استيقظ اخونا خضر كالعادة صباحا للتوجه الى عمله وبعد ما لبس بنطلونه وقميصه ووجد زوجته تنتظره بكباية الشاي المعتاده ومعها رغيفة بايته من باقي العشاء وهي تحمل قائمتها اليومية بالطلبات والتي تحفظها كما يحفظها هو : (ما تنسى الليلة الرسوم بتاعة مدرسة ساره و خالد قال عندهم رحلة عايز الاشتراك مائة الف .. والتلاجه الليلة ما شغاله جيب معاك صلاح وسيد اللبن الليله جا وقال شهرين ما دفعنا ليهو .. وعم عبد الله بتاع البقالة وووووووو . بدا الصوت يخفت قليلا كحركة ارادية تمرس عليها وحتى تركها شفاة تتحرك كانه يحمل لها ريموت في ذهنه ويوطئ به صوتها ويجيب بامائة من راسه وهو يعرف انه ثلاث ارباع هذه الطلبات ليس له قدره عليها . ويخرج متوجها الى عمله بنفس مكتنزة بالهم و الغم ويضيف من عنده الى قائمة الصباح الجزء الذي يخصه وهو ايجار البيت الشهر الثالث على التوالي و و الكهرباء التي قارب رصيدها على النفاذ والجوال . هذا اضافة للمشكلة التي دارت بينه وبين المدير في اليوم السابق والتي يوقن تماما ان هذا المدير لن يسكت ويعديها كما اكد له زملاؤه كم هو حقود هذا المدير ...
وصل الى مكتبه وراسه مثقل بهذ التركه وقبل ما يتناول الشاي من المكتب يفاجا بان الساعي يمد ه بظرف مغلق بيد مرتجفه يفتحه ليجده رساله من المدير العام وفيها عليه التوجه الى الشئون الاداريه لتصفية مستحقاته لانه احيل الى الصالح العام او عفوا احيل الى صالح المدير العام كما شرح هو الامر لنفسه بينه وبينها . اخذ الخطاب وخرج من المكتب يجرجر رجليه لايدري الى اين سيذهب الى هذه الزوجه ذات اللسان الطويل والتي ستلهب ظهره بلسانها .. وخرج وهو لايسمع او يكترث لعبارات التعاذي التي تنبثق من زملاؤه وفي نفسه يقول هذا الذي قدرتم عليه .. بمعنى لا اعتراض ولا اي مقاومه لفصله ..
خرج متجها الى موقف الموصلات العام .. ولكن فجاه ونتيجة للكم الهائل من الاحباط والغم قرر الا يركب المواصلات التي تتجه الى حيه واخيرا توجه الى احد البصات التي تتجه الى الريف حيث القرى والحلال البعيدة من العاصمه .. كنوع من الهروب من الذات ومن الواقع المرير. وركب احدى هذه البصات .. وهو سارح لم ينتبه حتى للقرى التي في الطريق . وفجاه انتبه للمساعد يساله .. انت يا اخينا ماشي وين ؟؟؟؟ انا ماشي اخر محطة ... المساعد :: هي دي اخر محطة ... طيب البص ما بيدخل جوه المدينة .... يا اخوي نحن ما بندخل المدينة دي عايز تدخلها ادخلها براك وبعدين انزل سريع وهوينا ما تاخرنا..
نزل من البص بدفعة من المساعد كانه يطرده ويزيده غما الى غمه .. ونزل مندهشا من المساعد ومن سائق البص الذي وجه البص سريعا لطريق العوده كانه يهرب من المكان لامر ما ... وفجاه وجد لوحة مرسوم عليها سهم ومكتوبه بخط غريب تقريبا كل حرف فيه نوع من انواع الخط العربي منفصل عن شكل الحرف التالي ومكتوب في اللوحة هنا مدينة المجانين ... مطلوب الاقتراب والتصوير ... كان تقدر ...
قرر ان يتجه في نفس اتجاه السهم ومشى وبعد بضعة كيلومترات لاحت له مدينة فعلا ولكن شكل المباني غريبة جدا وحتى الوانها اغرب .. وتوغل يجره الفضول ويدفعه الغم وهو يقول في نفسه لن يكن المستخبي اسوا من الذي حدث معه اليوم مهما كان سيئا.. وفعلا دخل شوارع المدينة واغرب منظر بادره وجد عربة كارو يجرها رجل منكوش الشعر والحمار يجلس حيث يجب ان يكون الرجل .. وظهر له مجموعه من الرجال والنساء شعورهم منكوشه وملابسهم غريبة وبداوا يحدقون فيه بصورة غريبة وبعيون جاحظة مخيفة . وفجاه اقتربت منه امراه منكوشة الشعر ايضا وترتدي ملابس غريبة وتلمسه في كتفه وتصرخ صرخه كاد يطير لها قلبه..
لحظة مع الاعلان وسنعود لاتذهبوا بعيدا
المفضلات