النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: الماء.. آية من آيات الله المعجزة

  1. #1
    فخر المنتديات - رحمة الله علية
    الصورة الرمزية أبونبيل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2006
    الدولة
    مدني
    المشاركات
    2,351

    الماء.. آية من آيات الله المعجزة






    الماء.. آية من آيات الله المعجزة


    محمود فرج

    قال تعالي في سورة النحل «هو الذي أنزل من السماء ماء لكم منه شراب ومنه شجر فيه تسيمون ينبت لكم به من الزرع والزيتون والنخيل والأعناب ومن كل الثمرات إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون» (سورة النحل: الآيتان 10-11).

    هاتان الآيتان من سورة النحل تذكران بعض نعم الله على خلقه، فهو سبحانه وتعالى ينزل الماء من السماء وفق النواميس التي خلقها، في هذا الكون والتي تدبر حركته، وتنشئ نتائجها وفق إرادة الخالق وتدبيره، بقدر خاص.فالقرآن الكريم يتخذ من مشاهد الماء دلائل على اثبات وجود الخالق سبحانه. ولكن هذا الماء النازل من السماء ماهو؟ وكيف نزل؟

    حول هذا التساؤل يقول المفكر الاسلامي الدكتور أحمد عبد الرحيم السايح الأستاذ بجامعة الأزهر الشريف: إن الانسان يمر بهذه الخارقة سراعا لطول الألفة، وطول التكرار. إن خلق الماء في ذاته خارقة، ومهما عرف الانسان أنه ينشأ من اتحاد ذرّتي أيدروجين بذرة أوكسجين تحت ظروف معينة، فإن هذه المعرفة جديرة بأن توقظ قلوب الناس وتدفعها إلى رؤية يد الله التي صاغت هذا الكون بحيث يوجد الايدروجين ويوجد الأوكسجين، وتوجد الظروف التي تسمح باتحادهما، ويتكوّن الماء من هذا الاتحاد، ومن ثم وجود الحياة في هذه الأرض. ولولا الماء ما وجدت حياة. إنها سلسلة من التدابير حتى نصل إلى وجود الماء ووجود الحياة، والله عز وجل وراء هذا التدبير، وكله مما صنعت يداه، ثم نزل هذا الماء بعد وجوده هو الآخر خارقة جديدة، ناشئة من قيام الأرض والكون على هذا النظام الذي يسمح بتكوين الماء ونزوله وفق تدبير الله تعالى.

    آية من آيات القدرة

    قال تبارك وتعالى في سورة الأنعام «وهو الذي أنزل من السماء ماء فأخرجنا به نبات كل شيء فأخرجنا منه خضرا نخرج منه حبا متراكبا ومن النخل من طلعها قنوان دانية وجنّات من أعناب والزيتون والرمان مشتبها وغير متشابه انظروا إلى ثمره إذا أثمر وينعه، إن في ذلكم لآيات لقوم يؤمنون» (سورة الأنعام: الآية 99)
    وقال تعالى في سورة الزمر «ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فسلكه ينابيع في الأرض ثم يخرج به زرعا مختلفا ألوانه» (سورة الزمر: الآية 12).

    إن نزول الماء من السماء آية توقظ القلوب، وتنبّه العقول إلى قدرة الخالق، فإنه سبحانه يسلّط أشعّة الشمس على البحار والأنهار، فيخرج منها بخار يتحول إلى سحاب، ويسلط عليه الرياح فتحمله إلى حيث يشاء الله فينزل منه ماء عذب.

    قال تعالى في سورة الروم «الله الذي يرسل الرياح فتثير سحابا فيبسطه في السماء كيف يشاء ويجعله كسفا فترى الودق يخرج من خلاله فإذا أصاب به من يشاء من عباده إذا هم يستبشرون» (سورة الروم: الآية 84).

    وقال تعالى في سورة الاعراف «وهو الذي يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته حتى إذا أقلت سحابا ثقالا سقناه لبلد ميت فأنزلنا به الماء فأخرجنا به من كل الثمرات كذلك نخرج الموتى لعلكم تذكرون» (سورة الأعراف: الآية 75).

