في الستينات كانت الظروف تخلينى اقوم بعد صلاة الفجر مباشرة وذلك للذهاب للعمل . وفي هذا الظلام كنت ارى رجال الشرطة فقط وهم يمتطون الخيول الجميلة وهى تتبختر وتضرب بحوافرها الارض مصدرة اصوات موسيقي عسكرية . كنت افتخر بهؤالاء الجنود وهم يقومون بحراسة الاحياء والاسواق . كان السكان في نوم عميق اما الشرطة فكانوا ساهرون لراحة هذا الشعب
كانوا لايسلكون الطرق المسفلته بل كانوا يمشون داخل الحوارى . واذا راؤا احد ابواب المنازل مفتوحة . طرقوا الباب لصاحبها وسالوه (انشاء الله خير مالو باب الشارع مفتوح )
**
كان احد اقربائي فاتح بوفيه بالقرب من عنبر الغير متزوجين باشلاق البوليس . والحقيقة كانوا مجموعة مترابطة . كان الواحد فيهم قبل ان ينوم يقوم بكوى ملابس العمل وكانوا يجتهدوا فى كوى الملابس كنت اشوف الواحد فيهم جايب نشا لكوى الكاكى حتى يكون (سيف) وواحد تانى شايل مكوة الفحم يهزها يمين وشمال حتى تسخن والتعب دا كلوا عشان يكون نظيف وملابسه مكوية وهو يقوم بخدمة المواطنين
علاقتى بالشرطة (علاقة مسافر) كان صديقي عقيد شرطة/ م كان يعمل في المباحث قسم البصمة في الخرطوم . وكنت في الاجازة انزل معاه في الخرطوم وتعرفت على بعض دفعته وكانت الدفعة 37 ولمحاسن الصدف كان ثلاثة من دفعتى في الاهلية الوسطى ب بمدنى . والان هم في راس العمل في الشرطة بالولايات كانوا رجال شرفاء منذ سنين الدراسة منضبطين رفض احدهم الاضراب معنا عندما فصل احد الطلاب لسوء السلوك .
كان صديقى العقيد ( لمن كان بنجمتين ) لايركب المواصلات العامة لان القانون ما بيسمح ليهو بدخول الاماكن العامة وركوب المواصلات العامة اذا كان لابس اللبس الرسمى . كان اخونا مجبور يأجر تكسي من الحاج يوسف الى الخرطوم كل يوم وهو ماشي الشغل . وفي بعض المرات كنت بركب معاهو التكسي من البيت للخرطوم ولمن يمر القصر الجمهورى كان بيلبس الكاب احتراما لهذا الرمز . كانت ماهيته مضيعه في التكاسي وهو ماشي من الحاج يوسف للخرطوم لخدمة هذا الشعب
اما رجال السجون طبعا هم فرع من قوات الامن وعلاقتى بيهم علاقة (جار مسجون) كان جارنا محكوم بستة شهور سجن ولكن كنت في بعض المرات اشوفوا وصل بيتوا الساعة عشرة صباح ومعاهو واحد من رجال امن السجون . كان جارنا بيمارس حياته الطبيعية في البيت حتى الساعة اربعة عصرا يقوموا يرجعوه السجن . ولمن سالت الناس كيف الراجل ده طلع من السجن . قالوا لى ده عنده اذن بزيارة للعائلة !!!
وفي السوق الكبير كنت بشوف مساجين لابسين ملابس السجن ولكن كانوا خاتين خيط احمر في جيب القميص وكانوا قاعدين في مطعم عمك كشك بيضربوا في ( الفولة ) واحد فيهم خاتى سفه قديمة فوق اضانو والتانى خاتى باقي سجارة والغريبة ما كان معاهم عسكرى ولمن سألت قالوا لي ديل مساجين ( مضامين ) بمعنى مضمون من شخص معروف كان الواحد فيهم بيطلع من السجن الساعة 9 صباحا وبيرجع الساعة 4 عصرا . يا سلام على القانون العملوهو لراحة المساجين وراحة الشعب والبنفذوا القانون هم رجال الامن تحية لكل رجال الشرطة وهم يدافعون عن الشعب كم من شرطى استشهد وهو يدافع عن امن المواطن وكم من شرطى استشهد وهو يؤدى واجبه وكم من شرطى غدر به وهو يؤدى واجبه في القرى الحدودية فلكم منا جزيل الشكر ونسال الله ان يجعله لكم في ميزان حسناتكم ويكتب للشهداء الجنة
***
فنحن ننظر للكاس من الخمسة اسداس المليئة وغيرنا ينظر للكاس من السدس الباقي


رد مع اقتباس






المفضلات