احبُّ الورودَ و نفحَ السَّـحَـرْ

و وَجْـهـاً جميلاُ يبزُّ القمـرْ

و طبعاً أصيلاً و قداً نحيلاُ

و خداً اسيلاً نسيماً عَـبَـرْ

و جُـلَّ حياء ٍ و عينَ عطاءٍ

و جيدَ ظباء ٍ و وجهاً أغـرْ

وخصرَ الغزالِ حذار ِ حذار ِ

نذير معاناة ِ من يعتبرْ

و ردفا ثقيلاً و ساقاً طويلاً

فلولا التباطؤَ كان انْـكَـسَـرْ

---

حديثك ِ عذبٌ يثيرُ الخيالَ

فيطربُ عقلي بشتى الفِـكَـرْ

و صوتكِ ينسابُ كالعندليب ِ

فأنسىَ لذيذ َ لُـحون ِ الوتـرْ

---

يذكِّـرني نـَسـْـقُ هذا الجمال ِ

برسم دافينشي و شِـعْـر ِ عـمـرْ

و لو أن فن دافينشي رأى

و شَـم َّ العبيرَ لكانَ انتحرْ

---

سأذكرُ يومَ لقانا الوحيد ِ

و كيف ارتعشنا و زاغ َ البصرْ

و كنا نحاذرُ عينَ الرقيب ِ

و كيد َ الحسود ِ و لَـمْـز َ البَـشَـرْ

فلما هدأنـا و طابَ المُـقـامُ

هصرنا الغصونَ فطابَ السَّـمـرْ

يصارعُ فينا الشبابُ العــفـافَ

فلما خلونا العفافُ انتصرْ

فيالكَ من مجلس ٍ شيق ٍ

يفيض شذىً و هوىً مُـسْـتـعِترْ

و يملأ نا الغيظ من ساعة ٍ

تدورُ سريعاً لا ثنيْ عَـشَـرْ

---

أحبكِ حبـاً يعُـمُّ الـوجـودَ

يذيبُ الحديدَ فيصغي الحجرْ

احبكِ حبَّ الطيور ِ الشجَـرْ

و حبَّ النبات ِ نزولَ المطرْ

و حبَّ الشجاع ِ ركوبَ الخطَـرْ

و حبَّ الشيوخ ِ زمان َ الصـغـَـرْ

بقلب ٍ رقيق ٍ و حس ٍ دقيق ٍ

و دمع ٍ دفيـق ٍ هوىَ فانـْـهَمَرْ

---

أ فاتنتي ان قلبي الجريحْ

شفيعي لديكِ فكم انتظر ؟

سأبقىَ هنا شاخصاً في السماء ِ

أعُـدُّ النجوم و أرعىَ القـمَـرْ

فبـعْـد الظلام ِ يجيءُ الضياء ُ

و بعدَ الجفافِ يجيءُ المطرْ