حامد (الوهم)!! نموذج للسودانيين في السعودية!!
معانا إتصال..
ألو منومعاي..
- ألو ..التلفزيون ..معاك حامد من السعودية .
مرحب بيك يا أخ حامد.
- ازيك يا غادة.. والله بشيد بالبرنامج وبهني الوالدة بغرية (اللعيت) وبهني الأخ عثمان وكل الأهل وبقول ليهم والله مشتاقين ليكم شديد...وبشكركم على البرنامج الجميل.
إذا تصادف وكنت تشاهد برنامجا مباشرا على الفضائية السودانية وكنت شاهدا على مثل هذا الحوار فابتعد حرصا على أعصابك.
لا تتوقع من شخص يتصل من السعودية أي مفيد ولعل اصدق كلمة استطيع أن أطلقها على السودانيين المقيمين في السعودية أنهم أناس (وهم) وكلمة وهم هذه في الأصل تطلق على العساكر في السودان الذين هم أيضا (وهم) بنسبة 95% منهم, ولا استطيع تحديد تعريف دقيق لمعنى الكلمة ولكنها على أي حال نقيض للزول (الراستا ).
معظم السودانيين المقيمين في السعودية كانوا في الأصل (وهم) قبل أن يهاجروا للسعودية وبعد الهجرة ازدادوا (وهما) على (وهمهم) الأصلي.
وقليل منهم كان في الأصل (راستا) إلا انه أصبح وهم بعد أن اختلط بالأعراب (الوهم) وبالسودانيين (الوهم) المقيمين هنا.
وصفة الوهم ليست قاصرة على البسطاء منهم بل تنطبق على جميع المستويات فيوجد هنا مهندسين (وهم) ومحامين (وهم) وعمال مطاعم (وهم) وسواقين (وهم) باختصار جالية كبيرة من العالم (الوهم).
يبدأ المرء من هؤلاء اكتساب صفة الوهم منذ استخراج التأشيرة فالمهنة المدونة على جواز الواحد منهم هي البداية فمثلا صديقي نادر وهو حنكوش سابق من حناكيش الأهلية لديه ماجستير في إدارة الأعمال استقدمه كفيله بمهنة (حداد) ولم يكتفي بذلك بل جعله (حداد مسلح) !!وآخر تخصصه علم المختبرات الطبية قدم بمهنة (عامل تربية نحل) وهذه بداية الطريق نحو الوهم ..يلي ذلك الوقوف في الصفوف الطويلة لإنهاء إجراءات التاشيرة,ولدى وصول الواحد من هؤلاء فأول ما يفعل هو أن يتخلص من لهجته السودانية فخلافا لكل الشعوب العربية المهاجرة يبدأ السوداني مباشرة في استخدام عبارات مثل (أبغى..والخبز..والسيارة..وهلا والله وغيرها من العبارات الوهم.
ثاني شيء هو تغيير شكله للتماهي مع أهل البلد فيعمد الواحد منهم حتى وان كان شيوعيا سابقا يبدأ في عمل لحية دائرية صغيرة يحرص أن تكون شبيهة بلحي الشعب السعودي وملوكه.ونسبة لعدم وجود ثقافة سودانية موحدة للحية فدائما ما يتشبه سودانيو الخارج في إشكال لحاهم بأهل البلاد التي ينزحون إليها فسودانيو سلطنة عمان يعمدون إلى عمل لحية دائرية طويلة على شاكلة لحية السلطان قابوس, أما سودانيو مصر فيتميزون بحلق الشوارب ملط على الطريقة المصرية في حين يميل سودانيو ليبيا إلى الخنفس مع ملط الشوارب أما أحب الأشياء لسودانيو العراق فهي عمل الشوارب الكثيفة الغبية على الطريقة العراقية.
نعود لموضوع الوهم فهؤلاء الناس وهم في تفكيرهم فلا يتردد الواحد منهم في الحكم على مليون إنسان ينتمون لفئة معينة كفئة الطالبات مثلا أو المحامين أو غيرهم لا يتردد هذا الإنسان الوهم في الحكم على كل هذه الفئة من خلال تجربة شخصية أو قصة سمعها!!
وهم أيضا وهم في مواقفهم فمثلا إذا دار حديث حول فساد الحكام حكي لك الواحد منهم عشرات القصص حول فساد أهل الحكم وحتمية زوالهم ...وإذا قابلت هذا الوهم بعد يومين ودار حديث حول التطور والتقدم الذي يشهده السودان فلن يتردد في الإشادة بالانجازات العظيمة للنظام الذي كان يسبه قبل يومين!! فإذا ما تطرقتما إلى موضوع الفساد فلن يتردد أيضا في أن يقول لك إن كل ما يشاع عن الفساد ما هو إلا دعاية من المغرضين الحاقدين!!
وهم (وهم) في خضوعهم وقبولهم للأمر الواقع لمجرد انه أمر واقع ,ووهم في أحلامهم وهواياتهم التي يأتي على قائمتها لعب الكوتشينة والنوم والمطالعة !! اقصد المطالعة فلا يذهب بك الخيال إلى كلمة أخرى !!
بقي أن أقول إنني أيضا وهم لأنني مقيم في السعودية ووهم أيضا لأنني استخدم التعميم في الحكم على كل السودانيين (الوهم).
منقوووووووووووووووووووووووووووول
موقع سودانيز أون لاين
الكاتب: معاز حسن
المفضلات