذي يقوم بترديد الكري يحظى بسيل من شبال الفرح من الحسان اللائي كن يرتدين الكلوش وقماش صوت المطر وأقراط القمر بوبا وقلادة الشف (بفتح الفاء) والسوماد (خرز كن يضعنها قديماً في أنوفهن "العرانين") والكرب السادة وغيرها من صرعات الموضة وخطوط الأزياء التي انتشرت حينئذ وقلبت كيان المغنين والعشاق.
    فصدق ملك النوبة المتوج والأسطورة الخالدة مكي حين أنشد قائلاً:
    قُرَندق نَلي ،،،، دلكون بلليل ووا نُوبا قُرَندق نَلي
    أقرسن أُكا دُموسا

    وقد تحدثنا عن الأرقد بقدر يسير لا يكاد يروي غليل الظامئ، دعوني الآن أتابع معكم زفة العريس إلى بيت العروسة بعد الاستمتاع بالألي (الصفقة) وأهازيج الفرح والزغرودة الأغرودة وشالبكا كَدنن. ويكون اهل العروسة في إنتظار زفة العريس وقد أعدوا الولائم والودة (بكسر الواو) التي تتألف من الأسلي (وهي البوشار ) أيPopcorn وقليل من حبات التمر ويتم تقديمها عادة في الأعراس احتفاءاً بالمدعوين وقد عبر عن ذلك الاحتفاء شاعرنا المخضرم والمبدع الفاتح شرف الدين حين أنشد في رائعته (سقني) :
    "جقتق وداتجنتان" وهي أن توزع الفتاة ابتساماتها الساحرة. ونواصل المسير ونحن بحضرة هذا الجمع الغفير ومعية العريس الذي سيروه إلى العروس، وعند الوصول إلى وجهتنا بيت العروس يتقدم أحدهم ويخاطب وكيل العروس محيياَ : "السلام عليكم" ويرد الآخر:"عليكم السلام ورحمة الله وبركاته" ويردف الأول قائلاً:
    :" العادة ، يا اهل العروس "!!
    ويجيب وكيل العروس:
    " محمد كبارن كُنن فنتيلتون فَقَتي تود عريسوننا"
    وتتعالى أصوات الزغاريد والتباشير والهرج والمرج وإلى أن يجلس الحضور في بروش مزركشة أعدت خصيصاً لهذه المناسبة السعيدة ويأتي الصبية تباعاً بأناجر العشاء واطايب الطعام- والأناجر هي جمع أنجر والأنجر أنية نحاسية ذات نقوش جميلة في الحواشي وأحسب أن الحلبة هم الذين كانوا يجلبونه معهم ولا أدري لماذا كانوا يطلقون عليهم الحلب؟ فهم كانوا من الغجر الذين يمتهنون حرفة الحدادة وبيع الحمير اكرمكم الله. ويبلغ الليل مداه ويشتد الظلام ويكون الناس في نيام.

    أترككم هنا لأستريح قليلاً من تعب المسير في زفة العريس

    التعديل الأخير تم بواسطة سمل الحلفاوى ; 13-02-2006 الساعة 08:16 PM



    حكمة وقالها سمل ودالولياب
    لف في أي منتدى براحتك .. في غير منتدى ودمنى مش حتـــاخد راحتـك
    سمل ود جزيرة كولب ( وادى حلفا ولاباريس
  4.  
  5. #3
    عضو فضي
    Array الصورة الرمزية سمل الحلفاوى
    تاريخ التسجيل
    Jun 2005
    الدولة
    اصلا حلفاوى وساكن بحرى كافورى
    المشاركات
    1,010