    النعم المرتبطة بالماء

    يضيف د. السايح: هذا الماء الذي ينزل على الأرض يشرب منه الانسان «لكم منه شراب» فالقرآن يبرز خصوصية الشراب في هذا المجال على أنه نعمة من نعم الله وآية من آياته ثم يبرز أيضا خصوصية المرعى «ومنه شجر فيه تسيمون» وهي المراعي التي تربى فيها السوائم، وسميت الأنعام سائمة لأنها تسم الأرض بأرجلها أي تترك فيها أثراً أو تسم المراعي بما تأكل منها فتترك آثارها عليها.

    هذا الماء الذي يشرب منه الانسان والحيوان يقول رب العزة فيه «ينبت لكم به الزرع والزيتون والنخيل والأعناب ومن كل الثمرات» أي ينبت لكم بالماء الذي أنزله من السماء أصنافا مختلفة من النبات، بدأتها الآية الكريمة بالزرع لأنه أصل الغذاء، وعمود المعاش، وبه قوت أكثر العالم، ثم اتبعته بذكر الزيتون لأنه غذاء ودواء، وقدمت النخيل على الأعناب لأن فيها غذاء متكاملاً، وفوائد أخرى، ولأنها ينتفع بها زمنا طويلا، والمراد بالأعناب ثمار العنب، ثم ختمت الآية الكريمة ما ذكرته من أصناف النبات والشجر بقوله تعالى «ومن كل الثمرات» للايذان بأن ما ذكر من قبل إنما هو بعض النعم، وإن خيرات الله وثمرات الشجر تفوق الحصر.

    التأمل في تدبير الخالق

    لا شك أن هذه النعم تدفع الانسان إلى التفكير والتأمل، ولذلك قال الله تعالى «إن في ذلك لآية لقوم يتفكّرون» أي يتفكرون في تدبير الله لهذا الكون ونواميسه المواتية لحياة البشر.

    ويقول: وما كان الانسان يستطيع الحياة على هذا الكوكب لو لم تكن نواميس الكون مواتية لحياته موافقة لفطرته ملبية لحاجاته.

    وماهي بالمصادفة العابرة أن يخلق الانسان في هذا الكوكب الأرضي، وأن تكون النسب بين هذا الكوكب وغيره من النجوم والكواكب هي هذه النسب، وأن تكون الظواهر الجوية والفلكية على ما هي عليه ممكنة للانسان من الحياة، ملبية هكذا لحاجاته على النحو الذي تراه.

    التفكّر في الحكمة الالهيّة

    الذين يتفكّرون هم الذين يدركون حكمة التدبير، وهم الذين يربطون بين ظاهرة كظاهرة المطر، وما تنشئه على الأرض من حياة، وشجر، وزروع، وثمار، وبين النواميس العليا للوجود، ودلالاتها على الخالق، وعلى وحدانية ذاته، ووحدانية ارادته، ووحدانيّة تدبيره.

    أما الغافلون فيمرون على مثل هذه الآيات في الصباح والمساء في الصيف والشتاء، فلا توقظ تطلعهم ولا تثير استطلاعهم، ولا تستجيش ضمائرهم إلى البحث عن صاحب هذا النظام الفريد.

    وهؤلاء وحدهم لا يرون، فمن تفكّر رأى، وإن هؤلاء الذين يلحدون، مصيبتهم، أنهم لا يتفكّرون ولا يشعرون أنهم لا يتفكّرون، بل يظنون أنفسهم أنهم مفكرون.

    أليس حريّا بالانسان أن يجعل آيات الله مسرحا لنشاطه الفكري والعقلي، والقرآن الكريم يلفت حس الانسان وقلبه وعقله للنظر إلى ما في السماوات والأرض لعلّه ينبض، ويتحرّك، ويتلقّى ويستجيب. قال تعالى في سورة يونس «قل انظروا ماذا في السموات والأرض وما تغني الآيات والنذر عن قوم لا يؤمنون» (سورة يونس: الآية 101).







  2. #2
    فخر المنتديات - رحمة الله علية
    الصورة الرمزية أبونبيل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2006
    الدولة
    مدني
    المشاركات
    2,351
    الإعجاز المائي في القرآن الكريم

    بدأت رغبتي بالتعمق في علم السوائل والمياه منذ سنوات الدراسة الجامعية الأولى، فكنتُ أقف طويلاً أفكر في التعقيد الكبير الذي يرافق هذه الدراسة. فالقوانين الرياضية والفيزيائية التي تحكم حركة السوائل استغرق العلماء زمناً طويلاً لاكتشافها، ولا يزال الغموض يخيم على الكثير من التساؤلات المتعلقة بعلم المياه.

