التحية لك أخي الشوربجي ، أنا لم أغضب يا أخي ولكني استغربت تنبيهك لي مصحوبا بكلمة ( مرة أخري ) فما كانت هناك أولي لتكون هناك أخري وقلت لك والله لا أجد غضاضة في توجيهي إن حدت عن جادة الطريق ولا تقويمي إن أخطأت فلا معصوم الا المعصوم ولك كل الاحترام وفائقه وموضوعك حقيقي كبير ويحتاج منا ان نشارك بعضنا وجهات النظر وتبادل الحقائق حتي نستبين الطريق . وأسمح لي أن أواصل في الموضوع وانتظر منك ومن مستنيري ومستنيرات المنتدي وهم كثر أن يشاركونا ليس من الضرورة ان تتطابق الرؤي المهم أن تكون لنا رؤي.
أعود للمرأة وكونها نصف المجتمع إن لم تكن كله ،
هناك من دعي الي إعادة النظر في آية المواريث التي تجعل( للذكر مثل حظ الانثيين ) باعتبار انه لم يعد لها مبرر بعد أن خرجت المرأة للعمل مثل الرجل تماما واصبحت تشاركه اعباء الحياة بكل وجوهها، وهناك من له رأي في شهادة المرأة التي فهمت علي أنها نصف شهادة الرجل ، وهؤلاء أعمي الله بصيرتهم وأغشي أبصارهم عن فهم تعاليم دينهم وأقول دينهم لأنهم للاسف مسلمين وانساقوا وراء النقد الذي يوجهه الغرب للاسلام حتي لا يوصموا بالرجعية والتخلف ... ليس في ديننا ما نخجل منه ولا فيه ما يعيبنا إن قلنا أنا مسلمون .. بل هو فخر لنا أبي من أبي ورضي من رضي ..انما يتربصون بنا خوفا منه بعد ان اصبح مثل النار في الهشيم انتشارا وهذا موضوع آخر.
مثال .. الدكتورة نوال السعدواي طالبت بنسبة المرأة الي أمها لا الي الاب بل بلغ بها رفض التعصب الذكوري في مجتمعاتنا الي ان تتسآل لماذا لا نقول ( قل هي الله أحد ) بدلا من ( قل هو الله أحد ) أين نحن من العالم الذي يفكر في إستيطان المريخ ولا زلنا نتحارب ونقيم الندوات في ضرب الزوجة والقوامة والخلع وهجر الزوجة وغشاء البكارة وحتي هذا لا نفهمه علي وجهه الصحيح بل نكتفي بالعناوين .
في آية المواريث يقول الله تعالي ( يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الانثيين ) ولم يقل يورث الذكر مثل الانثيين وبالرجوع الي فقه المواريث تجد أن أنصبة الورثة تحدد بمعاير غاية في الدقة والشمولية وليس للذكورة والانوثة دور فيها من هذه المعاير درجة القرابة بين الوارث والمتوفي فكلما زادت الصلة زاد النصيب وكلما قلت قل النصيب ((( فبنت المتوفي الوحيدة (حتى لو كانت رضيعة) ترث أكثر من أبيه –جد البنت- حتى لو كان هو مصدر الثروة. والحكمة وراء هذا التمييز هو أن الإسلام يعطي أولوية لمن يستقبل الحياة أكثر ممن يستدبرها، ويتخفف من أعبائها. وثالث هذه المعايير هو العبء المالي الذي يوجبه الشرع على الوارث.. وهو ما يظهر تفاوتاً بين الذكر والأنثى.. فالرجل المكلف بإعالة زوجته وأخته وابنته في حاجة إلى تعويض يساعده على الوفاء بالتزاماته الشرعية.. بينما الأخت الوارثة إن كانت متزوجة فنفقتها على زوجها وميراثها خالص لها. وإن لم تكن متزوجة فهي معفية من الإنفاق على أي من أقاربها، وميراثها ذمة مالية خالصة لها مدخرة عند الحاجة. )))
(((( والأغرب من ذلك أن العلماء باستقرائهم لحالات الميراث كشفوا عن حقيقة مذهلة.. وهي أن هناك أربع حالات فقط ترث فيها المرأة نصف الرجل.. بينما هناك أكثر من ثلاثين حالة يكون فيها نصيب المرأة يكافيء الرجل (مثل الأخوة لأم ذكوراً وإناثاَ الذين يقسم بينهم ثلث التركة بالتساوي) أو تحصل على أكثر من نصيب الرجل، أو أحياناً تحجب ميراث الرجل بالكامل.. وتفصيل ذلك في كتب المواريث لمن أراد أن يستزيد ليفخر بعبقرية هذا الدين التشريعية.))))