    حقاً، ما أروعه ذلك الفتى الأسمر العبري المولد والمنشأ والدنقلاوي الدراسة والقرابة ذلكم هو عملاق الفن النوبي الأستاذ/ مكي علي إدريس فهو كتلة متقدة من الأحاسيس المرهفة التي تتجسد في إهاب رجل.
    وسوف أتناول اليوم أحبتي في منتدى ودمنى الفتية (إركقون إركي غالنكيل ،،، قلبل فيو مسونكيل) رائعته الخالدة (إن دوقسيندو ووا مسو إن بلد ويرا إمونا)
    وعذراً أحبتي إن تناولتها بشئ من العربية الدخيلة علينا:
    منذ أن غادرت ديارنا أيتها الحبيبة ، لم تكن للديار طعم ولا معنى
    وكم سأءلنا في لهفة بالغة أولئك القادمين من ديار الغربة،
    ولحسرتنا أجابونا بأنهم لم يلتقوا أبداً
    أما هاهنا فقد تناقلت الأخبار ولاكت الألسن أنباء قدومك إلينا
    تُرى! هل ستأتين حقاً يا حبيبتي ؟ وهل تنوين زيارتنا خلال العام القادم؟

    عندما أتتنا أنباء قدومك إلينا، هلت البشائر وأطل البدر علينا في ليلة التمام
    وهبت نسائم أمشير كالأريج الفواح
    وإمتلأ جبنا (بئرنا) بفيض من الماء المنهمر وأثمرت باسقات النخيل بثمار الرطب الشهية
    ودارت الساقية تنوح حنيناً وشوقاً
    عندما أتانا نبأ قدومك وطلتك علينا شعرت بشي ما يداعب مشاعري
    تُرى! هل هم جادون في هذا النبأ! أم أنهم فقط يوهمونني بها
    في ذلك اليوم الذي سأراك فيه بعد طول الغياب،،
    سوف تكتويني نار الشوق بلظاها وسعيرها المشتعل
    أحبتي عشاق العملاق مكي
    هأنذا أعود إليكم مجدداً مع رائعة أخرى من روائع مبدعنا مكي وهي اغنية (سكي سكي ووا أوي سيلكا جوو ألنا بروي)
    فلتهطل مدراراً أيها الغيث وهيا أيتها الحسان لتغرفن مياه السيل

    ووا مَشَا دُكيتم دسيلون وللوو إركونا فآقمينكن
    كَتم ووا عشوق أنلن إركل ويدا تامينكن
    حلفال إسماعيل جوتم كاقنتان فكمينكن
    أقودتم مسوري تَرن مريق أُودن فقورمينكن
    ( لا تشرقي أيتها الشمس ،،، إن لم تكن تلك السمراء تقيم معناهنا في البلد) ( ولا تطلي علينا إن لم تعد معشوقتي إلى البلد)
    (ولا تذهب إلى حلفا أيا أسماعيل "إسم سائق" إذا لم تجلب معك حبيبتي)
    ولا تفيضي يا مياه الدميرة إذا كانت حيبيتي سوف لا تجني ثمار الذرة معنا)

    ويستطرد في روعته صادحاً:"
    دستار أبنتار توتا نورن أُون مقودينجنا
    منجا نسَرا نيلوقون،، أليلق أُوقا نينكَجَا
    مسككو أَشرككو ،،، دلقد أيكا فاييكو ،، فَأدن دومينكو
    أومجَن، نوركنن أُوقون صبرديق دينجا