    درستُ الكثير من النظريات العلمية والحقائق المائية في مراجع الغرب الذي تفوّق علينا بشكل كبير في هذا المجال. ولم أكن أتصور أنني سأجد هذه الحقائق جليَّة واضحة في كتاب أنزل قبل مئات السنين! كُنتُ أقرأ لعلماء بدؤوا رحلة أبحاثهم في بداية القرن العشرين عندما توفرت لديهم وسائل البحث العلمي والتحليل المخبري وكانوا يمضون عشرات السنين في مختبراتهم للخروج بتفسير أو نتيجة أو بحث علمي، أو للعثور على حقيقة مائية واحدة.

    إن اكتشاف القوانين التي تحكم حركة السوائل شكَّل قفزة كبيرة في تطور فهمنا للماء من حولنا. فالذي يتأمل هذه القوانين لا يملك إلا أن يقول سبحان المبدع العظيم القائل: (صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ) [النمل: 88].

    هذه القوانين الفيزيائية أودعها الله تعالى في الماء لتكون دليلاً على دقَّة صنعه ولتكون آية تشهد على قدرته عزَّ وجلَّ. وتتجلَّى عَظَمَة هذه القوانين عندما نعلم بأن الله تبارك وتعالى قد حدثنا عنها في كتابه بمنتهى الكمال والوضوح!

    القرآن يتحدث عن خزانات المياه تحت الأرض!

    عندما نزل أحد العلماء إلى منجم للفحم يبلغ عمقه تحت سطح الأرض أكثر من ألف متر اكتشف وجود مياه تعود لملايين السنين! هذه المياه تسكن تحت الأرض منذ ملايين السنين وفيها أحياء لا زالت تعيش وتتكاثر بقدرة الله تعالى. والعجيب أن القرآن العظيم عندما حدثنا عن الماء استخدم كلمة دقيقة جداً من الناحية العلمية، يقول تعالى: (وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ) [المؤمنون: 18].

    وتأمل معي أخي القارئ كلمة(فَأَسْكَنَّاهُ)والتي تدل على المكوث لفترة طويلة، وهو ما نراه في المياه الجوفية ومياه الآبار والتي تبقى فترة طويلة ساكنة في الأرض دون أن تفسد أو تذهب.

    وهنالك آية ثانية تشير إلى وجود خزانات ماء في الأرض، وهذه الخزانات لم يتم اكتشافها إلا حديثاً. يقول تعالى: (وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ)[الحجر: 22]. وصدق الله تعالى القائل: (وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ)فمن الذي أودع في الماء خصائص تجعله قابلاً للتخزين في الأرض آلاف السنين؟ ومن الذي أعطى لقشرة الأرض ميزات تجعلها تحتضن هذه الكميات الضخمة من المياه وتحتفظ بها؟ أليس هو الله؟!


    إن الأمطار المتساقطة على الأرض تتسرب إلى مسامات التربة والفراغات بين الصخور، وتُختزن لآلاف السنين. لذلك نرى أن العلماء حديثاً يهتمون بالمياه الموجودة تحت سطح الأرض كخزانات ضخمة وموارد محتملة للمستقبل. وهذا ماحدثنا عنه القرآن بقوله تعالى: (وما أنتم له بخازنين).

    القرآن يتحدث عن دورة الماء

    بل إنك تجد أن الماء النازل من السماء والمختزن في الأرض يتفجر ينابيع وعيوناً يقول تعالى: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الْأَرْضِ)[الزمر: 21]. وهنا أيضاً لو تأملنا كلمة (فَسَلَكَهُ)نجدها دقيقة جداً من الناحية العلمية، فالماء الذي ينزل من السماء يسلك طرقاً معقدة داخل الأرض، حتى إن العلماء اليوم يحاولون تقليد الاهتزازات التي يتعرض لها الماء خلال رحلته في الأرض وهذا السلوك للماء هو الذي يعطيه طعماً مستساغاً.



