قبل فترة حضرت حفلات زفاف إثيوبي في كل من هيوستن بولاية تكساس وواشنطن العاصمة كانت رائعة جدا.. الصالة منظمة ومرتبة وفي غاية الجمال.. عجبتني جدا ومن شدة ما هي جميلة كنت برفع رأسي فوق تحت وبقول: (مخير الله كدي أعمل حبة مقارنة) بين حفلات أعراس الإثيوبيين وأعراس السودانيين.. المهم خرجت من أعراس الإثيوبيين التي حضرتها بالملاحظات والنتائج التالية:
لاحظت إهتمام المعازيم المدعويين لحضور حفل الزفاف في المكان حسب الموعد المحدد علي كروت الدعوة.. يعني إنضباط بدون تأخير..عكس السودانيين.. الطاولات كلها إمتلأت بالأسر والأصدقاء.. الكل لابس في كامل أناقته.. الرجال لابسين بدل كاملة مع الكرفات.. والنساء من هن كبار في السن لابسات الأزياء الإثيوبية التقليدية المتعارف عليها.. والفتيات حضرن في أزهي الملابس ذات الموضة والألوان الجميلة الجذابة.. جلس الجميع على الطاولات المخصصة لكل مجموعة كل أصحاب مع بعض في إنتظار حضور العريس والعروس.. وهنالك فرصة وحيدة يتمكن فيها الأشخاص للتحرك وذلك بغرض السلام على المعارف الأخرين والسؤال عن أحوالهم لأن الأعراس تعتبر أيضا فرصة لإلتقاء الناس بمعارفهم.
بعد حوالي ساعة من الزمن والونسة تعزف الموسيقى ويبدأ المغني يغني أغنية خاصة تغنى للعرسان دلالة على أنه حان موعد قدوم العريس والعروس الى مكان الحفل.. يقف الجميع كنوع من الإحترام لإستقبال العريس والعروس تتبعهم البقية المصاحبة لهم من الأصدقاء وأفراد الأهل والأقارب.. وبمجرد دخول العرسان صالة الحفل والسير من خلال ممر في منتصف الصالة يبدأ المعازيم في التصفيق وترديد كلمات الاغنية مع الفنان والتمايل مع انغام الموسيقي الى أن يصل العريس والعروس الى الساحة المخصصة للرقص أمام المنصة التي يجلسون عليها ويرقص رقصة خاصة منفردا بعروسته وسط الزغاريد والتهليلات .. بعد انتهاء الأغنية مباشرة يصحب العريس عروسته ويجلسون على منصة خاصة.. في السودان نسميها الكوشة – يجلس ستة من اصدقاء العريس من الناحية اليمني.. وستة من أصدقاء العروس من الناحية اليسرى.. يشير العريس بيده لتحية الجميع وهز رأسه كدلالة على شكره لهم على تكبد المشاق والحضور لحفل الزفاف ثم يطلب منهم الجلوس.. بعد ذلك تبدأ مراسم التهاني والتبريكات بعدها يتقدم أحدهم ويطلب من العريس وعروسته بأن يتبعاه هو وأصدقاؤه وصديقات العروس الوصيفات ناحية طاولات الطعام التي وضعت في شكل منسق ليأخذ ما طاب ولذ من الأكلات الشعبية الاثيوبية التي تتمثل في تناول الإنجيرا والدابو (وهو عبارة عن نوع من الرغيف) والزقني باللحم والدجاج والفرفر (الفتة السليق باللحم مع الأنجيرا) والكتفو وهو عبارة عن لحمة نية مفرومة تؤكل مع الشطة الدليخ بالإضافة الى الأطعمة المصنوعة من الخضروات المختلفة مثل البطاطس والكرنب والفاصوليا الخضرا والبنجر والسلطة والجبنة غير المالحة.. وكذلك فطائر السمبوسك والأرز مع لحم الخروف.. يعود العريس وعروسه يتبعه أصدقاؤهم الى المنصة المخصصة لجلوسهم ليأكلوا.. ثم يبدأ بعده الجميع في التحرك على دفعات منتظمة لملء صحونهم لتناول طعام العشاء.. بعد انتها فترة العشاء يبدأ الفنان بالغناء.. هذه المرة الغناء والرقص مخصص فقط للعريس والعروس بالإضافة الى الأصدقاء من الطرفين.. وفي الأغنية الثانية يسمح بأهل وأقارب وأصدقاء العريس بالرقص ليجتمع شمل الجميع.. وبعد ذلك يكون الرقص مفتوح لعامة الضيوف المدعويين لكي يشاركوهم الافراح.. (يعني ناس الخرمجة والتنطط بيفتحوا ليهم الباب علشان يهيصوا)..
خلال ساعات الحفل أهم شيء لم أشاهد طفل واحد يجري و يلعب أو يصرخ حول الطاولات أو أمام المنصة حيث لايسمح لهم بإزعاج المدعويين وتعكير صفوهم.. كما لاحظت بأن الأشخاص الذين يتعاطون المشروبات الروحية لا يتعاطونها بشراهة أو الإكثار من تعاطيها لدرجة الثمالة كما يفعل أخوانا السودانيين في الحفلات.. (الواحد يشرب ليهو نص كأس تلعب في رأسه ويقوم يفرتق الحفلة).. ولكن لاحظت الشخص الإثيوبي يكتفي بالقليل في الحفلات لأن الكل جاء ليقضي أوقات سعيدة.. الحفل كان في غاية النظام والإنضباط ويوحي برقي الإثيوبيين وتقدمهم وإحترامهم لبعضهم البعض وللغير.
أما المقارنة بين حفلات السودانيين.. حدث ولا حرج.. أمسك أولا: والله وبكل صراحة أنحنا السودانيين في أشياء كثيرة جدا ما بنديها أي إعتبار.. مثلا عدم الإهتمام بالنظام والمظهر العام في اللبس عند حضورنا للحفلات العامة مثل الأعراس.. البجيك لابس ليه جلابية مبهدلة ومدخل يدينو داخل أيادي الجلابية.. أو قميص عادي وغالبا ما تلقاهو مكرمش أو فنيلة أو بنطلون جينز أو تلقاهو لابس مركوب مع بنطلون وشعره منكوش ومفرفر وحالته بالبلاء.. والجلوس بس الواحد يجر ليه أقرب كرسي ويقعد فيه بدون أي نظام وهات يا ونسه وقندفه قدام البنات.. النسوان والبنات فقط الوحيدين اللائي يهتمن باللبس في الحفلات.
أما الأطفال.. فوضى شديدة زي الكأنك في روضة.. جري بين المعازيم الجالسين في الكراسي ورر ورر.. ودا غير الشكل والصراع والصراخ واك ويك يا أمي شوفي الولد دا ضربني في عيني..يا أمي الولد داك جراني من قميصي ووسخو لي.. يا أمي شوفي الولد دا كنت باكل لي في لحمة خطفها مني.. إزعاج شديد يسببوه لعامة الناس في الحفل.. الأم والأب تلقاهم يشاهدوا في المنظر ولا يعطوه أي إهتمام عادي جدا.. ولاحظت إنو معظم المشاكل بين الناس خاصة النسوان في الحفلات تكون بسبب الأطفال.. يكرهوك ويخلوك تندم على اليوم الجابك الحفلة وخلاك تتلمى معاهم..
عليك دينكم أنحنا نطور متين؟
صدقت أختنا السودانية التي تقول دائما..حفلات السودانية بري بري منكم..
المفضلات