2- العامل الديني: حيث يتبنى ويتأثر الفقهاء وشراح العقائد الدينية في كل الأديان بدون اى استثناء بمفاهيم مجتمعاتهم ( بحكم خلفياتهم الثقافية أو من باب النفاق) السلبية نحو المراة ويلبسونها ثوب القداسة الدينية بما يؤدى إلى ديمومة القهر ضد النساء , حيث أن الأديان , هي في النهاية مؤسسات ثقافية صماء تقوم على مفهومي الطاعة المطلقة وصمدية إحكامها في كل الأزمنة والأمكنة. أن نصيب المرأة من الأديان ( بحكم فهم متفقهة الذكور ) بخس للغاية فهي كائن جنسي ومصدر للغواية ولذا وجب حبسها في البيوت وان اضطرت إلى الخروج فهي ملفوفة في كمية مهولة من الأغطية والألبسة السوداء. ( يخيل لي إن بعض المتفقهة الأوائل يعانون من بعض الانحرافات النفسية – الجنسية من حيث هوسهم الجنسي بكل ما يخص المراة مثل رؤيتهم لبعض الأشياء التي عادة لا تكون مثيراً جنسيا لدى الأسوياء مثل الشعر والصوت والإقدام ) كما لا تقبل شهادتها كاملة حتى لوكانت عضو بمحكمة عليا, وهى تحت ولاية أبيها وأخيها ثم زوجها وأبنائها بعد ذلك، بل و في بعض الأحيان تكون تحت وصاية المجتمع بأسرة.
3- الدولة: الدولة تقهر النساء من خلال السيطرة الذكورية على دولاب اجراءتها الدستورية والإدارية. فيقننون الإجراءات التي تحرم المرأة من كثير من حقوقها. وحتى إذا وجد بعض رجال الدولة المستنيرون فسرعان ما يكتشفون أن مسايرة ومنافقة الأفكار المجتمعية المناهضة للمرأة يكون مصدراً للشعبية
و( الشعبية الزائفة ). فتصدر القوانين باستمرار لملاحقة المرأة وفرض القيود على توظيفها وأزيائها وسفرها ......... الخ فمثلا في جامعة الجزيرة وانا كنت يوما طالب فيها (قلعة الحداثة ومنبر التنوير والعلم في الجزيرة) يقوم في بواباتها مجموعات من الحرس شبه ألاميين من بعض مهامهم الحكم بمدى تحشم أزياء طالبات الجامعة, كما عمدت بعض الكليات ( خارج نطاق الجامعة الإسلامية والقران الكريم ) إلى تبنى قبولين للطلاب وللطالبات..... الخ
ختاما في بعض الأحيان تسهم النساء أنفسهن في دعم وديمومة مؤسسة القهر المجتمعي كما ذكرت ضدهن من خلال ما يتوهمنة "مهادنة تكتيكية لقوى الظلام المعادية كليا للمراة" و هنا يرصد المرء المواقف الأخيرة الغامضة و غير المفهومة لرائدة تحرير المراة السودانية السيدة فاطمة احمد إبراهيم. وارجوا أن ينتبه لهذا الآمر أنصار قضايا المرأة ومنظماتهن, وسأتناول هذا الأمر في نقاش أخر.
المفضلات