    إن الماء عندما ينزل من السماء ويتسرب خلال تربة الأرض ويمر في مسامات التربة الأرضية وبين الصخور، تنحل فيه بعض المعادن والأملاح وهي مفيدة للجسم كما يقول الأطباء. ولذلك نجد البيان الإلهي دقيقاً هنا أيضاً.

    يقول تعالى: (وَجَعَلْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ شَامِخَاتٍ وَأَسْقَيْنَاكُمْ مَاءً فُرَاتًا) [المرسلات: 27]. فهذه الآية تربط بين الجبال الراواسي الشامخات أي ذات الارتفاع العالي، وبين الماء الفرات، وهذه الآية تشير إلى علاقة الجبال بنزول المطر وعلاقتها أيضاً بتنقية الماء حتى إن العلماء اليوم ينظرون إلى الجبال كأبراج ماء ضخمة

    فنحن اليوم نعيش في ظروف تلوث خطيرة بعد التطور الصناعي الكبير الذي رافقه إطلاق كميات ضخمة من الملوثات بسبب المصانع ووسائل النقل وما تطلقه من غازات سامة تضر بالبيئة والإنسان. ولذلك نجد أن ماء المطر اليوم لدى نزوله من الغيوم يمتص جزءاً من الملوثات الموجودة في الجو.

    وعلى الرغم من ذلك فإن هذا الماء عند مروره في طبقات التراب والصخور المختلفة تتم عملية التنقية الطبيعية له. وكلما زادت المسافة التي تقطعها قطرة الماء زادت درجة نقاوتها، وهنا تتجلى معجزة قرآنية في الماء العذب الفرات بالجبال الشامخة لأن المسافة التي يقطعها ماء المطر خلال الجبال العالية طويلة والماء الناتج أنقى وأكثر عذوبة.


    لقد ربط القرآن بين الماء العذب والجبال العالية، وقد أثبت العلماء دور الجبال في نزول المطر وفي تنقية هذا الماء لنشربه بعد ذلك عذباً فراتاً. يقول تعالى: (وَجَعَلْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ شَامِخَاتٍ وَأَسْقَيْنَاكُمْ مَاءً فُرَاتًا).

    القرآن يتحدث عن النظام المقدر للماء

    في ظل المعرفة الحديثة لقوانين السوائل وبشكل خاص الماء نرى اليوم العلماء يؤكدون أن كل الماء الذي نراه على الأرض يدور دورة منضبطة ومقدّرة ومحسوبة. وهنالك قوانين فيزيائية تحكم حركة كل قطرة ماء خلال دورتها منذ نزولها من السماء وحتى تصل إلينا. وأن كل المراحل التي تمر فيها قطرة الماء ليست عشوائية بل تسير بنظام محكم.

    وهنا أيضاً تتجلى معجزة قرآنية في الحديث عن هذا الأمر في قوله تعالى: (وَالَّذِي نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ) [الزخرف:1]. وتأمل معي كيف ربط البيان الإلهي بين نزول الماء من السماء وبين كلمة (بقدر) أي بنظام محسوب ومقدّر


    -إن قطرة الماء الواحدة تحوي خمسة آلاف مليون جزيئه ماء!! وهذا العدد الضخم قد نظمه الله بنظام محكم ومقدر ومحسوب ولا يحيد عنه أبداً، ولذلك قال تعالى: (وأنزلنا من السماء ماء بقدر)، أي بنظام وتقدير وحساب. وهذا ما يخبرنا به العلماء اليوم من خلال أبحاثهم التي اكتشفوا فيها أن النظام المائي على سطح الأرض شديد التعقيد والإحكام، وله قوانين ثابتة يقوم عليها.

    وجه الإعجاز في آيات الماء

    لقد ورد ذكر الماء في القرآن في عشرات المواضع، ولا نبالغ إذا قلنا إنه في كل آية من هذه الآيات معجزة! ولكن نكتفي بما رأيناه في هذا البحث ونعيد تلخيص المعجزات المائية:

    1- تحدث القرآن عن الخزانات المائية الضخمة الموجودة تحت سطح الأرض والتي تزيد كميتها عن المياه العذبة في الأنهار، وذلك من خلال قوله تعالى: (وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ)فهذه العبارة تتضمن إشارة إلى عمليات تخزين المياه في الأرض، وهذا الأمر لم يكن معروفاً زمن نزول القرآن.