(((( أما آية الدين في سورة البقرة فقد جاء فيها:"وَاسْتَشْهِدُواْ شَهِيدَيْنِ من رِّجَالِكُمْ فَإِن لَّمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّن تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاء أَن تَضِلَّ إْحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى".
ومن الواجب هنا توضيح بعض الأمور التي تغيب عن المتعجلين والمتربصين بهذا الدين. فالآية تتحدث عن "الإشهاد" وليس عن "الشهادة". والإشهاد في هذه الآية خاص جداً بمعاملة مالية هي الاستدانة محددة المدة، مع الدعوة إلى كتابة قيمة الدين –حتى الزهيد منه- بخط من عليه الدين، أو وليه بالعدل، ويجب أن يكون الشهداء ممن ترتضيهم الجماعة، دون أن يعتذر عن الشهادة من دعي إليها.. هل هذا السياق هو سياق مفاضلة بين رجال ونساء أم سياق تشديد على توثيق الحقوق؟ يريد الله تعالى هنا أن يقطع على المستدين أية حجة للنكوص في عهده برد الدين، فعزز من آليات التوثيق ومنها ألا يتحجج المستدين بأن شاهداً واحداً قد يكون متواطئاً فطلب شاهدين، وحتى لا يتحجج بأن شاهدة من النساء قد تنسى بحكم ابتعاد موضوع الشهادة عن أولويات حياتها طلب شاهدتين. هذا عن الإشهاد في هذه الحالة الخاصة، أما عن الشهادة التي يعتد بها القاضي فإن المعيار هنا هو اطمئنان القاضي لصدق الشاهد وليس جنسه. بل إن هناك من الشهادات ما ترد فيه شهادة الرجال ولو كانوا بالعشرات وتقبل شهادة المرأة ولو كانت واحدة مثل شهادتها على الإرضاع والولادة وسائر أحوال النساء الخاصة، (فرق الرسول بين زوجين عندما شهدت امرأة عنده أنها أرضعتهما). إن المرأة التي يعتد بشهادتها في رواية الحديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم (وهو دين يترتب عليه جنة ونار) لا يمكن أن تكون خالية من الأهلية كما يود أن يشغب علينا بهذا الزعم من في قلوبهم مرض من المنتسبين إليه، ومن في نظرتهم ضيق ممن فرضوا فهوم أزمان مضت على فضاء القرآن الواسع. ))))
فأين نحن كمجتمع سوداني من هذا الفهم القيم للدين القيم . مازلنا تتقاذفنا أمواج صوفية تتبرك بتراب تربة قبر الشيخ وتطلب منه أن يلحقنا وينجدنا وإن قلت له أنه ميت لا يملك حتي لنفسه ضرا ولا نفعا يقال لك ( هو ميت أسرع من حي ) وتعصب لا هم له سوي تكفير الآخر ما دام ليس علي منهجه .ومثقفاتي لا يفهم في النص وبنيته سوي النقد الموجه له مقتبسا اياه من ثقافة الغرب حتي لا يوسم بالرجعية والتخلف ومن قال ان الرقي والتحضر المعاملاتي في الغرب من الذي وضع معيار التحضر نفسه اليس الغرب نفسه .وفي هذا الكثير مما يغص في الحلق ,,,
دمتم ..... ولنا عودة
ما بين الاقواس((((((((( ))))))))))) منقول بتصرف
المفضلات