[SIZE="5"]بعث لي الشاعر الرقيق بشير التوم إبراهيم الحبوب بهذه المشاركة يحكي فيها انطباعه عن كتاب همس الريف
همس الحنايا المترعات بالعشق وعميق الحزن في وهاد الزمن الأسيف
اخوتي كُتاب وكاتبات «همس الريف» ورهط الخير وظلاله الوريقة الوريفة أعني جمعية الفقراء «الفقره الخيرية» الرائعون الخيرون والباذلون كلما يدخرون من أجل الأيامى والشباب وكل المشاكل التي تجابه أهل القرية الأم والوطن الثدي الحنون في إقدام وتفان وهمة فاقت حتى كلمة الإعجاز.. في أتون زمان .. غدت أشرعته وصواريه الآهة مسنونة الشفرات، وديدنه سدنة التفرقة، وأغوات حثالات الأنا، وطواقيت الشتات أحبولة الشر في أعناق الشعوب، فلله درّهم نقع الثوابت أحفاد من حملوا لواء الزهد والنور في أربجي «القديمة» الفقراء الجديدة «التاريخ يعيد نفسه في رُبى الوطن القارة» ياليتني الحق بركبهم وأحذو حذوهم ولو بجدع الأنف. فما أحلاهم البشيلوا الهم بالجملة ويقولوا الميه.. مية وأردب يا محبهم لا تكون بعيد من شربهم، فقد أولوا القرية الوطن بحبهم وشرف انتمائهم فاستنفروا بواطن مطاعن الحزن في نفسي السقيمة بسبب مآل الحال بديار السمر الميامين.. واستنفروا مكنون الحنايا من نقع الأحبة مهيرات النساء وأقحاح الرجال.. والذي سيظل منقوشاً بحرائه على كبدي وشغاف القلب لوحة الوطن الذاخر بكل القيم الجميلة والناس الحنان في قراهم الوادعة مهدهم الصبر وغطائهم الإيمان العميق بالقدر خيره وشره. هكذا صار حالي منذ أن لامست عيناي أولى حروف كوثر الريف «همس الريف» أحسست بقمرة الدعاش تلفني وأريج العمار تزفني تحت وهج قبس التقابة.. في باحت الخلوة وغنج الكنار يشغل سمعي وهو يمهر رحم الأرض برحيق النيل لتنجب قمحاً وقطناً وخضرة، ورف قلبي لنداء الميامين الغر برياض الخير يتهامسون يتماسكون يقبلون
تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسراً
وإذا افترقنا تكسرت إحادا
هذا شعارهم ولوائهم كالندى يهطل قطراً وبحارا!!! العود للزمن الجميل بخطى الوثوق وإزاحة ما اعتراهو وما اعتلاهو من غبار الزمن الأسيف جهاراً وإماطت «اللثام وتمزيق اللجام» والرهق الممض بالتعاضد والتكاتف، حُمى البذل والتضحية بالنفس والنفيس أضحى الخيارَ وبالرأي الصائب وجلاء النفوس مما اعتراها من غشاوة وكدرة إذ لا إقصاء للآخر ليكتمل عقد الشورى والحوار.. كيف الخلاص من حية رقطاء في أنيابها الرقش السم ناقع.. بالوحدة وزهق الأنا وتغريد السرب الواحد لنعيد تسريحة النخل فيبذل عطاؤه وللقمح حياءه وللخفر النوري في رحم الشموخ ضياءه.. وتقول بعداً لليل أناخ ثم أردف أعجازاً وناء بكلكل.. حتماً ستتجلى بفعل الشهد والنهح الحفي .
أتمنى أن يعذرني الأحبة إن كان همساً مترعاً بالشجون وبالأسى والمنى.. فقد أمسيت أنزف عشقاً ..واتحرق شوقاً وأهمي بوحآً ... اسطره بومض الحنايا ومدادها الشبقي ينثال أحرفاً للوصال.. تعانق صدور الرائعين والرائعات حقاً.. حقاً.. الذين أكاد أتقراهم في الخيال بلمس «أتطمطق» همس حروفهم الصادقة ، واستنشق رحيق عطر نفوسهم الطاهرة والبرورة ... بأهلها وأرضهم.. أرض قريتهم الطاهرة في موكب بل مواكب ولاء ما بعده ولاء ونقاء لا يطوله في كل هذه الفانية نقاء.. عبق الكلمة.. صدق الوعد الطهر.. وعبير صندل الوفاء لأهل العطاء لمن أسسوا وأقاموا صروح العلم وأسسوا قواعد المعرفة الرفيعة والقيم الأصيلة فيض الكلم الطيب وقبس النور أقول لهم جميعاً، الغارقون هنا في تنور الغربة الماحق ورهقها، والقابضون على الجمر هناك، وما وهنوا بأرض الفقرة العريقة بتاريخها وصمود أهلها ومناعة عقيدتهم لأخوات نسيبة والصامدات من المعلمات.. وللمعلمين.. وللحكماء في صحن المسجد ولأعمدة القرية الصابرين وأحفادهم ولنسور فريق السهم من إداريين وحكام ولاعبين من كل قلبي من أعماقي أحاسيسي الظمئة العطشى للقياكم.. أحبكم .. ثم أحبكم .. ثم أحبكم.. ولكن قلبي المرهف.. المرهف لا يتحمل «الشواكيش» فحذار أهلي أهل القلب الخفاق والطرف الدماع ذلك لأن من عشق أهل الطهر والنور والتقى، لا كمن تشبب فأرتوى من نقع الأحبة فأنزوى شحاً وأربد ملتفعاً بأثواب الخنى فتقوقعا.
[[CENTER]

المهندس الشاعر/ بشير الحبوب
المفضلات