    2- تحدث القرآن عن المدة الزمنية الكبيرة التي يمكث فيها الماء في الأرض دون أن يفسد أو يختلط ويتفاعل مع صخور الأرض، وذلك في قوله تعالى: (فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ) ففي هذه العبارة إشارة إلى أن الماء يسكن في الأرض ويقيم فترة طويلة من الزمن على الرغم من وجود الأحياء الدقيقة والفطريات والأملاح والمعادن والمواد الملوثة تحت سطح الأرض، إلا أن الماء يبقى نقياً وماكثاً لا يذهب، أليس الله تبارك وتعالى هو من أودع القوانين اللازمة لبقاء الماء بهذا الشكل؟

    3- القرآن تحدث عن دور الجبال في تنقية المياه، وهذا الأمر مل يكن لأحد علم به من قبل، وكلما كانت الجبال أعلى كان الماء أنقى، ولذلك قال تعالى: (وَجَعَلْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ شَامِخَاتٍ وَأَسْقَيْنَاكُمْ مَاءً فُرَاتًا) [المرسلات: 27]. ويعتبر الباحثون اليوم الجبال كأهم مصدر للماء العذب في القرن الحادي والعشرين
    4- تحدث القرآن عن العمليات المنظمة والمقدرة التي تحكم نزول الماء ودورته في قوله تعالى: (وَالَّذِي نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ) أي بنظام مقدّر ومضبوط ومحسوب.

    وأخيراً عزيزي القارئ ألست معي في أن القرآن قد تحدث عن كل شيء وفصّله وبيّنه لنا؟ يقول تعالى: (وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ)[النحل: 89].

    المهندس عبد الدائم الكحيل

    باحث في إعجاز القرآن الكريم والسنّة النبوية


  3. #3
    عضو جديد
    الصورة الرمزية ابو اليا
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    الدولة
    مدنى ودكنان
    المشاركات
    46
    بسم الله الرحمن الرحيم
    جزاك الله خيرا
    وسقاك الله من
    حوض النبــــى
    صلى الله عليه
    وسلم
    شربتا لا تظما
    بعدهـــــــــــــــا
    امـــــــــــــين

    تسلم
    عـــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــارفنى مـــــــــــــــــ ـــــــــنك

  4. #4
    فخر المنتديات - رحمة الله علية
    الصورة الرمزية أبونبيل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2006
    الدولة
    مدني
    المشاركات
    2,351
    الأبن العزيز ابو اليا
    بارك اللة فيك ***** ودمت

  5. #5
    فخر المنتديات - رحمة الله علية
    الصورة الرمزية أبونبيل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2006
    الدولة
    مدني
    المشاركات
    2,351




    الماء ومعجزة الحياة

    السطور القليلة القادمة سنعيش مع سائل الحياة العجيب، الماء ميزه الخالق سبحانه وتعالى بالعديد من الصفات الفيزيقية ، والكيميائية والحيوية التي جعلت حقاً سائل الحياة الفريدة، وجعلته بحق أعجب وأعظم سائل، فلولاه ما كانت على الأرض حياة وبدونه لا يوجد سائل الدعم ، وعصارات النبات ولولا الماء ما نظمت درجة حرارة الأرض ، ولا فتتت صخورها ولا تشققت تربتها الزراعية ولعجزنا عن إنبات حبة واحدة على سطح الأرض.

    ومع أهمية الماء ووفرته في الحياة حيث أن 75%من سطح كرتنا المائية (الأرضية) مغطى بالمياه، احتارت البشرية قروناً في وضع التعريف الدقيق للماء ولما عجزوا قالوا : (وفسر الماء بعد الجهد بالماء).
    وفي العصر الحديث تاينت نظرة الناس للماء فعندما طلب تعريف دقيق للماء مع إيضاح أهميته من بعض الناس جاءت الإجابات متباينة :

    فقطاع الزراع يرون أن الماء هو الشيء الأساسي للحياة فإذا غاب لا تنبت البذور ولا الحبوب ولا تنمو المزروعات ولا توجد الأنعام ويهلك الحي منها ويموت .


    أما الأطباء فيرون الماء من زاوية أهميته لحياة الناس وصحتهم الخاصة والعامة فجميع العمليات الحيوية في الجسم تحتاج إلى الماء حتى تتم .