    (اللهم أحفظ لنا تلك السمراء المرهفة)
    وأجعلنا نكحل أعيننا برؤيتها حقيقة ماثلة لا حلماً زائفاً
    فلكم أن تحصوا بأنفسكم،، معايير الطيبة والجمال والحب العذري والمحال
    حينما تجتمع في قالب واحد ، اللهم ألهمنا صبراً وتجلداًأحبتي عشاق مكي
    لكم التحية مجدداً
    عند الحديث عن مبدعنا مكي يتبادر إلى الذهن فوراً درته المكنونة أغنية (بدري شين) تلك الغادة النوبية الحسناء التي هجرت حبيبها نسياً منسياً في ديار النوبة وتوجهت إلى سادة (الشقيقة مصر) فخاطبها معاتباً ( إركق دلا تيقسيلوقو،، أن أباك إرنجداقلوقو،، أيقا جانجا سادال نقو)
    (حيبيتي،، ألأنني عشقت النوبة كثيراً فآثرت المكوث فيها لأرعي حلالي ومصالحي؟ تهجرينني هكذا وتيممين شطرك صوب أرض الكنانة!) ويناجيها مسترسلاً في عتابه الشديد اللهجة ويندب ذلك اليوم الذ ي هام بها حباً وصبابة فيقولدلقدني تُوسلمنو ،،، سُودتل أيقا تكينكنو،،،
    أن تلنَا توسين أُوقي أربعون أباقلقنو)
    (لقد كان حبك لعنة وفال شؤم،، أوكنت تعبثين بي وبمشاعري!!!
    تباً لليوم الذي وقعت فيه في حبائل حبك صيداً سهلاً فقد كان يوم نحس كيوم الأربعاء) ذلك الحب الذي زيناه بهلال أهل بالبشرى،، وسقيناه دموعاً رقراقاً تنهمر من المآقي الولهى.. وفي مقطع فريد آخر يتطرق فيه إلى خيانة بدرشين له إذ تناست حبه لها وأخذت تركض وراء المال والجاه ووراء من حصد ما غرسه هو بنفسه.
    (وين إيركا وين موكيي،،ن تُكين كاسري جانجي)
    أحبتي كانت تلك مجرد مقتفطات منتقاة وملامح سريعة من أغنية بدرشين
    والتحية والتجلة لعملاق النوبة الأبي مكي علي إدريس

    حنينيات مكي الشجية
    أحبتي في البراحة المكية الوارفة
    من باكورة أغنيات مكي الخالدة أغنية حنينة التي ظل يرددها النوبيون على مر الأجيال إلى يومنا هذا لدرجة أن بعض الناس آنئذ أطلقوا علي مبدعنا إسم مكي حنينة
    والآن مع مقتطفات من الأغنية:-
    ليل يا حنينة مادلي
    مَادلي مَادلي،، أَيقَا أقوروكا أيين جلي،، مُوشن جتل إيك إدري
    (عجباً لأمري،،، حينما يعربد بي الحنين والذكرى لشخص قد طواني بالهجر والنسيان
    وعجباً لذلك الحنين الذي أشعل سعيراً بدواخلي

    إربيل ووا حبيبني،، إربيل شوكج آقنقا،، شوكا مكوجا آقنقا،،
    إن ثلاثاق فَدوقكا،، أيق إكا إرقا فاجوني ،، مَارا إن قُوبداكا

    (أعلم جيداً يا حبيبتي إنك قد أزمعت على الرحيل وحزمت حقائب السفر
    وأعلم يقيناً بأنك حددت يوم السفر وهو يوم الثلاثاء
    ولكنك قد أخفيته في الحي خشية أن أعلم بها)

    دنيا حال ويلا جومونان ،، إنقا قُوبي دَامونان
    مخلوقنق إنقر مُقوكوقون ،،، نورنكن حسابويرا
    (دوام الحال من المحال،،، فإذا تركنا أمر المخلوق جانباً فلنا أن نراعي حقوق الله أيضاً فهو حسابٌ آخر.

    ولا أستطيع في هذه السانحة الضيقة أن أستعرض معكم كافة مقاطع الأغنية
    وأكتفي بهذا القدر

    والتحية لهذا المبدع الساحر

    التعديل الأخير تم بواسطة سمل الحلفاوى ; 13-02-2006 الساعة 08:13 PM



    حكمة وقالها سمل ودالولياب
    لف في أي منتدى براحتك .. في غير منتدى ودمنى مش حتـــاخد راحتـك
    سمل ود جزيرة كولب ( وادى حلفا ولاباريس

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
by boussaid