    والبيولوجيون يجمعون في نظرتهم بين نظرتي الزراع والأطباء ويزيدون عليها أن الحياة جميعاً هي الماء وأن التربة الزراعية والنبات والحيوان والإنسان والكائنات الحية الدقيقة تحتاج إلى الماء في كل مرحلة من من مراحل حياتها.

    أما علماء التاريخ والجغرافيا البشرية فيربطون بين نشأة الحضارات والماء، فالحضارة المصرية ارتبطت بنهر النيل وحضارة سبأ ارتبطت بالمياه الموسمية وسد مأرب ، وحضارة العرب ارتبطت ببئر زمزم وتفجر الماء العذب منه.

    أما الفيزيائيون والذين يخططون للمستقبل فيرون أن الماء هو مصدر الهيدروجين عنصر الطاقة الحيوية والاستراتيجية في المستقبل القريب.

    والجيولوجيون يرون نشأة الحياة وتكون التربة والحفريات وعناصر الطاقة ومصادرها القديمة والحديثة مرتبطة بالمياه ووجودها ودورتها في الحياة.

    ولذلك ليس من العلم أو الحكمة أن نقول : أن الماء هوالماء ، أو أن نعطي تعريفاً قاصراً للماء ، وسنعيش فيما يلي مع الماء في العلم الحديث لنتبين عن علم الإعجاز القرآني في قول ربنا سبحانه وتعالى : (وجعلنا من الماء كل شيء حي)

    أولاً : الماء في القرآن الكريم :

    لقد ورد ذكر كلمتي ماء والماء في القرآن الكريم 59 مرة ، وورد ذكر الماء في كلمات أخرى مثل (ماء ك، ماءها ، ماؤكم ، وماؤها) أربع مرات ، وبذلك يكون الماء قد ورد ذكره في القرآن الكريم 63 وبقراءة الآيات القرآنية التي ورد ذكر الماء فيها يمكن وضعها تحت المواضيع التالية:

    خلق منه الإنسان:

    قال تعالى : (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاء بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا)
    خلق منه الدواب :

    قال تعالى : (وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِن مَّاء فَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ وَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاء إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)

    استخدامه في الشرب وسقاية الزرع :

    قال تعالى : (وَهُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ

    خَضِرًا نُّخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُّتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِن طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِّنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انظُرُواْ إِلِى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ).

    إخراج الثمار :

    قال تعالى : (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ {63} لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ)

    5. فجرت منه العيون وأجريت به الأنهار:

    قال تعالى : (وَأَلْقَى فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَارًا وَسُبُلاً لَّعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ)

    وقال تعالى : (وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنْ الْعُيُون..)

    إحياء الأرض بعد موتها بالماء :

    قال تعالىإِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ السَّمَاء مِن مَّاء فَأَحْيَا بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخِّرِ بَيْنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ)

    إحياء البلدان بالماء:

    قال تعالى : (وَالَّذِي نَزَّلَ مِنَ السَّمَاء مَاء بِقَدَرٍ فَأَنشَرْنَا بِهِ بَلْدَةً مَّيْتًا كَذَلِكَ تُخْرَجُون)

    استخدامه في التطهير :

    قال: تعالى (إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِّنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّن السَّمَاء مَاء لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الأَقْدَامَ).الأنفال 11

    استخدام الماء في عذاب الكافرين :

    قال تعالى : (وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاء كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءتْ مُرْتَفَقًا )

    استخدامه في ضرب الأمثال :

    قال الله تعالى إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاء أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاء فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالأَنْعَامُ حَتَّىَ إِذَا أَخَذَتِ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)

    وقد أوجز الله سبحانه وتعالى كل ذلك في قوله تعالى:

    (أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ)

    8. إخراج كل ما ينبت في الأرض:

    قال تعالى : (وَهُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ

    خَضِرًا نُّخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُّتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِن طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِّنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انظُرُواْ إِلِى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُون)

    ثانياً : الماء في السنة النبوية المطهرة :

    لقد اعتنت السنة النبوية المطهرة بالماء وكان رسولنا صلى الله عليه وسلم يحب الماء البارد ، ويحث على المحافظة على الماء من التلوث ، وعدم الإسراف فيه ، وجعله ملكاً للمسلمين جميعاً قال صلى الله عليه وسلم: (لا يبولون أحدكم في الماء الراكد ثم يتوضأ منه) رواه البخاري.

    ولقد أثبت العلم الحديث صحة هذا السلوك وأسبقيته في تطبيق نظام الصحة العامة والخاصة .

    قال صلى الله عليه وسلم : (لا يباع فضل الماء ليباع به الكلأ) رواه مسلم .

    ونهى صلى الله عليه وسلم عن الإسراف في الوضوء حتى ولو كان المسلم على نهر جار

    وقال صلى الله عليه وسلم نحن من ماء.

    وقال صلى الله عليه وسلم عن البحر : هو الطهور ماؤه .

    وفي هذا القدر ما يكفي لبيان عناية السنة المطهرة بالماء.

    ثالثاً: الماء في الفقه الإسلامي :

    أول من وثق أهمية نظافة الماء وطهارته وخطورة تلوثه والإقرار بحل استخدام الماء الطاهر النظيف ، وحرمة استخدام الماء غير المطهر (الملوث) هم علماء الفقه الإسلامي ولقد حظي الماء بمكانة عالية في الفقه الإسلامي حيث تبدأ كتب الفقه بالحديث عنه وهذا راجع إلى أهمية الماء ، والنظافة والطهارة في حياة المسلمين .

    فمن ناحية التقسيم : قسم فقهاؤنا الماء إلى : الماء الطهور، والطاهر غير المطهر، والمتنجس:

    1. الماء الطهور هو الماء الطاهر في نفسه المطهر لغيره : وهو كل ماء نزل من السماء أو نبع من الأرض، باقياً على أصل خلقته لم يتغير أحد أوصافه الثلاثة، وهو اللون والطعام والرائحة أو تغير بشيء لا يسلب طهوريته ، ولم يكن مستعملاً ومنه ماء المطر وماء البحر ومياه الأنهار والعيون والآبار وما ذاب من ثلج وبرد وجليد أو جمع من الندى.

    ومن هنا سبق علماء الفقه الإسلامي الدنيا كلها في إعطاء المواصفات الصحية للماء الصالح للاستعمال الآدمي ومصادره في الطبيعة .

    2. الماء الطاهر غير المطهر: وهو الذي تغيرت أوصافة كلها أو بعضها بسبب المكان الذي استقر فيه، أو مر به ، أو تولد فيه بسبب الكائنات الحية ، أو بماء جاوره أو هواء مر عليه.

    ومن هنا سبق علماء المسلمين الدنيا في معرفة عوامل إفساد الماء وفساده ، وبذلك فهم أول من أنشأ علم المياه ( Hydrology) وبينوا بعض عوامل إفساده وتلوثه .

    3. الماء الطاهر غير الطهور (المتنجس) : وهو الماء الذي خالط شيئاً يسلبه طهوريته بحيث يغير أحد أوصافه الثلاثة (اللون ، والطعم والرائحة ) وكان مما يسلبه طهوريته وهذا الماء يحرم استخدامه لأضراره البالغة .

    وبذلك يكون علماء المسلمين هم أول من عرف وحرم استخدام الماء الملوث ونبهوا على دورة الماء.

    المصدر : كتاب آيات معجزات من القرآن وعالم النبات

    تأليف الدكتور نظمي خليل أبو العطا دكتور الفلسفة في العلوم ( نبات) جامعة عين شمس .

  6. #6
    فخر المنتديات - رحمة الله علية
    الصورة الرمزية أبونبيل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2006
    الدولة
    مدني
    المشاركات
    2,351

    -إن قطرة الماء الواحدة تحوي خمسة آلاف مليون جزيئه ماء!! وهذا العدد الضخم قد نظمه الله بنظام محكم ومقدر ومحسوب ولا يحيد عنه أبداً، ولذلك قال تعالى: (وأنزلنا من السماء ماء بقدر)، أي بنظام وتقدير وحساب. وهذا ما يخبرنا به العلماء اليوم من خلال أبحاثهم التي اكتشفوا فيها أن النظام المائي على سطح الأرض شديد التعقيد والإحكام، وله قوانين ثابتة يقوم عليها.

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •